«الأيام» ترصد المواقع التاريخية والسياحية بمديرية ميفعة.. ميفعة تضاريس الجمال وعبق التاريخ وآيات المجد

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
هنا مديرية ميفعة الطريق التي مضى فيها الأجداد وسطروا آيات المجد والعظمة والخلود، فكانت قوة العزم الذي لايلين وخارطة الدرب التي مشى عليها الأولون، حيث النخوة وإباء النفس وأفق الفضاء المتوهج.

هذه ميفعة أذاً التي مازالت تختزن بين أحضانها كنوزاً من الآثار والمواقع التاريخية الفريدة وكنوزاً أخرى من المواقع الجمالية والسياحية الخلابة، غير أنها تعاني الإهمال والنسيان واللامبالاة من قبل أجهزة الدولة الرسمية التي للأسف الشديد لم تبادر بالاهتمام والحفاظ على مثل هذه المواقع التاريخية والجمالية.

«الأيام» كانت في جولة ميدانية في عدد من هذه المواقع وسجلت الآتي:

نقب الهجر

تقع أراضي المدينة الأثرية نقب الهجر وسط وادي ميفعة وعلى تلة طبيعية ويبلغ ارتفاعها نحو 15 متراً ولها بوابتان جنوبية وشمالية.

تعد مدينة نقب الهجر العاصمة الأولى لدولة حضرموت الشهيرة قبل أن تنتقل العاصمة إلى مدينة شبوة. سطح نقب الهجر مغطى بطبقة من الأحجار وهي على ما يبدو بقايا مواد البناء التي استخدمت في الأزمنة القديمة، ومازالت آثار المباني موجودة رغم ما تعرضت له من تخريب وتدمير وسرقة من قبل بعض الذين لا يقدرون أهمية الحفاظ والعناية بمثل هذه المواقع التاريخية.تبعد نقب الهجر عن خط المواصلات - الإسفلت - حوالي ثلاثة كيلومترات، حيث يفصلها واد صغير عن الخط العام إلا أنها نادراً ما يزورها السياح الأجانب أو المحليون نظراً لعدم الاهتمام من قبل الشركات السياحية العاملة، وكذا أجهزة الدولة الرسمية. والمنطقة بحاجة إلى بعثة أثرية للتنقيب عن هذه الآثار وحفظها، كما يتطلب من أجهزة الدولة الحفاظ على الموقع من خلال وضع الحراسات الدائمة فيه وكذا وضع الدفاعات من خطر السيول والفيضانات التي تتعرض لها المدينة الأثرية بين الحين والآخر.

ميفعة البلاد

ميفعة بلدة قديمة تقع بين ضفتي وادي ميفعة الشرقية والغربية وكانت عاصمة السلطنة الواحدية إحدى المحميات الشرقية لمستعمرة عدن إبان الاحتلال.

واليوم أصبحت مجرد قرية صغيرة وحطاما وأطلالاً وجزءاً من الماضي فيما لا تزال شواهدها التاريخية صامدة وشامخة تحكي أياماً جميلة مضت.

ومن معالم ميفعة المسجد القديم ومنارته الشاهقة وبجواره يقع على ربوة صغيرة مركز السلطنة الواحدية - البلطن- الذي كان مركزاً عسكرياً وسجن السلطنة الواحدية وهذا المبنى بحاجة سريعة إلى إعادة تأهيله وترميمه قبل أن ينهار حيث بدأت الشقوق والتصدعات تظهر في أجزائه وخاصة في البرج الشمالي الشرقي وأسفل الحائط الشمالي، ومن المعالم الأخرى سكن السلطان ناصر عبدالله الواحدي وسكرتير السلطنة محمد بن سعيد الواحدي ومبنى المستشارية وغيرها من المعالم الأخرى التي هي بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل.

الجبال الغربية

تنتشر في سلسلة جبال آل باعوضة الغربية عدد من المواقع الأثرية والسياحية التي تحظى بزيارة المواطنين ومن هذه المواقع جبل بن الشيب ومنطقة المطارين ومستوطنة جروب وسد التويشن. وتوجد في هذه الأماكن كرفان للمياه، حيث تجد المواطنين يتجمعون بكثرة في تلك المناطق للتنزه والترويح عن النفس خاصة بعد سقوط الأمطار على تلك الأماكن.. ويحكي بعض المواطنين عن وجود بعض النقوش الحميرية والآثار والقبور الطويلة في بعض تلك المناطق.وقد كان لـ«الأيام» زيارة إلى معظم هذه المناطق وكان آخرها منطقة المطارين التي قام فاعل خير بشق طريق عبر الجبال لتسهيل الوصول إليها، وهي منطقة جميلة وهادئة وتوجد فيها بعض النقوش والآثار القديمة التي بحاجة إلى فك طلاسمها من قبل المختصين.

حوطة الفقيه علي

تنسب مدينة الحوطة إلى الفقيه العلامة علي بن محمد بن عمر الحباني الخولاني الذي أسس الحوطة واختطها سنة 727هـ، وعمره لم يتجاوز العقدين وكانت الحوطة سوقاً تجارياً رائجاً في شبه الجزيرة العربية، حيث تصل البضائع إليها من ميناء قنا في بئر علي، ثم تتجه شمالاً نحو مأرب حتى تصل إلى ميناء غزة على البحر الأبيض المتوسط، ومما يدل على ازدهار التجارة فيها أنها كانت مدينة للأمن والأمان والسلم والسلام.

حيث تنتهي الحروب والمنازعات بين القبائل عند الدخول إلى الحوطة التي كان لها مدخلان يسميان بالمرجم والمدعي وكان يمنع استخدام السلاح فيها على الإطلاق حتى أنها كانت تسمى بالحبط.

واشتهرت الحوطة بالعمارة الطينية التي تناطح السحاب وتبهر الناظرين وتسحرهم بالأشكال الفنية الهندسية والزخارف والإضافات الإبداعية في البناء المعماري الطيني، ورغم مرور السنوات الطويلة إلا أن الحوطيين سائرون على النمط الطيني نفسه وتوارثوا ذلك عن أجدادهم، واليوم بدأت السلطة المحلية بالمديرية تعي أهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والشعبي الذي تختزنه الحوطة، حيث بدأ التفكير بإقامة مهرجان ثقافي سياحي للتعريف بالحوطة كمدينة تاريخية وتأهيلها ضمن المدن التاريخية في بلادنا.

وقد نظمت السلطة المحلية قبل أسابيع زيارة لمجموعة من الإعلاميين والصحفيين الذين أتوا من عدة محافظات لزيارتها، حيث عبروا عن إعجابهم الكبير بهذه المدينة وما تختزنه من كنوز تاريخية وسياحية وموروث شعبي، واندهشوا لعدم ضم هذه المدينة إلى المدن التاريخية اليمنية.

وماذا بعد ؟

عديدة هي الموقع الأثرية والسياحية في ميفعة ، التي لا يتسع المجال للحديث عنها، فهناك آثار ومعالم السلطنة الواحدية في مدينة عزان التي كانت معقل سلاطين آل عبدالواحد، وهناك عدد من الكهوف والمغارات والمواقع الجمالية في الجبال الشرقية للمديرية (جبال بابحر) .

بالإضافة إلى معالم العمارة الطينية في معظم مناطق المديرية وخاصة جول الشيخ وصعيد باقادر ورقة بافقير وبعض الحصون والقلاع الجبلية وغيرها، غير أن المشكلة هي غياب الاهتمام الرسمي والشعبي معاً تجاه هذه الكنوز وهذا الموروث الشعبي.

وكسراً لهذه القاعدة نظمت ثانوية جول الريدة معرضاً للتراث والموروث الشعبي والصور الفوتغرافية التي جسدت ورصدت كل تلك الموقع في صور فوتغرافية وأعمال يدوية للطلاب من مجسمات ونحت ورسومات وغيرها. وقد حاز المعرض ارتياح الزوار وهي خطوة لتحريك المياه الراكدة في هذا المجال وزاره محافظ شبوة د. علي حسن الأحمدي، وعبر عن إعجابه بما احتواه المعرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى