لصوص (الوحدة) هم السبب

> عبدالله ناجي علي:

> نستغرب كثيرا عندما نسمع بعض المسئولين في السلطة وهم يوجهون أصابع الاتهام إلى الصحف المستقلة وأيضا بعض الصحف الحزبية وإلى كتابها، ويحملونهم مسئولية نشر (ثقافة الكراهية) التي ظهرت خلال الفترة الماضية بين أبناء الجنوب وإخوانهم أبناء الشمال، خاصة في مهرجانات الحراك السلمي، هذه الثقافة للأسف الشديد أصبحت ظاهرة ملموسة يعيشها الشارع كل لحظة، ويجب أن نذكر هؤلاء المسئولين أن الصحافة تمثل مرآة عاكسة للواقع ولم تأتِ بشيء من خارج هذا الواقع.

وبدلا من توزيع الاتهامات للمتسبب في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة داخل المجتمع دعونا جميعا ومن باب الواجب الديني والوطني تجاه شعبنا أن نقوم بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي أنتجت لنا (ثقافة الكراهية)، ومن هم المتسببون في ذلك، وما هي الحلول المتاحة لحل هذه المشكلة.

فثقافة الكراهية التي صارت اليوم تمثل أخطر ظاهرة في الشارع السياسي صنعها لنا دون شك (لصوص الوحدة) الذين ندلعهم في الصحافة ونقول عنهم فاسدين، فسلوك النهب لخيرات الوطن ومقدراته، خاصة ما حدث من نهب لخيرات الجنوب بعد حرب 1994 شمل تقريبا كل شيء، بما فيه تاريخه النضالي، وبالمناسبة فقد بدأ مشوار النهب المنظم وغير المنظم لخيرات الوطن من قبل (لصوص الوحدة) منذ اليوم الأول لتحقيقها عام 1990، ومايزال مستمرا حتى اللحظة، لكن النهب الشامل خاصة لممتلكات الجنوب جاء بعد حرب 1994، أي أن الفساد بعد الحرب قد (تفرعن) أكثر وتم نهب الأراضي والمزارع والمصانع والمرافق الحكومية والوظائف التي كانت تابعة لدولة الجنوب.. وها هم اليوم يغازلون مصافي عدن ليتم نهبها. كل هذا السلوك النهبوي من قبل معظم المسئولين نتج عنه وجود حالة من التذمر بين أوساط الجنوبيين تحول هذا التذمر فيما بعد إلى كراهية.. علما بأن لصوص الوحدة هم من الشمال والجنوب، وينتمون لمعظم الأحزاب الرئيسية (المؤتمر، تجمع الإصلاح، الاشتراكي..) وقادة عسكريون وبعض من مشايخ القبائل الشمالية، بل إن بعضهم من رموز الرأسمال الطفيلي الذي تربطه علاقة فساد مع مراكز القوى في جهاز الدولة.

فثقافة الكراهية الموجودة الآن في الشارع السياسي ضد إخواننا في المحافظات الشمالية ما هي إلا نتيجة طبيعية إذا ما أخذنا بتحليل هذه المشكلة الخطيرة، منطلقين من البحث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة، حينها سنجد أن سلوك (لصوص الوحدة) هو السبب الرئيسي، فنقول للمسئولين الذين يتهمون الصحافة والكتاب الصحفيين بنشر (ثقافة الكراهية) لماذا تنظرون فقط إلى النتائج دون أن تكلفوا أنفسكم ولو جهدا ذهنيا بسيطا للبحث عن الأسباب الحقيقية التي أنتجت لنا هذه الظاهرة الخطيرة؟!.

لصوص الوحدة هم من دمر المضمون الاقتصادي والاجتماعي للوحدة.. وهم أيضا من نهب خيرات الوطن لمصالحهم الخاصة، بينما الشعب الذي خرج يهتف للوحدة وبكل ما يملك من حماس وطني حد الجنون وجد نفسه في نهاية المطاف يحصد خيبة الأمل ويتحول معظم الشعب إلى فقراء!! بينما لصوص الوحدة يعيشون حياة الترف والتبذير الشيطاني.

ختاما نقول إن من زرع ثقافة الكراهية هم (لصوص الوحدة)، وهم المسئولون عن ما حل بالوحدة من خراب، بينما الشعب يجني اليوم الثمار الخبيثة لما زرعه هؤلاء اللصوص.. والمطلوب اليوم من الجميع الوقوف أمام هذه المشكلة الخطيرة، وإذا كنا نريد فعلا تحويل ثقافة الكراهية إلى ثقافة حب وتسامح وسلام فعلينا هنا أن نبدأ أولا بمحاسبة هولاء اللصوص الذين تسببوا في زراعة ثقافة الكراهية، ثم نقوم بالخطوات الأولى نحو الإصلاح الوحدوي لكي نعيد للوحدة محتواها المفقود.. فالإصلاح الوحدوي يمثل المقدمة الضرورية الأولى للتوجه نحو الإصلاح الشامل الذي يتطلبه واقعنا المختل بشكل عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى