قد ينزل المطر..

> «الأيام» جميل عبدالقادر الحميقاني:

> لماذا تكتبون أيها الحالمون مع أنه لن يتغير شيء. فالمقصود أو من يهمه الأمر سيقرأ الموضوع، ثم سيمصمص شفتيه ويقطب حاجبيه وسيقلب الصفحة ليقرأ صفحات الأبراج والتسالي ثم سيكحل عينيه بصور العارضات والفنانات، وأسعار البورصة وكأنه لم ير ولم يقرأ ، ارجعوا إلى أرشيف صحفنا قبل خمس أو ست سنوات مضت، ماذا سترون؟ نفس المشكلات ونفس العقبات ونفس البلاوي.

اقرأوا ما كتب عن بطالة خريجي الدفعات الجامعية، الذين شارف أغلبهم على التخرج في الحياة بأكملها وهم إلى الآن يتأبطون ملفاتهم ويتنقلون بين أروقة المكاتب والاستراحات في غرف الفراشين يضحكون في سرهم على إخوانهم وأبنائهم أصحاب الدفعات اللاحقة الذين سيمرون بنفس المصير.

اقرأوا ما كتب عن تفشي ظاهرة الوساطة المنتشرة في مجتمعاتنا كسرطان الثدي.. ما الذي حصل؟ لاشيء سوى تثبيت شعار:

«إنسان لا يملك واسطة هو نصف إنسان».

اقرأوا ما كتب عن ظاهرة نظرية السوق المفتوح أو الحر أو حتى نظام العولمة والجات والجرجير وبخط أيدي التجار أنفسهم.

ما الذي حصل؟ لاشيء فالأسعار في ازدياد ومحافظتنا أصيبت بنزيف حاد لا شفاء منه.

اقرأوا ما كتب عن التركيبة السكانية والملاحم والأشعار التي نظمت في هذا الموضوع. ما الذي حصل؟ لاشيء سوى أننا تحولنا إلى سجادة صوف فيها من كل بلد خيط أو كما نقول بلهجتنا المحلية من كل بستان زهرة.

فلماذا تكتبون؟ ولماذا تنشرون؟ ولماذا تتعبون أنفسكم.. فكل المطلوب هو الرجوع إلى الأرشيف ونشر نفس المقال الذي نشر عن نفس المشكلة قبل أربع أو خمس سنوات، مع تغيير صورة المسؤول بصورة أحدث، أما نحن أصحاب الهم فلا نملك إلا أن نردد ونقول: (قد ينزل المطر.. قد ينزل المطر والقلب ياحبيبتي لا يزال ينتظر).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى