حمى الضنك.. إذا أصابتكم مصيبة فاستعينوا بالله عسى أن يجعل لكم مخرجا

> الشيخ مقبل ناصر لكرش:

> في هذه الأيام القاتمة أجواؤها الحارة ليلاً ونهاراً على حد سواء في محافظة شبوة، ومع شحة الأمطار وغلاء الأسعار وكثرة البعوض وانتشار الأمراض الوبائية ومنها حمى الضنك بما تعنيه الكلمة، بدأت الجهات الأمنية والعسكرية بالكشف عن نياتهم السيئة والمبيتة مستهدفة في ذلك رموز الحراك السياسي السلمي في المحافظة، وذلك من خلال تفصيل وإشاعة بعض التهم اتجاه تلك الرموز وفقاً لمقاسات مختلفة والغرض من ذلك هو إخماد وإسكات دور الحراك هنا مع شعورنا بأن دور الحراك لم يبلغ المستوى المطلوب ويشوبه الكثير من النواقص والصعوبات.

والشيء الحاصل هذه الأيام أن بعض الأشخاص يرون أنهم قد ظلموا في حقهم إما في الأرض أو الوظيفة العامة، وقد سئموا من كثرة المطالبة بهذه الحقوق عند الجهات التي لا تقدم ولا تؤخر في حل تلك المطالب، ومع هذا الإحباط الذي أصيب به الناس، فلا غرابة أن يجد البعض نفسه مضطراً لبعض المخالفات غير القانونية كونه يرى من خلالها لفت نظر المسؤولين في هذه المحافظة على أمل حل مشكلته التي عانى منها طويلاً، وهذا الشخص أو ذاك لا تربطه أي رابطة بالحراك السياسي السلمي في هذه المحافظة، صحيح قد يكون من قبيلة هذا أو ذاك من الناشطين في الحراك السياسي، ولكن لكل واحد قناعته السياسية في الوضع الراهن، فهنا لا أجد مبررا لخلط الأوراق بين هذا أو ذاك وتفصيل التهم وترويجها على حسب المزاج الشخصي لدى المتنفذين في هذه المحافظة، فعندما تحصل مخالفة من مواطن لاعلاقة له بالحراك السياسي فينبغي أن لا يعكس ذلك على حساب المزاجية الشخصية، وإذا ظنوا أنهم قد أفلحوا عندما وجهوا هذه الاتهامات وقصدهم قد حقق غرضه، فأنا من وجهة نظري أقول لا وألف لا، فإن عبده غلط في الحساب أيها المتنفذون في شبوة، فلا أدري كيف سمحتم لأنفسكم أن تكونوا فوق الكل وأنتم مرؤوسون ليس إلا ولا أدري كيف وضعتم أنفسكم محل الآمر والناهي في هذه المحافظة.

إن ذلك المفهوم خاطئ تماماً، فشبوة ستظل ضمن نسق المحافظات الجنوبية ولا تستطيعون فصلها حتى لو سجنتم ألفا وقتلتم مائة، فشبوة ستظل رقما صعبا في المعادلات التاريخية ولا يستطيع أحد مهما كان جبروته أن يلغي تاريخها البطولي، شبوة هي الحضارة وهي التاريخ وهي رمز الصمود والبطولات وأبت أن يخضعها أحد سيظل الحراك فيها مستمرا مهما كانت الصعوبات كونها لاتعتمد على فرد أو مجموعة أفراد من أبنائها، بل على الكل من صانعي البطولات في كل المراحل بالرغم من معاناتها المؤلمة من جراء الثأرات القبلية وتشجيع الخلافات بين الأوساط القبلية وصولاً إلى المجتمع المدني وتشجيع اختلافات وجهات النظر بين هذا وذاك وبعمل منظم وربما يكون ممولا بالمال العام.

وهذا يجعلنا نتساءل عند نشوب حرب قبلية معينة كيف أنكم لا تحركون ساكنا وعندما يتم اعتراض سيارة تابعة لأحد المقاوتة تتحرك عشرات الأطقم العسكرية، فأين الأهم يا أفندم الحفاظ على دماء الأطفال والنساء أم الحفاظ على بنادل القات من أجل أن تصل إلى الأسواق في وقتها، وأين الأفضل يا أفندم حل مشاكل الناس في وقتها أم إهمالها ورميها عرض الحائط ، وبالتالي يتم تفصيل التهم على من لا يعنيهم الأمر ولا ناقة لهم ولا جمل فيها لا حلها ولا في فعلها، وأنا أرى من خلال الواقع المعاش أن البلد (رايحة) في نفق مظلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى