يا لها من حياة رائعة

> برهان عبدالله مانع:

> فيلم سينمائي أخرجه (فرانك كابرا) كان بعنوان (يالها من حياة رائعة) أثناء العرض زاد إعجاب زعيم الأمة العربية (جمال عبدالناصر) بالفيلم، وقال لقد دخلت الفيلم عند العرض وبعد الانتهاء قمت أشتري تذكرة جديدة وأدخل لأراه مرة ثانية على الفور، وفي اليوم الثاني عدت ومعي عبدالحكيم عامر لرؤية الفيلم للمرة الثالثة .

وبعيداً عن محتوى الفيلم والقيمة الفنية، حقيقة ما جعلني أتأمل هو اسم الفيلم (يالها من حياة رائعة) ومن منا لا يرغب أن تكون حياته رائعة وفي لحظة صمت هادئة مع النفس ومراجعة عميقة لأحوالنا وحياتنا تساءلت هل حقاً أحوالنا رائعة، وكل منا يحلم، يطمح، يحب ويتمنى المال والجاه والسفر والعلم والمكانة المرموقة .

وفي اعتقادي أن الجميع يبحث عن السعادة والوئام إن كان محصوراً في العائلة أو على مستوى الوطن، والسباق لايتوقف والدنيا رحلة كبرى وكلنا زوارها والمحاولة مستمرة لتخطي الصعاب، ومحاولة تلو محاولة وفي بعض الأحيان نستعين بالصبر والحكمة ونتحمل التضحية حتى تتحول حياتنا البائسة المقرفة إلى رائعة، لكننا غافلون عن ديننا، والبعض للأسف لايعرف حقوق طاعة الوالدين ولايبالي بالخاتمة .

لأننا افتقدنا الحب الحقيقي في العائلة في زمن مضنٍ نبحث فيه عن الزوجة التي تنسج خيوط الحب والتضحية والدفء وتظلل على بيتها وتقف في أشد الصعاب، وهل يعي الزوج كيفية حماية هذه العائلة من أجل تربية الأولاد بطريقة رائعة، والمؤشرات تقول إن الروابط الأسرية وصلة الأرحام بدأتا بالاهتزاز وينخر بهما ما يسمى بالمصلحة.. وبوجود الأشرار تختفي السعادة إن كانت في العائلة أو في الوطن الأم .

وقليلاً إلى الوراء من أجل قراءة التاريخ للاستفادة ليس إلا، سنجد (لويس الرابع عشر) حكم فرنسا نحو 54 عاماً بعزم وكفاءة نادرتن، صنع حياة رائعة لم يستطع أحد من ملوك عصره عمل ذلك، وساعده في صنع هذه الحياة اعتماده على نخبة من الرجال ذوي القدرة الفائقة الذين يعملون على خدمة الشعب، أمثال (موثورين وكونديه) لهذا ساد النجاح وتم المحافظة على خيرات البلاد من النهب وانتهت الفوضى الاقتصادية، حيث يقول وزير المالية الفرنسي كلبير 1661م: (إن قوة الأمة لاتقوم بالأزياء البراقة وإنما تقوم بالصناعة والزراعة والخدمات التي تؤديها كل طبقات المجتمع) .

ومن أجل أولادنا لانجعل لحظة ندم بل نصنع العائلة التي افتقدناها ونتأمل الماضي ونفهم الحاضر ونقوم باستقراء للمستقبل من أجل الوطن، الذي أصبح أكثر احتياجاً للرجال الأوفياء الشرفاء، وبالجدية الصارمة يجب الخلاص من الفاسدين لا بالقول، بل بالعمل وتحسين حياة الشعب، لأننا سئمنا كثرة الأحزاب والقيل والقال والمصالح، وعلينا الإسراع في معالجة جروحنا حتى تكون حياتنا رائعة قبل فوات الأوان .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى