إذا لم أنتخبك لن أنصحك

> عبدربه حديج باراس العولقي:

> سيدي الرئيس أنا المواطن عبدربه حديج باراس العولقي انتخبتك بمحض إرادتي، ولم يقنعني مطبل أو مزمر بانتخابك، بل هي قناعتي الشخصية، فمن حقي عليك أن أشكو إليك معاناتي ومعاناة إخوتي الذين لا أعرفهم، فالطفل عندما يكون صغيرا وتحدث له مشكلة يشكو إلى أمه، وعندما يكبر في السن قليلا يشكو إلى أبيه، وعندما يصل إلى مرحلة الرجولة يشكو إلى دولته ورئيس دولته.

ونحن أبناء المحافظات الجنوبية بشكل عام وقفنا مع الوحدة اليمنية، وضحينا من أجلها أكثر من غيرنا، وكان أملنا في أن الوحدة هي الحل لجميع مشاكلنا، ولكن جاءت بعكس ما نتوقع، ولا نتهم شخص الرئيس بالتقصير بحقوقنا، ولكن نتهم من يبلغونه بأن كل شيء تمام يا أفندم.

ومن الاعتراف بالجميل أن الشطر الجنوبي عندما كان محتلا من بريطانيا كان الإمام أحمد يصرف إمكانيات لأبناء المحافظات الجنوبية الهاربين إلى الشمال، لا ننكر هذا، ومهما اختلفت السلطة فالشعب واحد، وبعد الاستقلال بدأت أفواج أبناء الجنوب تنزح إلى المحافظات الشمالية، ولا ننكر مواقف إخواننا في المحافظات الشمالية، ومد يد العون لنا إلى أن انتهت بأحداث يناير 1986م في عهد الرئيس علي عبدالله صالح، الذي لم يدخر جهدا لمساعدة أبناء المحافظات الجنوبية النازحين جراء أحداث 86م إلى الشمال وأنا واحد منهم، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية لم تكن معاملتنا مثلما كنا نطمح إليه والسبب هو اختصار الوحدة في ناس بعينهم.

سيدي الرئيس لن نقدر أن ننكر فضل أبناء الضالع وحضرموت ومن ناصرهم في تحقيق الوحدة اليمنية، وأيضا لن نقدر أن ننكر فضل أبناء المحافظات الجنوبية بشكل عام في الحفاظ على الوحدة اليمنية، فنحن مشاكلنا بسيطة جدا، لفتة كريمة منك يا فخامة الرئيس تحل لنا إشكالاتنا، فمثلا السيد هشام باشراحيل بنى منزلا في صنعاء، ويسكنه منذ 30 عاما، وكان يمارس جميع نشاطاته الصحفية من هذا المكان، وكلها تدعو إلى الوحدة اليمنية، وهذا لا غبار عليه، وموثق وموجود، وقد امتلك هذا المكان في ظل عهدكم، وسارت الأيام إلى أن تحققت الوحدة اليمنية، وشاءت الظروف أن ينتقل إلى مدينة عدن مسقط رأسه، فعملوا له مشكلة من يريدون تجميل وجوههم أمامك وتشويه الوحدة اليمنية.. هذه واحدة.

الثانية حسن أحمد باعوم وإخوانه الموجودون في صنعاء، كان حسن باعوم مقيما في صنعاء بعد أحداث يناير 86م، وكان من المطلوبين، وظل في صنعاء في حمايتك وعدلك، وأنا شخصيا أذكر خطابا منك يافخامة الرئيس عندما طُلب منك تسليم 48 شخصا منهم حسن باعوم وقلت فيه: «لن أسلمهم لحبل المشنقة»، وهذا جميل منك نضعه على رؤوسنا من قبل تحقيق الوحدة اليمنية.

والآن بيدك الأمر ياسيدي الرئيس بداية بهشام باشراحيل ونهاية بباعوم ورفاقه، فصدقني إنهم جميعا لم يكرهوك، إنما آمالهم فيك كانت أكبر مما تتصور وإن حجبها المتزلفون عنك، فما أكبرك أن تتخذ القرار الصائب في معاناتنا، فأنت الراعي، وكل راع مسئول عن رعيته، وأنت مسئول عنا أمام الله، فنرجو من الله أن يهديك إلى سماع أصوات المظلومين من أبناء شعبك اليمني، وهذا حق لنا عليك.. والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى