بيني ومواعيد الزمان واللامكان

> «الأيام» صالح حمود:

> على شرفة الوقت

كان لنا موعد للصلاة

وكان لنا موعد للقبلْ

وكنت كما أذكر الآن
تحترفين التسكع

في ذاكرات المرايا

تمتشقين رموش المسافاتِ
بليل الغزلْ
وحيناً..

تستحضرين سجايا النجوم

وتبتهلين بحلم أفلْ..

كأن التناقض يقسمنا

بين واجهةٍ للتصوف
وأخرى

لتغري المراهق فينا

... أواه ياللخجلْ!

رغم هذا المشيب الذي تتوشحه كلمات أوجاعنا
ومطايا انكساراتنا

رغم هذا التناقض ماتزال فينا
أنشودة للأملْ

***

على شرفة الوقت
كنتُ آتيك

مدثراً تعب العمر

أحفرُ فيه قبر حفيدي

الذي لم تلدهُ فاطمة..
مريمُ

أدفنه بين نهديك

بحبري.. هذا الذي اعتراه الخنوع

أشدُّ شمائله بورق الذل، الجنون،

السياط، رنين الدراهم تشظي الأفق،

أمنيات الأجلْ

***

هنا احتضن الفجر قصائدنا

الهاربات من خطباء السياسة

ومضى

يقاوم فينا صدى الكلمات التي لا تعي قائليها..

واغتصاب السبايا

كلما سقط الفكر

بين أصابعنا.. كرماد الشظايا

حينها.. لم يعد لي احتمال الحديث المقدس

عنكِ..

وقمصان يوسف هذا الزمان..

تمزقها كل يوم رماح.. البغايا

***

كان لنا موعد على شرفة الوقت

تبركن في لحظة الانتظار

ولأنا.. لأني..

اتخذت ملاذا في الأبجديهْ

وذُبحت بسيفي

ذاك الذي اشتراه أبي

ومات قبل أن ترى خيلهُ

أو تراه البريهْ..

احترقتُ بجذوة عشقي..

بأريج الرسائل تلك

التي انقرضت في بريد القرون القديمة..

ولم.. يحملن.. قضيهْ..

واشتكيتكِ لدمع الشموع..

حين لم يدرك الوقت

المكان.. هنا..

يدرك المجدليهْ

***

كان لنا موعدٌ

لأدخل عصر (اللا خراب)*

وتخضر حينئذ قرون ضفافي..

ألا.. فاولديني ثانية دون وعد

لأترك بعض أريج القصائد

تفوح في ذاكرات المنافي

وأرضع من وجع الناي

تلاواتِ بوحِ القوافي..

***

على شرفة الوقت

كان لنا موعد

وكنت أحس بأن المواعيد تفلت منا

يشنقنا الوقت.. وتدركنا..

مواجعنا مشفقهْ..

سآتيك بلا موعد.. ألملم أحلامنا

المورقة

فهل تطفئين ما أشعلته

احتمالاتنا المحرقهْ..

أدرك أن مطيات قوافل آلامنا تنحني

كلما علقت في الطريق..سيدتي..

مشنقهْ..

ولكنني سوف آتي

لأزرع ما بين نهديك.. أزرع بينهما

زنبقهْ

جحاف يونيو 2008

* اللا خراب: في إشارة لبيان اللا خراب للشاعرين الرائعين مبارك سالمين وشوقي شفيق، نشرته مجلة «المنارة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى