ذا ساعية نتخت من زنجبار

> علي سالم اليزيدي:

> أضحك كثيرا حينما يكشف لنا القدر والوقت والأيام الغرائب، وكل ما هو خارج الوقائع، بل نهاية تتكالب حولها الظرائف وتتشكل من حيث ندري ولاندري!. وفجأة تتوقف الهرولة والغطرسة والظلم وتقترب الأسباب من بعضها ويدخل الكذب مع الصدق وما ينط عود الأمن حصاه، وقالوا (ما أكبر ثقلك يا الثور، قال كله بالميزان).

نحن نخاف الميزان، ليس نحن، إنهم من يحملون ذنبنا والإثم فينا، الذي يلتصق بقمصانهم من أنفاسنــا اللاهثــة الخائفــة الفارة من ظلم لايوقفه شيء ولوــ ذرة إنسانيــة، لايوقفــه إلا لحظــة أن خايل (بن مسلــم) بالناظــور ساعيـة نتخت من زنجبار، حينئذ يسقط القول على القول، ويشاع ما قال من علمك القسمة، أجاب فورا دون تردد وعيناه جاحظتان وشفتاه ترتعشان وبعض اللعاب يسقط على ذقنه الكثيف الأبيض، لقد أعلن أمس أنهم ألقوا القبض على كارديف أزاديتش المتهم بجرائم حرب ضد الناس، دمر منازل وهتك أعراضا وقتل أطفالا وحطم وشرد، ثم فجأة أخرجوه من مخبئه، وسيق إلى المحاكمة بتهمة ضد الإنسانية ضد المكان الذي سكن وأكل وعاش معظم حياته فيه، ثم انقلب السحر على الساحر.

لحظة أن كان السحر يخدم الساحر، لو سألنا هذا الرجل وأمثاله، بل سمعنا ولازلنا ننصت، إن ما يفعلونه من أجلنا، من مغارات تحت الأرض لسجناء الرأي في المغرب إلى أيام الظلم في العراق والإعدامات الجماعية إلى الهزائم والاتفاقيات المذلة لنا من المحيط إلى مياه رأس فرتك، كل هذا حبا بنا، وبو (مسلم) واقف ينظر في الأفق وبيده الناظور وفوق رأسه (شترة) وشاهد يومئذ ساعية نتخت من زنجبار وتغيرت الموازين، لو أدرك الشاعر معنى كلامه وتوقعه الذي جاء رويدا رويدا فيما بعد.

ها هي ساعية (دارفور) نتخت من زنجبار ونخايلها تشق عباب الضباب نحو من؟! ونضحك عندما نسمع المثل الشهير (دق ذا يرتج ذاك)، وها هو الارتجاف، لايخفى على أحد حينما (تنتخ) هذه الساعية، أما قبلها فهم يفعلون ما يشتهون، وما أشد خوفهم لحظة أن يقرر كبيرهم الذي يعلمهم السحر الامتناع عن لعبة الحبال والأفاعي والجرذان، لقد قرر وقتئذ إرسال ساعية لجلب البضاعة، فقد انتهى الوقت أو كما أطلق على الفيلم الأمريكي بطولة سيدني بواتيه (انتهى الدرس ياغبي)!!.

سقطت دول وخرجت بهم ساعية من الكرسي إلى الرصيف مع البرابر والعنوز! غادر الكسادي الإمارة بالساعية، وما أشبه الليلة بالبارحة، غادر دولة القعيطي بالمركب، وغادر الإمام بالساعية!، وكانوا محظوظين إذ لم تخنقهم حبال الساعية أو ظلام (الخن)، وطارت سواعي وغاب ربانها من صربيا إلى دارفور، والساعية القادمة نحوها إلى صعدة والجنوب وتبادل الأسرى في لبنان، قال.. وقال: وسيشهد الزمن ويقول بومسلم بالناظور خايل ساعية، وياجماعة شوفوها ساعية، و(ساعة) اقتربت، فهل أينعت الرؤوس أيضا، ذا ساعية نتخت من زنجبار إلى..!!.

(نتخت): تحركت اتجهت، كلمة تستعمل في مصطلحات البحر فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى