جميل الصبر .. الرحيل في عمر أمة محمد

> علي محمد السليماني:

> عرفته اسماً ونضالاً قبل أن أعرفه شخصاً، لقد سبقت عندي سيرته العطرة، معرفتي به الشخصية التقيت ذات يوم في مقر عملي في مبنى (رامبو) بكريتر بحضور الأخ الزميل في العمل وقتذاك السيد علي مصطفى السيد، حيث قدمه لي بالقول: (الأخ جميل يوسف ...) سلمت عليه بحرارة وقدمت نفسي له وتعارفنا عن قرب، إنه يجسد الشخصية العدنية الجميلة وهي شخصية لها خصائصها المتفردة في الحياة وثقافتها، والتعامل مع متغيرات الزمن وفي المجمل (المصائب) هي القواسم المشتركة للناس طيلة نصف القرن الماضي .

إنه جميل الصمود الرابطي، الذي ظل في الوطن يواصل الصمود رغم المخاطر والمحن، تنقل في الكثير من المواقع المدنية رغم تخرجه في الكلية الحربية بالقاهرة، وكان في كل المواقع التي عمل فيها مثالاً للصدق والأمانة والأخلاق الحسنة.. كان بإمكانه الهجرة إلى الشتات، كما فعل زملاؤه، ولكن آثر العيش في الوطن والصمود، وكان الحظ نصيره والله سبحانه وتعالى حافظه ومعينه .. وفي صيف 1994م التقى جميل يوسف بصديقه المناضل الوطني الكبير الأستاذ شيخان عبدالله الحبشي، وهو الذي كان في مرحلة من مراحل الحياة مديراً لمكتب الأستاذ شيخان، وفي تلك الفترة نفسها التقى أيضا بالأستاذ محمد سالم باوزير، رحمهم الله أجمعين، ومتع الله بالصحة والعافية الشيخ الوفي محمد أبوبكر عجرومة، لكن الرياح كثيراً ما تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث أحيل الراحل الجميل إلى التقاعد ، وخلال تلك المرحلة من العمر يقدم عليه ضيوف غير مرغوبين، ولكنهم رسل الخالق إلى خلقه إنهما الضغط والنقرس.

حيث كانت الآلام مضاعفة والزرايا كثيرة والعوز يفتك بالرجال، رغم ما قد تبدو عليه مظاهرهم بغير ذلك .. لقد كانت آخر مكالمة تلقيتها من قبل وفاته تقريباً بعشرين يوماً .. كان صوته مبحوحاً، وهو يشرح معاناته مع المرض، لكن مثل تلك الآلام هي القاسم المشترك الذي نتبادله في الغالب الأعم، ولم يخطر ببالي أن تلك المكالمة الهاتفية هي آخر صلة لي بالراحل الجميل.

جميل يوسف الاول جلوسا من اليمين
جميل يوسف الاول جلوسا من اليمين
حيث ينعى الناعي من على صحيفتنا «الأيام» المغفور له بإذن الله جميل يوسف، ونزول السيد عبدالرحمن الجفري لتقديم العزاء، وكان واجب العزاء فرصة لجمع الشمل ولو لدقاق وكان الوفاء، وقد تمنيت إن كان كل ذلك تم والفقيد مازال حياً بيننا.. نسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة ولذويه الصبر والسلوان والعاقبة للمتقين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى