صوت الجنوب

> عبود الشعبي:

> هو الشطر المنهوب من الماء إلى التراب.. ويوم قتل جنود الأمن أبناء ردفان في منصة (الكرامة) تجدد العهد مع (عشت يا ردفان)!. وقد ظن الناس أن الجريمة سيعقبها وثبة للقانون تحفظ ماء وجه الدولة، لكن عندما مرت الأيام وقد يتم الأطفال ورملت النساء، مهدت السلطة طريقا نحو (شرعنة) القتل بحق الجنوب.

وفي شهر مشهود اسمه (أيار) يحتفل به الوطن بعيد الوحدة اليمنية قتل جنود الأمن في بلاد الصبيحة الشيخ الشاب يحيى الصوملي، أمام أعين الناس وهو في طريقه إلى نيابة طور الباحة، وكانت طريقة القتل لاتقل وحشية عن الأداء الدموي.. (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم).. وبينما كانت أبصار الناس شاخصة لهول الواقعة وبشاعة المشهد، فوجئ الأهالي في نفس اليوم 5/5 بخبر مقتل عضو محلي الصبيحة حافظ محمد حسن على أيدي جنود الأمن.. إذاً لاجناح أن تداعى الناس وهتفوا باسم الجنوب الذي يريده طابور المنتصر واقفا عند أعقاب قدميه.. وأنى لهم ذلك؟!، وهو الشطر الذي سلم دولة وثروة ووطن، ولو لم يكن الجنوب لما كان اليوم الوطن الكبير (الجمهورية اليمنية).. الذي يريد أن يمزقه اليوم ثنائي الظلم والفساد.

تحية لكل الرموز الذين قضوا على مقصلة (السلطة) من أبناء الجنوب، لقد ظلم أولئك الرجال.. وقد تركوا وراءهم أنين أمهات ثكالى لطالما رفعن أكفهن إلى السماء بأكباد محروقة يناجين المولى الجليل (ربِّ إني مغلوب فانتصر!)، بعد أن خبت نخوة الرجال ولوى الطغاة عنق العدالة.

ومايزال موكب الحرية يتدفق إلى الأمام كأنه السيل، إن اعترضته صخرة مضى عن يمينها ومن فوقها ومن أمامها، ولايتوقف ولايدعها تصدمه حتى يصب في النهر المصفى، وقد نحى جانبا الشوائب والقاذورات.

لقد أشرب قلوب أبناء الجنوب القانون، وهم حماته باقتدار، وأولى الناس برفع الراية لإعلان دولة النظام التي هي حلم أبناء اليمن قاطبة، وما كان ليحسب الناس أنه في ظل الدستور الذي يصدع به إعلام السلطة، ليعزروه ويوقروه، سيطاح بحرية الرأي والكلمة، بعد أن زج بالذين قالوا (رفقا بالجنوب) إلى غياهب السجون.. وكما رأى كل الأهل في اليمن رسف القيود على أيديهم، كذا وضعت على عنق الديمقراطية (المعتقلة) الأغلال، ومن تحت الأرض أيها السادة ينبت (الليمون)، كما ينبت الزرع في (الربوة) المخضلة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لايعلمون!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى