قصة الديزل

> عبود الشعبي:

> أُطفئ النور عن القرية وسكن المصباح، وفي بعض أحياء المدينة تعد الشموع قريبا من متناول الأيدي، بينما يضيق ابن القرية بعود الثقاب في رحلة البحث عن (الفانوس) في أرجاء المنزل الملفوفة بالظلام، وحين يسلم المرء نفسه للنوم يشعر أن إدارة الضوء ربما منعته عن بعض أشياء من التي يعدها في حضرة الضوء، وقطعت عنه شريط أخبار الجزيرة في أوله.

إن إدارة الديزل، كما تقول إدارة الضوء بالمولدات، هي السبب في إيقاف الخدمة، ويقف المواطن، ليس يجد لنفسه عذرا أمام سطوة سعر الفاتورة التي تدعوه الإدارة ليوفيه غير منقوص، بينما تلتمس هي العذر المعد سلفا على الطاولة (ما فيش ديزل)!.

وقبل أن يبدأ المواطن في اليمن بنتف شاربه قبل النوم، سارحا مع هم المعيشة، يحس أن الحلم القادم عند أول غمضة لن يكون بعيدا عن نكد النهار، إذا لم يكن هو صورة (المؤجر - الكابوس - الحانق من تاريخ 1 من كل شهر إذا أبطأ المواطن البائس في دفع الإيجار قليلا)، وفي الليل كله قبل أن يعود (السراج)، وبعد إضاءته لا حلم يبشر بنصب الميزان أمام قائمة لصوص الديزل ولا الـ 15 نهابا للأرض في محافظات الجنوب، حسب تقرير (هلال - باصرة) الشهير!.

الآن تسلل الشخص المدعو.. وفر النفر الناهبون والمهربون، ربما إلى ركن شديد يعصمهم من المساءلة، ويظل أصحاب المحطات واقفين.. وتقف معهم المحركات والماكينات و المولدات، ويستغيث سائقو السيارات والعربات العاملة بالديزل الذين يتوقفون فيحرمون من الدخل اليومي من وراء الأجرة، الذي يقتات منه أطفالهم.

إنه (الديزل) يذهب غورا بدون هيئة تكافح الذين يستنزفون خيرات البلاد.

إنك لتحتار من أمر وزارة تريد أن يقبل الناس عذرها، بينما لاتقبل هي للناس عذرا إذا خرجوا إلى الشارع يشكون ضيق الحال.. وإنك لتحتار.. وتحتار!.

ثم تلجأ مجددا إلى نتف الشارب وتؤلم نفسك، كما تؤلم شاربك، بينما الذين ينتفون جيبك أيها المواطن الحتيف النتيف لايجدون غضاضة في الاستمتاع بحلاوة (النتف) إلى ما لا نهاية.

أبدع يا مزارع (يافرحتي للرعية) بثور من شرعب (بتوله سيده) بعد أن عطل غياب الديزل مساحة كبيرة من عجلة التنمية التي يديرها المزارع في حقول اليمن التي كانت (سعيدة).

يامواطن لاضير أن تقرأ أهداف (الثورة) على ضوء الشمعة.. واحذر من الحرية التي توقعك في الشراك.. لكننا لسنا عبيد السلطان، وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى