ولليمانيين حكمتهم

> «الأيام» م.سالم صالح عباد:

> أمام إصرار الأصدقاء وبعض قراء ومحبي صحيفة «الأيام».. صوت الأمة ولسان حال الشعب، والتي تدعوني إلى مواصلة كتاباتي، خصوصا تلك المنبثقة من القيم الإنسانية التي تغذي العقول، وتعود بالفائدة والمنفعة للمجتمع، باعتبارها كتابات أو بالأصح مواضيع تقودنا في سلوكنا الفردي والجماعي نحو التعاون والتكافل الاجتماعي.

وطالما وجدت لدينا الرغبة المعززة بالقدرة على التفكير والتصور والتخيل المقرونة بعرض المشكلة وربطها بالأسباب، ومن ثم تحليلها وبيان نتائجها الإيجابية، فإنه يحق لنا أن نسهم مع الآخرين ممن هم قادرون على العطاء والتضحية للنهوض بالمجتمع اليمني نحو غد مشرق ومستقبل أفضل لنا ولأجيالنا بغية التعايش مع الحاضر والإسهام في صناعة المستقبل الذي نطمح إليه جميعا.

ولأن المشكلة تأخذ طابعا سياسيا في معظمها فقد انعكست سلبا على الاقتصاد، على اعتبار أن السياسة اقتصاد مكثف، وبالتالي عصفت بمقدرات الوطن، واستشرى الفساد الإداري والمالي، وانفلت الأمن، وغاب القانون، وضاعت هيبة الدولة، حيث أن المؤشرات جميعها تتجه نحو انهيار النظام.

وحتى نجنب الوطن ما لا تحمد عقباه، فإن عامل الوقت يصبح رأس مالنا الوحيد، حيث تقتضي الحكمة اليمانية عدم إهداره والإسراع في استثماره بشكل يضمن لنا إصلاح ذات البين، ونترك خلافاتنا السياسية والشخصية والمذهبية والعقائدية جانبا، ونتجه نحو إصلاحات حقيقية لاتسري فيها الروح إلا بمصالحة وطنية كاملة تعيد لليمن وجهه المشرق وثغرها الباسم، وتفتح آفاقا جديدة لتسهم في الدفع بعجلة التطور الاقتصادي والاستقرار السياسي وتعظيم الإنتاج الزراعي والاتجاه نحو التصنيع والتكنولوجيا التي بإمكانها امتصاص البطالة وتحقيق الذات، والاتجاه نحو التغيير إلى الأفضل يتطلب منا- حكاما ومحكموين- أن نحول طاقة الغضب إلى طاقة بناء تصلح الاعوجاج، وتدفع بالوطن إلى الأمام عن طريق قدسية العمل وقيمته، ولدينا الكثير من عوامل التقدم إذا وجدت المناخ المناسب وحسن الاستثمار.. والسؤال هو هل يستجيب العقلاء والقادة وبيوتات الحكمة للإسهام في إعادة تاريخنا وفردوسنا المفقود، أم أننا بانتظار (كيننة) اليمن، حتى لا يصبح اليمن يمان ولا الحكمة يمانية؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى