فلتغرب ثقافة الدمار وتشرق ثقافة الحوار

> مقبل محمد القميشي:

> مما لاشك فيه أن اليمن والعالم قد استمع عبر الفضائية اليمنية لدعوة الرئيس إلى الحوار مع الأحزاب السياسية وأن لا حرب بعد اليوم.

وحسب فهمنا المتواضع نجد أن تلك الدعوة وذاك الموقف من الحرب ليست حرب صعدة هي المقصودة بهما فقط.. ونأمل ألا نكون قد أخطأنا الفهم.

فما فهمناه أن ذلك يشمل قضايا الوطن كله شماله وجنوبه شرقه وغربه.. ولاشك أن الرئيس يدرك وعلى دراية تامة بـ(القضية الجنوبية) والتي تحتوي في إطارها قضايا (الجنوب) العديدة.. وحتما يدرك الرئيس أنها قضية القضايا اليمنية وبالتالي تكون أهم من قضية صعدة.. فالظلم على الجنوب واضح وجلي، ولايمكن إخفاؤه أو تغطيته.. والجنوب ليس جهة كما يراها متنفذون ومتفيدون، فهو دولة وشعب وأرض وثروة دخل مع الشمال ضمن مبادئ واتفاقيات، إن لم يعمل بها الطرف المنتصر في حرب 1994م فلا نتوقع إلا مشكلة أو كارثة لاينفع معها حسم عسكري مهما كانت أهدافه.

وطالما أننا قد جربنا الحروب ورأينا ما جرى في نهايتها من ويلات، فلا أرى أفضل من الجلوس معا والحوار معا والاستماع معا، ولن يتأتى ذلك إلا متى كانت الدعوات صادقة وشاملة وسريعة النتائج، لا أن تكون دعوات الهدف منها تهدئة الأوضاع إلى حين.

ولكن كيف لوكانت سياسة (السلطة) أشبه بـ (القرود الثلاثة) الذين يعبرون عن سياسات الحكومة اللامبالية بـحياة شعوبها.. (لا أسمع لا أرى ولا أتكلم).. فإن مثل ذلك لابديل سوى القمع فقط الوسيلة الوحيدة التي تراها السلطة ناجحة أمام أية معارضة أو احتجاجات شعبية.

وإضافة إلى ذلك فإن السلطة ذات السياسة (الصماء البكماء) لاتتردد في تجهيز الملفات المختلفة.. أما تهمة (العصيان) أو (التمرد) أو تهمة (الانفصال) أو (التخابر) مع دول أجنبية للكشف عن أسرار أو لتخريب البلاد أو.. أو.. ومع ذلك فإن ما يجب ويتوجب على السلطة أن تعرفه وتعيه وتفهمه أن كل شيء- اليوم- وفي زمن (العولمة) صار مكشوفا ولايمكن لأي كان إخفاؤه أو مداراته أو حتى نفي وقوعه.. فالعالم في هذا الزمن لم يعد إلا (قرية) صغيرة.. أكان على مستوى (الإبرة) أو مستوى (الطائرة)، وأنه لا داعي للعقليات السابقة (المتخلفة) ولا داعي للتكبر والتعالي واتخاذ سياسة (القرود الثلاثة) والاعتقالات والقمع والمحاكمات، والتي لاتحل المشاكل، إنما تزيد الأمور تعقيدا وتطورا إلى الأسوأ.

وليس هناك حل أمام السلطة لحل إشكاليات الوطن و(القضية الجنوبية) خاصة، إلا بالجلوس معا والحوار الوطني ووجوب الاستماع للبعض، واتخاذ القرارات المهمة والنافذة ومراعاة المصلحة العامة للوطن وللوحدة.. بمعالجة قضايا الجنوب أولا وهي قضايا شعب قدم أرضا ورجالا، وثروة ودولة لصالح وحدة 22 مايو 1990.

وكوني أحد مواطني هذا الوطن وغيور مثل غيري عليه، أرى- من وجهة نظري- أن يتم الإعلان عن بدء أولى خطوات حوار جاد وصادق وفي أسرع وقت ممكن، والمهم أن يبدأ ليستمر، وإصدار كل ما عنه يثمر من قرارات للحفاظ على وحدة 22 مايو 90م وأهمها قرار الحكم المحلي كامل الصلاحيات (الكونفدرالية) الشبيه ببعض الدول التي سبقتنا في ذلك المجال، وحافظت على وحدتها.. وكفى صراعات وثورات وفوضى وهيمنة، فكلنا مثل بعض وكلنا لبعض.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى