ما البديل؟

> مقبل محمد القميشي:

> حاولت كل القوى الخيرة في هذا الوطن الغالي أن تضع أسسا ومبادئ لإنقاذ البلاد من الكوارث المتوقعة مستقبلا كنتيجة حتمية لتعنت السلطة وإصرارها على مواقفها وتمسكها بآرائها.

حيث لم تتجاوب أو تستجب لمقترحات المعارضة للتفاهم من خلال الحوار الجاد، ولا لمطالب الجماهير التي خرجت إلى الشارع للتعبير عنها وعن حقوقها ورفع الظلم عن كاهلها وإيجاد المخارج والحلول لارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش الذي أضر بذوي الدخول المحدودة، وبمن لا دخل لهم سوى الاعتماد على ما يكتب لهم في أيامهم (كل يوم بيومه).

كما أن (السلطة) لم تتجاوب مع الاحتجاجات والاعتصامات السلمية التي نظمتها مختلف المنظمات الاجتماعية المدنية المقربة للسلطة ولا لنصائح منظمات حقوق الإنسان ولا حتى للدول الصديقة والشقيقة.

يؤكد كل ذلك استمرار السلطة في تعنتها وغيها وفي هيمنتها وغطرستها، ضاربة بالنهج الديمقراطي الذي تتغنى به عرض الحائط.

هي محاولات من القوى الخيرة، استخدمت خلالها كافة الوسائل السلمية الديمقراطية لإصلاح الاعوجاج الذي تمارسه السلطة منذ 94/7/7م، لكنها (السلطة)، لم تكترث ولم تحرك ساكنا، وأبت إلا أن تنفذ آراءها وسياستها المرفوضة شعبيا وحزبيا وديمقراطيا ليظل الوطن يعيش في دوامة بعد أن تكبد هذا العيش خلال ثلاثين عاما.

أجل، ثلاثون عاما عاشها الشعب مفرقا مشتتا، وفي مشاكل وقضايا وثارات قبلية، وثارات حتى مع جنود هذا الوطن بسبب تشجيع السلطة والإفراط في القوة ضد المواطن.

قضايا لايمكن إخمادها على المدى القريب، وخلفت سياسة (فرق تسد) و(زرع الفتن) بين المواطن وجارة (بسبب عدم حل المشاكل) سريعا.

سياسة تمارسها السلطة ورموزها الذين لا هم لهم سوى اكتناز المال ولا هم لهم أكثر من مصالحهم الشخصية التي يعملون لأجلها قبل العمل للمصلحة الوطنية.

وما زاد أيضا في أعباء الشعب هو ظهور قوة نافذة (مفرخة) من السلطة ذاتها، أضافت للوطن صخورا من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والأمنية غير مبالية بواجبها ولا مدركة بأن الظلم جريمة، وقطع الأرزاق جريمة، وعدم المساواة بين الناس جريمة أكبر.

لذلك يحق لنا التساؤل.. إن كان للمواطن اليمني الحق، وبموجب شرع الله، الدفاع عن حقوقه وكرامته وقوته وعن النفس، خاصة وقد شرعت السلطة باستخدام العنف والنهب والقتل والتعالي بدلا من معالجة قضايا الناس وحفظ حقوقهم، ما يؤكد فشل السلطة وعدم التفاهم إلا باستخدام القوة لتدفع بالناس إلى طريق آخر وبديل مناسب لنيل حقوقها، طالما لم تجد مطالباتها بالطرق الديمقراطية نفعاً غير مواجهتها من قبل السلطة الحاكمة بالقمع والاعتقالات والسجن والقتل.. تكون السلطة بذلك في موقع البادئ (والبادئ أظلم).

وللعلم.. بل لعلم السلطة.. أن الأرض مهيئة تماما جغرافيا وبكل المقومات للدفاع عن النفس والحقوق والكرامة. أرجو أن لايؤخذ كلامي هذا على أنه تهديد أو تحريض، لكنه تحذير من مغبة تمادي السلطة في قتل المواطنين وسجنهم ومحاكمتهم، لا لسبب إلا لأنهم يطالبون بحقوقهم وبإصلاح الاعوجاج الذي يمارس ضد الوطن، وذلك ما يؤدي إلى نفاد الصبر وانفلات زمام الأمور، وعلى السلطة أن تعي أنه ليس كل شيء يحل بالقوة، وفي النهاية لابد من اللجوء إلى العقل و(الحوار). ذلك ما قصدناه، خاصة وقد جثمت أرتال الدبابات على الضالع والحبيلين.. وماذا لو تغير الحراك إلى أساليب أخرى، هل كانت السلطة ستستجيب، أم أنها ترى فيه أسلوبا مناسبا لها، وتتخذ ما اتخذته تجاه الحراك السلمي من شتى أنواع القمع؟!.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى