حضرموت والبلدة والتهميش

> فؤاد باضاوي:

>
لقطة من مهرجان البلدة السياحي الثاني
لقطة من مهرجان البلدة السياحي الثاني
قبل خمسة أعوام انطلق أول مهرجان لموسم البلدة السياحي بالمكلا، وصبت فكرة المهرجان في تنشيط قطاع السياحة وإبراز الموروث الشعبي والحضاري الذي تكتنزه محافظة حضرموت إلى جانب إبراز هذه الظاهرة التي يكون فيها البحر في أوج برودته في موسم نجم البلدة في منتصف شهر يوليو من كل عام .

ولأن (أول العصيد ماء)، كما يقول المثل الحضرمي فلم تلبِ الانطلاقة الطموح وتواصلت بعد ذلك المهرجانات إلى أن بلغت مستوى جيدا في المهرجان الخامس في العام الماضي، ومع هذا النجاح وبعد طول صياح ونواح استجابت وزارة السياحة واعتمدت ثلاثة مليون ريال يمني - ركزوا معي.. (ثلاثة مليون ريال وليس بالدولار)، وصلت منها لإدارة المهرجان مليونان ونصف المليون ريال فقط .

وقيل حينها إن الوزارة ستعتمد المهرجان بدءًا من العام القادم أي هذا العام حيث انطلقت في 17 يوليو 2008م فعاليات مهرجان البلدة، ولكن لا حس ولا خبر لا لوزارة السياحة ولا الثقافة ولا حتى مشاركتهما في حفل تدشين المهرجان، مع أن محافظة حضرموت قدمت في حفل الافتتاح لوحة فنية كبيرة ورائعة شارك في تنفيذها أكثر من 400 مشارك.

ناهيك عن الصوتيات والإضاءة التي صاحبت العمل الذي لاقى إعجاب العديد من أبناء الدول المجاورة وأذهلهم ووصفوه بالعمل الإقليمي وليس المحلي، ومع ذلك فوزارتا الثقافة والسياحة لم تحركا ساكناً، ولا حتى أوفيا بوعدهما بتقديم الدعم للمهرجان، مع أن الثلاثة الملايين ريال لو وصلت ما كانت لتغطي ولو نفقات أسبوع واحد من التدريبات التي استمرت لأكثر من شهر، ناهيك عن ما تبقى من أسابيع وإكسسوارات وملابس وغذاءات ومواصلات وكذا القرية التراثية وغيرها من الفعاليات المتعددة والمتنوعة ..أي منطق هذا، وأي مهرجانات ينشدها الوطن، وأي سياحة نريد لها أن تنهض وترتقي؟

وهل من العدل أن يصرف على مهرجان في صنعاء مبالغ كبيرة بالدولار.

كما يقال وهل السياحة والتاريخ والثقافة في أمانة العاصمة وحدها دون غيرها من المحافظات ووزارتا الثقافة والسياحة مسؤوليتهما تقع في إطار العاصمة وحدها أم أن بقية المحافظات من كوكب آخر وليس لها تاريخ ولا ثقافة؟!

وعبر «الأيام» أوجه سؤالي لوزيري الثقافة والسياحة: هل شاهدتما اللوحة الفنية الاستعراضية للأطفال (بهجة ألعاب الطفولة) التي قدمها أطفال مدارس المكلا في ساحة العروض ألم يحرك فيكما هذا العمل الرائع روح الانتماء لن نقول لحضرموت، ولكن للوطن اليمني، لأن ما قدم لم يكن لحضرموت وحدها، بل هو للوطن بكامله؟ وهل سمعتم عن القرية التراثية التي أقيمت بمناسبة مهرجان البلدة الخامس وحوت سوقاً شعبياً جميلاً من سعف النخيل وبنيت بالطين، كما كانت الأسواق القديمة في حضرموت ويوجد بها كل ما هو متعلق بالمورث الشعبي من حرف وحلي وأزياء وبيئة قروية وغيرها ؟

إنه لعمري جهد وعمل خارق نفذ في فترة قياسية وتستحق عليه حضرموت وأبناؤها كل الشكر والتقدير لا التغييب والتهميش من وزارتي الثقافة والسياحة ونقول إنه من حق صنعاء مثل ماهو من حق أي محافظة أن تنظم لها مهرجانات، ولكن تقع على وزارتي الثقافة والسياحة تنظيم مواعيد هذه المهرجانات ودعمها، فليس من المعقول أن يتم تنظيم مهرجان صيف صنعاء في نفس توقيت مهرجان البلدة أليس الأجدر أن يتم اختيار موعد آخر لصيف صنعاء، خاصة وأن مهرجان البلدة السياحي مرتبط بنجم موسمي ثابت، فإذا ما أقيم المهرجانان في موعدين مختلفين سيعود ذلك بالفائدة على كل منهما بدلاً من طريقة (حماري يسبق حمارك) أم أن مهرجان البلدة ليس يمنياً وإلا ماذا نسمي تلك التصرفات من المعنيين في الوزارتين وهذا ماهو إلا القليل، وماخفي كان أعظم.. اللهم أني بلغت اللهم فشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى