كــركــر جــمـل

> عبده حسين أحمد:

> قالوا: إن الحي أفضل من الميت.. كلام جميل.. ولكن لماذا لانكرمه وهو حي لا بعد وفاته؟.. لماذا ننتظر وفاة أعلام الأدب والشعر والثقافة والفكر والصحافة والفن والعلوم وغيرهم؟.. ثم نكرم بعضهم ونهمل أكثرهم.. ويكون مصير البعض الآخر الضرب أو السجن.. لماذا لايتم تكريم هؤلاء الذين كتبوا أسماءهم بحروف من نور وهم أحياء لا بعد وفاتهم؟.. وليس هذا الكلام جديدا.. ربما قاله قبلي كثير من الكتاب وأعلنوه في مقالاتهم وكتبهم.. ولكن أجدني أكثر تمسكا بهذا الرأي اليوم أكثر من قبل.. وكأنني وجدت شيئا مهما جدا.. وتخيلت في لحظة واحدة أن هذا الكلام بالفعل له قيمته وله أهميته في حياتنا الأدبية والثقافية والعلمية والإنسانية.

> وقبل أن انتبه إلى حقيقة أن «الحي أفضل من الميت».. تذكرت أن شيئا من هذا لم يحدث.. فلا أنا ولا غيري لمسنا هذا المعنى في الواقع.. واقع حياتنا.. وإن كنا قد لمسنا بعضه أو جزءا منه.. فإننا يجب أن نتمسك به.. وإذا تمسكنا به نريد أن نتأكد من فعله.. وأن هذا الذي نفلعه طبيعي جدا في تخليد رجالنا البارزين وهم على قيد الحياة.. وأن يروا بأنفسهم ونحن نقوم بدور إيجابي نحوهم.. وإن نكون مشغولين بهم وأن يكونوا هم مشغولين بالتأليف والخلق والإبداع والابتكار في العلوم والثقافة والفكر والفن والتنمية والاقتصاد والتربية وغيرها.

> إن أية محاولة لجعل أي معنى لهؤلاء الأعلام وهم أحياء.. هي محاولة في أن نجعل لوجودهم معنى وغاية.. وأن نجعل لأعمالهم قيمة جمالية وأخلاقية.. وأن نجعل من تكريمهم دلالة عميقة وغنية من أجل إنتاج أكثر وتقدير أعظم وحب أكبر.. لماذا لانكرم هؤلاء العمالقة الذين مايزالون على قيد الحياة في بلادنا قبل أن يرحلوا عنا؟ مثل الدكتور أبوبكر السقاف وقد جاوز السبعين من عمره.. والدكتور جعفر الظفاري وهو على أبواب السبعين من عمره أيضا، جعلهما الله في ستر وعافية وهما من الذين أعطونا الكثير في مجال الثقافة والتربية والتعليم منذ أكثر من خمسين عاما.

> الذي آلمني أكثر أنني قرأت لافتة جديدة على باب مدرسة البادري سابقا في عدن تحمل اسم (ثانوية أبان) بعد أن نزعوا لافتة (ثانوية باذيب).. وحاولوا طمس اسم رجل كان له دور كبير في حياتنا السياسية والأدبية والصحفية.. وكان واحدا من الذين ناضلوا ضد الاستعمار البريطاني وحكم الأمامة.. هل استكثروا على الأستاذ عبدالله باذيب- يرحمه الله- أن يطلق اسمه على إحدى مدارس عدن.. لماذا هذا التصرف الأحمق والحقد الأعمى على الرجل؟.. هل نسوا كل إنجازاته الوطنية؟.. وهل نسوا أنه كان وزيرا للتربية والتعليم؟.. بعد أن عاش حياة شاقة في شبابه.. وحارب الاستعمار في كل شيء في حياته.. ونسوا أيضا أنه كان رمزا لتجارب حية نابضة بالعمل الوطني والكفاح الخالد.

> يبدو أن المشكلة هي أننا استعرنا عيونا غير عيوننا التي نرى بها.. فأصبح كل شيء أمامنا قبيحا ومشوها حتى ولو كان المناضل الوطني والصحفي البارز الأستاذ عبدالله باذيب يرحمه الله.

> إننا نناشد الأخ المحافظ عدنان الجفري، وهو من رجال التربية السابقين ويعرف قدر الرجال.. كما نناشد المجلس المحلي والمحافظة إعادة الاعتبار إلى الأستاذ عبدالله باذيب ميتا.. قبل أن يأتي الدور على (ثانوية محمد عبده غانم) و(ثانوية لطفي أمان)>>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى