هكذا قالها شوقي

> أحمد محسن أحمد:

> قالها أمير الشعراء العرب.. أحمد شوقي (رحمه الله).. «إن للظالم صدر يشتكي من غير عله». وعندما شكا الهدهد لنبي الله سليمان (عليه السلام) من الحبة التي استقرت في صدره ولم تصل إلى معدته مما سبب له علة أقلقت حاله وخلفت له عدم استقرار في حياته.. كانت حكمة نبي الله سليمان (عليه السلام) هي التي أوصلته إلى معرفة السبب لعلة الهدهد التي يشكو منها.. فقال عليه السلام: ما هذه الحبة إلا من بيت نملة قام الهدهد باغتصابها وخطفها من أمام نملة كانت تسعى لسحبها إلى مخبأها لتكون زادها وقوتها!.. فمن علو الفضاء الفسيح هجم الهدهد على النملة وابتلع الحبة التي كانت من نصيب النملة المسكينة فكانت حكمة المولى (عز وجل)، لتقول للهدهد إذا خولت لك قوتك أن تقهر وتظلم الضعيف فإن الأقوى والأعلى والأشد هو أرحم الراحمين رب العباد الذي يأخذ حق المسكين وحق المظلوم من الظالم.

ماذا يمكن لنا أن نتعلم من هذا الدرس البالغ الأهمية.. إذا كان رب العالمين قد جعل الحبة- وربما معها النملة المسكينة- تستقر في صدر الطاغية والمتجبر والناهب بغير الحق (الهدهد) ليظل رغم جبروته وظلمه متألما شاكيا وباكيا بعد اغتصابه حق النملة المسكينة التي ابتلعها مع حقها المشروع؟!. هذه الرواية جعلت الصورة واضحة جدا أمامي لما نراه ونسمعه هذه الأيام.. فكم من ظالم وجبار ومعتدٍ على حقوق المساكين أصبح أمامنا يشكو علة فساد دمه، ويكلفه تغيير دمه الفاسد ملايين الدولارات لنقله من بلاده الفقيرة والمنهوبة بقوته وجبروته، لنرى كيف يُحمَل وهو خالي الوفاض لاتنفعه أمواله وثروته التي نهبها من حق المساكين في عدن والجنوب. ثم إن هناك قصة طريفة نسمعها هذه الأيام.. بأن أباطرة السلطة الذين بطشوا ونهبوا ثروة الجنوب وعدن كل منهم في وادٍ يشكو علته القاتلة.. فمنهم من وجد من هو أكثر بطشا منه فبطش به وبما يملكه بغير حق وأصبح يشكو من ظلم من هو أكثر جبروتا وظلما منه!.. وهنا ينطبق المثل العدني الشهير.. (لكل طاهش ناهش)!.. نحن لانتشفى إطلاقا.. فأخلاقنا أكبر من أن نجعل شواهد الحالات المزرية للظلمة والبطاشين فرصا للتشفي بهم ولما آلوا إليه.. ولكننا فقط نقول أليست المقولة اليمنية الشائعة هي برضه درس أكثر وضوحا عندما قال أجدادنا وآباؤنا «خير الناس من رأى عبرته في غيره»؟!.

فليتقوا الله في المساكين من إخوانهم في هذا الوطن المنهوب، ويكفوا عن نهب حقوق المواطنين وثروات الوطن حتى لايكون حالهم كحال الهدهد الذي قتلته نملة.. ألا ليتهم يفهمون!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى