الحلقة المفقودة في أنديتنا الرياضية

> «الأيام الريــاضـي» أحمد راجح سعيد:

> لا رياضة متطورة من دون ثقافة وطنية شاملة وهادفة تصب في مصلحة الأهداف الوطنية، وفي اعتقادي أن هذين العنصرين المترادفين لن يتحققا لصالح أنديتنا الرياضية إلا متى ما توفر لهما الشرط الأساسي الذي يتمثل بوجود عقول تمتلك ثقافة وطنية واعية قادرة على التعاطي مع المتغيرات الجديدة والتأثير الإيجابي على مجريات الأمور, وبما ينسجم مع متطلبات هذه المتغيرات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية.

وانطلاقا من هذا المفهوم ينبغي على أنديتنا الرياضية وما أكثرها في الوقت الراهن وفروع الاتحادات ألا تظل حبيسة مفهومها الضيق والمتمثل باعتبار النشاط الثقافي قد وجد فقط لتجميل الإطار الخارجي وذلك في المناسبات الموسمية، وما أن تنتهي هذه المناسبات تنتهي ذروتها وطنين أعلامها، لذلك فإن المتتبع لمجرى هذا النشاط يلحظ بوضوح كيف أن أنديتنا الرياضية والفروع الأخرى وعلى نحو خاص تلك التي تمتلك موروثا غنيا من أنماطه المختلفة لم يتبق لها من أثره غير تلك اليافطات التي ترفع على واجهات مبانيها ولاسيما في المناسبات, فبدلا من المكتبات الثقافية والرياضية وعقد الندوات والمسابقات والمحاضرات التوعوية أصبحت البدائل لجماهير هذه الأندية ممارسة ألعاب قتل الوقت كالورق، والدمنة وارتياد المقاهي وهات يامسجلات كلام حول الظروف التي تعيشها الأندية والرياضة اليمنية بشكل عام, ولعل من دواعي هذه السياسة الفهم الخاطئ لدور هذا المجال بما يتعلق بالقوانين والأنظمة للألعاب التي إذا ما أحسن المختصون توظيفها في سياق البرامج المعدة وبالذات من قبل أولئك الذين يقع عليهم تسيير دفة النشاط الثقافي، أعني بذلك مكاتب الشباب والرياضة التي يفترض أن يكون لها الدور الفاعل من حيث إعداد الراجح الثقافية ومن ثم تعميهما على كافة الأندية والفروع والنزول المستمر للاطلاع على ما تم تنفيذه من هذه النشاطات وتشجيع المبرزين بكافة الوسائل الممكنة ليظل حافزا التنافس قائما بين شباب الأندية وفروع الاتحادات، كما لايفوتنا القول إن النشاط الثقافي إذا ما ظل غائبا في أنديتنا الرياضية قد يسبب في خلق فجوة كبيرة بين الأجيال الرياضية المتعاقبة، أكان على مستوى القيادات أم اللاعبين من حيث التواصل الذي يفترض أن يسود، وقد يستغرب المرء فيما يشاهد غرف النشاطات في بعض أنديتنا الرياضية وقد خلت من الصور التذكارية للاعبين أو القياديين الذين أسسوا بتضحياتهم وتفانيهم صرح رياضتنا اليمنية في عمرها الذهبي الجميل، وهل تعلم قيادات أنديتنا الرياضية الحالية أن صور اللاعب اليمني الكبير علي محسن المريسي مازالت تتصدر قائمة اللاعبين المصريين الكبار في نادي الزمالك بالرغم من تركه الملاعب المصرية منذ نصف قرن أو يزيد، تقديرا لتاريخة الكروي العظيم الذي يفترض على الأجيال الجديدة قراءته، والتعاطي مع إيجابياته باعتباره قد غذى بالنسبة لها عنوانا ومثلا يقتدى به في مسيرة الكرة المصرية الحديثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى