هل هانت عليكم عدن إلى هذا الحد؟!

> فريد صحبــي:

> اليوم: الخميس. التاريخ: 31/7/2008. العنوان: شارع الزعفران، قلب مدينة عدن التاريخية. الساعة: الثانية عشرة بعد منتصف الليل بدقائق. لا أقول استيقظت من نومي، بل قفزت من على فراشي وقد ملئت رعبا.. دوي انفجارات وفحيح صواريخ ونجوم حمراء وصفراء وزرقاء تتساقط أضواءً على بيتي الواقع تحت القصف الجوي!.

يدي تتلمس مفتاح مصباح حجرتي المفتوحة على السماء.. خيالي يأخذني إلى أن (القاعدة) تضرب عدن.. هكذا.. أو أن الأمن يضرب معقلا للقاعدة، تم اكتشافه في عدن.. ولم يهدأ روعي من هول الصدمة إلا بعد دقائق حين لم أسمع صوت استغاثة أو هزة منزل ينهار أو جدار يسقط.. استعدت أنفاسي شيئا فشيئا.. أخذت أتحسس خطواتي في شبه الظلمة لأدرك في النهاية (وبعد إيه.. بعد ما نشف دمي) أن الأمر لايعدو أن يكون عرسا عقد أصحابه العزم على أن يشاركهم فيه كل أهالي وسكان عدن التعساء.. ولو بالحديد والنار!.

ياقيادة أمن عدن (كريتر) تحديدا.. بل ياقيادة أمن محافظة عدن.. هل هانت عليكم عدن إلى هذا الحد الذي يجعل أحدهم لايلقي بالا فيطلق الصواريخ المفزعة في ليلة عرسه في قلب مدينة عدن.. المدينة العالمية (عين اليمن).. وفي منتصف الليل.. وليذهب كل أهالي وسكان عدن إلى الجحيم!.

كيف تجرأ هؤلاء على فعل فعلتهم النكراء، إن لم يكونوا قد آنسوا فيكم تهاونا وغفلة.. بأي حق، كل من أراد أن يقيم عرسا يغلق شارعا بأكمله وتحت حراستكم أحيانا.. يمنعون المرور وينصبون سرادقات العرس ويفترشون الطريق بالوسائد والمتاكي وعيدان القات.. ويصخبون طوال الليل عبر مكبرات الصوت العملاقة بالرقص والغناء والأصوات النشاز عند عتبات البيوت وتحت النوافذ والشرفات دون أي مراعاة واعتبار لحرمات المنازل وحقوق الساكنين فيها؟!.

يا محلي مديرية صيرة.. بل يا محلي محافظة عدن.. بل يا محافظ عدن.. هل هانت عليكم عدن إلى هذا الحد!!. نحن هنا ياسادة نطالبكم فقط بحقنا في النوم.. نريد أن ننام بسلام.. أليس من حق الإنسان أن ينام؟!. نحن نريد أن ننام بأمان داخل بيوتنا، ليس أكثر من ذلك، لأن الإنسان إذا فقد راحة النوم فليس عليه ياسادة إلا أن يبحث عن راحة الموت!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى