جورجيا تسحب قواتها للدفاع عن عاصمتها وروسيا تؤكد عدم نيتها مهاجمتها

> تبيليسي «الأيام» آدم بلاورايت :

>
اعلنت تبيليسي سحب جيشها الى العاصمة تبيليسي للدفاع عنها في حين نفت روسيا أمس الإثنين عزمها على مهاجمتها، وان كانت جورجيا اكدت ان القوات الروسية اجتازت للمرة الاولى حدود جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.

واكد سكرتير مجلس الامن الوطني الجورجي الكسندر لومايا لوكالة فرانس برس ان القوات الروسية احتلت مساء أمس الإثنين غوري، مسقط رأس جوزف ستالين، التي تعتبر محطة استراتيجية بين شرق البلاد وغربها، وتبعد عن العاصمة 90 كلم.

واعلن متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان 80 بالمئة من سكان غوري ال50 الفا نزحوا من المدينة.

وافاد مصوران لفرانس برس ان رتلا عسكريا جورجيا تعرض لهجوم ادى الى انفجار احدى سياراته المدرعة اثناء انسحابه من غوري. وتبع المصوران رتلا من السيارات والعربات المصفحة والمدنية التي كانت متجهة الى تبيليسي.

واكد لومايا ان روسيا "يبدو ان لديها نية الاطاحة بالحكومة" الجورجية و"احتلال البلاد". ولكن وزارة الدفاع الروسية نفت دخول قواتها مدينة غوري الجورجية، مؤكدة ان "لا نية لدى القوات الروسية بالتوجه نحو تبيليسي".

ومساء أمس الإثنين اصدرت الحكومة الجورجية بيانا جاء فيه "في هذه الساعة دخل جيش الاحتلال التابع لاتحاد روسيا الاراضي الجورجية خارج مناطق النزاع في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية".

ولاحقا اعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ان القوات الروسية باتت تحتل "القسم الاكبر" من الاراضي الجورجية مطمئنا في كلمة بثها التلفزيون انه "لغاية يوم غد لا يوجد اي تهديد على تبليسي (..) واقول ذلك للحيلولة دون انتشار الذعر بين مواطني تبيليسي".

من جهتها اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان قواتها المسلحة دخلت الاراضي الجورجية قرب مدينة سيناكي في غرب جورجيا على بعد اكثر من 150 كلم عن اوسيتيا الجنوبية ونحو 50 كلم عن ابخازيا. ولاحقا اعلنت الوزارة انسحاب قواتها من المدينة.

كما اكدت موسكو ان الطيران والمدفعية الجورجيان قصفا مساء أمس الإثنين تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية.

وفي سباق مع التطورات العسكرية تواصلت المساعي الدبلوماسية الهادفة الى ارساء هدنة بين الطرفين وكان ابرز هذه المساعي الوساطة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدولية للاتحاد الاوروبي.

ووافق حلف شمال الاطلسي أمس الإثنين على الدعوة التي وجهها اليه الممثل الدائم لروسيا فيه ديمتري روغوزين لجهة عقد اجتماع طارىء بين الحلف وموسكو اليوم الثلاثاء.

واتهم روغوزين الرئيس ساكاشفيلي بارتكاب "ابادة جماعية وتطهير عرقي" مؤكدا انه "لم يعد الرجل الذي يمكننا التباحث معه".

وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اعلن صباح أمس الإثنين ان "الجزء الاكبر من العملية العسكرية الهادفة الى ارغام الطرف الجورجي على السلام في اوسيتيا الجنوبية، قد انتهى".

واكد مدفيديف تأييده نشر بعثة من منظمة الامن والتعاون في اوروبا في اوسيتيا الجنوبية بسبب "الكارثة الانسانية" التي نجمت عن "العدوان الجورجي".

ووصفت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاوضاع الانسانية في اوسيتيا الجنوبية وجورجيا بانها "خطرة للغاية" مشيرة الى "ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين" ومعلنة انها تستعد لارسال طائرة تحمل 15 طنا من المواد الطبية والادوية.

وشن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين هجوما عنيفا على الولايات المتحدة متهما اياها بعرقلة العمليات العسكرية الروسية عبر مساعدتها تبيليسي على اعادة الجنود الجورجيين المنتشرين في العراق وعددهم 2000 الى ديارهم منتقدا "النفاق" الاميركي المتمثل "بقدرة واشنطن على تحويل المعتدي الى معتدى عليه وضحية".

وقارن بوتين الرئيس الجورجي بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وكان اطلاق النيران من الاسلحة الثقيلة والرشاشة تواصل ليل أمس الإثنين في تسخينفالي وشاهد مصور فرانس برس عدا من الابنية المتضررة ومدرعات روسية وجورجية متفحمة في شوارع المدينة.

واعلنت القيادة العسكرية الروسية ان خسائر قواتها في النزاع مع جورجيا بلغت 18 قتيلا و52 جريحا وسقوط اربع مقاتلات، مضيفة ان 14 جنديا اعتبروا في عداد المفقودين.

من ناحيتها اكدت تبيليسي ان "ما بين 18 الى 19" طائرة عسكرية روسية اسقطت وان "مئات الجنود الروس" قتلوا في المعارك.

واعلنت السلطات الاوسيتية اسقاط طائرة جورجية أمس الإثنين قرب تسخينفالي.

وفي الجانب الجورجي قصفت طائرات روسية أمس الأول رادارات في مطار تبيليسي الدولي، وكذلك مدينتي غوري وبوتي المطلة على البحر الاسود، على مقربة من خط انابيب نفطي، بحسب تبيليسي، وقد اكد شهود حصول بعض هذه الضربات.

وواصل مطار تبيليسي الدولي العمل بشكل طبيعي أمس الإثنين على الرغم من الاضرار "الطفيفة" التي الحقها القصف براداراته.

ونشرت روسيا 9000 جندي في ابخازيا ليضافوا الى 2500 جندي في قوات حفظ السلام الروسية بحسب مسؤول في القيادة العسكرية الروسية.

وبحسب كوشنير فان الرئيس الجورجي "وافق تقريبا على جميع مقترحات" الاتحاد الاوروبي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا لوقف النزاع مع روسيا.

من جهته اعلن امين عام مجلس الامن الجورجي الكسندر لومايا ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وقع أمس الإثنين وثيقة تتضمن "اقتراحات سلام" يدعمها الاتحاد الاوروبي ستنقل الى روسيا.

ولكن نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف رفض الاقتراحات الاوروبية للتوصل الى وقف لاطلاق النار مع جورجيا مؤكدا ان على تبيليسي ان تتفاوض على انهاء القتال مباشرة مع المناطق الانفصالية توصلا الى "اتفاق مكتوب بين جورجيا من جهة واوسيتيا الجنوبية وابخازيا من جهة اخرى (..) بانهم لن يستخدموا السلاح في المستقبل مطلقا".

وفي خطوة داعمة لتبليسي اعلن مستشار الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي لوكالة فرانس برس أمس الإثنين ان رؤساء خمس دول في الاتحاد السوفياتي السابق هي بولندا واوكرانيا ودول البلطيق الثلاث سيتوجهون بشكل عاجل الى تبيليسي لدعم جورجيا.

واعلنت واشنطن ارسال المبعوث الاميركي ماثيو بريزا الى المنطقة للمشاركة مع الاتحاد الاوروبي في مهمة وساطة.

وينتظر وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى موسكو اليوم الثلاثاء في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار. كما سيزور جورجيا على ما اعلن رئيسها.

ومساء أمس الإثنين وصل كوشنير الى عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية الروسية فلاديكافكاز (جنوب غرب) حيث تفقد مخيما للاجئين فروا من اوسيتيا الجنوبية على ان يتوجه لاحقا الى موسكو لمتابعة وساطته.

وحض وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى أمس الإثنين روسيا على "القبول بوقف فوري لاطلاق النار" دعت اليه جورجيا. في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان "لا مبرر" للعمل العسكري الذي تقوم به روسيا في جورجيا والذي يهدد استقرار المنطقة باكملها.

كذلك دعت المفوضية الاوروبية الى وقف "فوري" للعمليات الروسي في جورجيا.

في هذه الاثناء ارسلت فرنسا طائرة محملة بالمساعدات أمس الإثنين من باريس الى تبيليسي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى