مدير عام مديرية المحفد لـ «الأيام» :مناطق المديرية محرومة من الخدمات ولجوء البعض لأعمال العنف يسيء لتاريخها

> «الأيام» عبدالله حيدرة قردع:

> تفتقر مديرية المحفد محافظة أبين إلى أغلب مقومات الحياة الأساسية كالكهرباء والمياه والطرقات، إلى جانب تدني مستوى العملية التعليمية والتربوية والصحية فيها نتيجة النقص الشديد من الكوادر المؤهلة وانعدام المعاهد التعليمية والتقنية والأندية الرياضية وما يرافق ذلك من ارتفاع حالات البطالة والانحراف بين أوساط الشباب إلى جانب ضعف أداء الأجهزة الأمنية.

ولتسليط الضوء على واقع حال مديرية المحفد التقت «الأيام» بالأخ يسلم ناصر سعيد العنبوري، مدير عام المديرية وأجرت معه الحوار الآتي:

> كيف تقيمون الوضع الأمني بالمحفد؟

- الوضع الأمني بالمديرية يشهد حالياً تحسنا لابأس به أفضل من الفترات السابقة وأشبه ما يكون بالمستتب، رغم بعض الاختلالات الأمنية غير المؤثرة التي تحدث بين الحين والآخر، وقد تلاشت الكثير من الظواهر كالسرقة والتقطع وغيرها.

> كيف تقيمون أداء الأجهزة الأمنية بالمديرية؟

- أداء الأجهزة الأمنية بالمديرية ضعيف نتيجة نقص الجنود ونقص من المعدات والأجهزة العسكرية والأمنية وكذا نقص من سيارات الأمن، حيث لا توجد في شرطة المحفد غير سيارة واحدة فقط.

> ما هي أهم المشاكل التي تعيق عملية سير تنفيذ العمل في بعض المشاريع بالمديرية كمشروع كهرباء شبوة- المحفد، ومشروع مياه جبل حلم المركزي وغيرها من المشاريع؟

- بعض المشاكل والمعوقات مركزية تتمثل في عدم استكمال المواد والمعدات اللازمة لسير العمل في بعض المشاريع، فمثلاً المرحلة الأولى من مشروع ربط التيار الكهربائي شبوة - المحفد كان على وشك إيصاله إلى عاصمة المديرية والانتهاء منه، إلا أنه توقف لأسباب بسيطة وبحاجة إلى مهندسين فنيين لربط الأسلاك.

إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، كذلك توقف العمل في مد وتوصيل التيار الكهربائي الشبكة الداخلية لقرى ومناطق المديرية المرحلة الثانية.

وذلك نتيجة نقص الأعمدة والأسلاك والمحولات وغيرها، وعليه فإننا نطالب الإخوة في وزارة الكهرباء بسرعة استئناف العمل في ذلك المشروع الحيوي المهم، كذلك مشروع مياه جبل حلم المركزي توقف العمل فيه نتيجة سوء الإدارة المشرفة على هذا المشروع المهم، حيث كان يسير العمل فيه بصورة عشوائية.

وقد تم توزيع بعض أنابيب المياه على بعض القبائل، ولا نزال نتفاوض مع تلك القبائل لاستعادة الأنابيب لنتمكن من ربط قراهم بالمشروع المركزي وإيصال المياه إليهم.

كما إننا نعاني من مشكلة أخرى وهي قيام إحدى القبائل بأخذ مكائن المشروع المركزي والاحتفاظ بها في منطقتهم وذلك للمطالبة ببناء مدرسة ومد أنبوب ماء وإيصال التيار الكهربائي إلى منطقتهم، ولانزال نتفاوض معهم، وقد وجدنا استجابة طيبة منهم وسيتم استعادة المكائن قريباً.

ومن جهة أخرى كان العمل متوقفا في ثلاث مدارس منذ أكثر من خمس سنوات وقد قمنا بالجلوس مع الأهالي وعملنا على حل المشاكل التي كانت عالقة وتم استئناف العمل في بناء تلك المدارس.

> كيف تقيمون أداء العمل بالمرافق الحكومية بالمديرية كالتربية والتعليم والصحة وغيرها؟

- في مجال التربية والتعليم تسير العملية التعليمية بشكل سيء للغاية، حيث تعاني مدارس المديرية بشكل عام نقصا شديد من المعلمين الأساسيين.

وتعتمد أغلب المدارس على المدرسين المتطوعين من خريجي الثانوية العامة، مما أدى إلى ضعف وتدني العملية التربوية والتعليمية بالمديرية وتفشي الجهل وانخفاض شديد في المستوى التعليمي والثقافي لدى الطلاب، وعليه فإننا نناشد جهات الاختصاص بتوفير معلمين وبشكل كافٍ، علماً بأننا لن نقبل بأي مدرس متطوع خلال العام القادم ونحملهم مسؤولية ما قد يترتب على ذلك، أما في الجانب الصحي فيوجد في المديرية مستشفى وثماني وحدات صحية تعاني جمعيها نقصا من الأدوية والمعدات الطبية، ونقصا شديدا من الأطباء والفنيين والممرضين.

كما أن بعض الوحدات الصحية قديمة ومتهالكة وبحاجة إلى ترميم وصيانة ولا تقوم بتقديم أبسط الخدمات للمواطنين، وبعض المناطق لا توجد فيها وحدات صحية على الإطلاق، رغم كثافتها السكانية الكبيرة.

> أغلب مناطق المديرية محرومة من المقومات الأساسية كافة كالكهرباء والطرقات والمياه هل سيظل الحال هكذا؟

- طبعاً لا.. نحن على تواصل مستمر مع الجهات ذات العلاقة وسيتم إيصال التيار الكهربائي إلى جميع قرى ومناطق المديرية قريباً حسب الخطة.

أما في جانب الطرقات فقد تم اعتماد طريق فرعي من عاصمة المديرية إلى منطقة لباخة بطول 20 كليو مترا، وطريق آخر إلى منطقة مريع بطول 20 كليومترا أيضا.

كما وأن العمل جارٍ على قدم وساق في مشروع طريق أحور- المحفد، ونطالب الإخوة بوزارة الأشغال العامة و الطرق بسرعة تنفيذ الطرق المعتمدة، وكذا اعتماد طرق فرعية أخرى إلى بقية قرى ومناطق المديرية.

> مديرية المحفد لم تحظ بنصيبها من المعاهد العلمية والتقنية أسوة بالمديريات الأخرى رغم العدد الكبير من العاطلين عن العمل من خريجي الثانوية العامة، ما هي أسباب ذلك؟

- سنعمل إن شاء الله وبكل ما نستطيع على متابعة ذلك لدى جهات الاختصاص وأناشدهم عبر «الأيام» بسرعة اعتماد وبناء معاهد تعليمية وتقنية لتأهيل أبنائنا من خريجي الثانوية العامة وتوظيفهم بمدارس المديرية، وذلك لسد النقص الشديد الذي تعانيه أغلب مدارس المديرية، حيث إنه يتم توظيف أشخاص آخرين من خارج المديرية بحجة عدم وجود كوادر مؤهلة من أبناء المديرية.

وعليه فإننا نطالب جهات الاختصاص بإعادة كل من توظف على حساب مديرية المحفد سواء في التربية أو الصحة للعمل في المحفد ممن تم نقلهم خارج المديرية بعد فترة قصيرة من توظيفهم على حساب المحفد.

إن مديرية المحفد تعاني كثيرا من المشاكل، حيث لا يوجد بالمديرية مبنى لمكتب البريد ولا يوجد مبنى للمحكمة ولا توجد أندية رياضية للشباب، وكذلك لا توجد شبكة صرف صحي بعاصمة المديرية، ونطالب جهات الاختصاص بإعادة النظر في الوضع المأساوي الذي تمر به مديرية المحفد، وإعطائها نصيبها ومستحقاتها أسوة بالمديريات الأخرى.

> غالباً ما نسمع عن قيام جموع قبلية مسلحة بقطع الطريق العام أو اختطاف سيارات حكومية وغير ذلك للمطالبة بمستحقات لهم لدى الدولة، أو نتيجة مظالم يتعرضون لها من قبل جهات مسؤولة وغير ذلك.. فهل هذا يعني أن الدولة عاجزة عن وضع الحلول مسبقاً لمشاكل أولئك المواطنين قبل أن يقوموا بتلك الأعمال؟

- نتيجة للظروف المعيشية القاسية الصعبة والفقر المدقع الذي يعانيه أغلب أهالي المديرية إضافة إلى عدم تمكنهم من متابعة قضاياهم، وكذا عدم قدرتهم على الوصول إلى الجهات المختصة في مكاتب الدولة يقوم البعض منهم باللجوء إلى تلك الأعمال التي تسيء إلى سمعة ونضال وتاريخ قبائل باكازم، كما وأنني أجدد مناشدتي لأبناء المديرية بعدم اللجوء إلى تلك الأعمال والتحاور معنا كسلطة بالمديرية، حيث إننا قد أبدينا التزامنا برفع مطالبهم واحتياجاتهم إلى جهات الاختصاص وسوف تحل بالطرق الحضارية.

> النظافة بعاصمة المديرية شبه معدومة حيث تتراكم القمامة ومخلفات الباعة المتجولين بأماكن متفرقة بالشارع العام، إلى ماذا يرجع ذلك؟

- تعاني مديرية المحفد من عدم توفر عمال نظافة وكذا عدم توفر سيارة للقمامة، كما لا توجد براميل ولا توجد أي وسيلة للتخلص من تلك القمامة التي تشوه المظهر الحضاري والجمالي لعاصمة المديرية.

وعليه فإني أطالب جهات الاختصاص بالقيام بواجبها وتوفير احتياجات المديرية.

واختتم الأخ مدير عام مديرية المحفد بالقول :

إن مديرية المحفد تعاني شحة الموارد وازدياد البطالة وتفشي الجهل والمرض بين أوساط أبناء المديرية.

وعليه فإني أطالب جهات الاختصاص بإعادة النظر إلى هذه المديرية البائسة وبصورة استثنائية، وأشكر «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى