اختيار شريك الحياة (بين مطرقة الوسيلة التقليدية وسندان الحديثة)

> «الأيام» متابعات:

>
فماذا تفضل الفتيات ؟متى يدق العريس باب البيت ومتى تتحول علاقة الحب بين الشباب إلى زواج؟ سؤال يحير الفتاة المنتظرة النصيب والحبيب!! على سالف الأجداد يرى البعض أن الزواج يستقيم، وعلى مواكبة العصر ترى أخريات الطريق، فهل أصبحت الزيجة التقليدية موضة قديمة يستوجب تغييرها؟! وهل ينجح الزواج القائم على التعارف المسبق بين الشباب؟ من مع ومن ضد؟.

اختلطت المفاهيم في المجتمع اليمني كثيرا وأصبحت المبالغة في طرق التعاطي مع مواضيع حاسمة ومصيرية كالزواج أمرا خاضعا للتجربة والمجازفة أحيانا وأصبح الأمر قاصرا على طريقتين، إما زواج تقليدي، تُخطب البنت عبر الأهل وبعد العشرة يأتي الحب ولا أهمية لقناعاتها، وإن حسن الأمر أبدت موافقتها لاعتبار أنها قاعدة في البيت والزواج هو الخطوة الثانية بعد الخروج من المدرسة أو الانتهاء منها. والطريقة الثانية، وهي التعارف بين الشباب أيا كانت طرقه وحدوده، وقد يخلق متاهات لكلا الطرفين، وما ينجح منه إلا القلة.

بين الطريقتين يأتي مزيج رائع، لكن لايناله إلا المحظوظون، وهو المعرفة المسبقة بحدود الأخلاق والدين، ولانقل العرف والتقاليد حتى لانكون خياليين وبعيدين عن الواقع، أو عن طريق الأهل وبمعرفة مسبقة لكل من الطرفين، كحب أولاد العمومة على سبيل المثال أو الجيران أو أي معرفة، ولأننا لسنا مخولين للحديث عن الآخرين تركنا الشابات يتحدثن عن الطريقة التى يرينها الأنسب، فماذا قالت الفتيات؟.

الزواج عبر الأهل فاشل

فتحية رشيد دبلوم سكرتارية من عدن تقول: لا أرى في اختيار الأهل لشريك حياة ابنتهم نجاحا إذا لم يقرن بموافقه الفتاة وقناعتها، وأفضل أن تختار الفتاة شريك حياتها بنفسها لأنها تدرك مدى طموحها والشخصية التى تتوافق معها، ومن ستعيش معه باقي عمرها، ولو نلاحظ في معظم خيارات الأهل سنجد الخلاف والمشاكل ثم الانفصال السمة الغالبة، إذا أكثر الزيجات التى تتم باختيار الأهل ينتج عنها الفشل.

الطريقة التقليدية تحجب المتزمتين

ويبدو أن الزواج أصبح كغيره من سمات العصر، يحتاج أن تتطور سبله، المهم أنه بنظر الفتيات ينتهي بزيجة شرعية وحياة سعيدة. فلينا البعداني من صنعاء ترى «الطريقة العصرية في التعرف على شريك الحياة تمثل 70 - 75 % نسبة نجاحها، فالتعارف المسبق يتيح للطرفين معرفة شخصية كل منهما»، وتقول «معظم الزيجات التقليدية مش كويسة، يطلع معظمهم متزمتين ومتشبثين بالتقاليد وما تعرف البنت هذا إلا بعد الزواج إذا الزواج بالطريقة العصرية أفضل».

لايثق الشاب بمن تزوجها عبر تعارف

نسرين يحيى فتيني، خريجة علاقات عامة كلية الإعلام بخورمكسر تختلف مع لينا، وترى أن الزواج التقليدي أفضل طريقة للتوفيق بين الشباب، وتقول «أصبحنا بزمن الموضة، وأي شاب يظن أن التعارف والحديث بين الفتاة والشاب يجعل الفتاة لاتصلح أن تكون ربة بيت صالحة ومثالية، لذا أنا أختصر الأمر بأن لاتعارف إلا بعد الخطبة أو العقد، وأشجع الزواج التقليدي عبر الأهل».

لايأمن الشاب على عرضه

تهاني رشاد، معلمة ثانوية عامة في عدن تقول «الزواج التقليدي هو أنجح، ولكن يجب أن يبنى على أسس علمية من حيث الاختيار للشريك أو الشريكة، أي بعد السؤال عن الطرف الآخر وعائلته وطريقة تفكيرهم وعاداتهم، وتتكون هنا صورة عامة لقول النبي صلى الله علية وسلم «تنكح المرأة لأربع، لمالها وحسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وهذا دلالة على أهمية الدين، أما الوسائل الحديثة فهي غير ناجحة إلا في حالات نادرة جدا لأن الشاب يصبح غير أمين على عرضه وماله لأن هذه الفتاة لاتؤتمن على شيء، ثم أن كمية الأحساسيس والمشاعر قد تستهلك في فترة ما قبل الخطبة أو التعارف كما يقولون، لذا لن يأتي الزواج إلا وقد انطفأت المشاعر».

مع التعارف ولكنني ضد الوسائل الإلكترونية

أم مؤيد من عدن «أكثر حالات الزواج التقليدي تؤدي للطلاق، لأن الحب غير موجود والتعارف غير موجود، فيما الزواج المبني على التعارف بين الشاب والفتاة هو الأنجح سواء في الجامعة أم العمل، لكنني ضد التعارف عبر الوسائل الإلكترونية (النت) أو التلفون، لأن نسبة الزواج بهذه الطريقة 1 %، وإن حدثت يظل الرجل يصف زوجته حين المشاجرة بأنها عديمة الأخلاق، ويهين كرامتها أمام أطفالها، وقد يؤثر التعارف إذا لم يتم بطريقة تحفظ كرامة الشابين إلى تهور كبير حال رفض أي من عائلتيهما هذه الزيجة، وهنا أقول يجب أن يكون التعارف مقرونا بحدود الأدب والذوق وقبل كل ذلك بالدين، لأنه لو تعدى ذلك سيصبح التعارف معناه علاقة غير سوية، ورفض الزواج يعني خروج الفتاة أو الشاب عن طوع الأهل أو الانتحار».

القناعة والنية بالزواج أهم وسيلة

أم درهم عبد الملك من صنعاء «أرى أن الزواج بأي طريقة يظل زواجا طالما كانت نية الرجل أن يتزوج الفتاة، ويفعل ذلك، إذاً لا خلاف حول الطريقة، وفي الأخير الشاب لو تعرف أو عرض عليه أهله الزواج بفتاة معينة فإن تقدمه لخطبتها والنظر إليها والسؤال عنها ومدى مواصفاتها مقارنة بما يريد، وبالمثل للفتاة، فإن ذلك أساس للموافقة ونجاح الزيجة، أما الحديث عن الطرق الجديدة والقديمة فهذا كله لايهم بقدر النوايا والقناعة».

كوثر عبدالوهاب عبدالله من عدن «الزواج الناجح حتى الآن في المجتمع اليمني هو التقليدي، خاصة في القرى، وفي المقابل الزواج القائم على التعارف والحب هو ناجح ومثالي أيضا لكن مع الالتزام بعادات وتقاليد المجتمع ومراعاة الوسط الذي نعيش فيه، والزواج الذي يقوم على تعارف مسبق مثل الزملاء في العمل والجامعة ناجح على عكس (النت) والتلفون، فلكي تكون الصورة مكتملة لابد من المباشرة في التعارف».

إذا هذه هي وجهات نظر الفتيات لطريقة الزواج، ويبقى الزواج، وإن تعددت وسائله واجتهد طرفاه، محكوما للقدر، والزواج قسمة ونصيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى