ماهي «الأيام» ؟ (بمناسبة اليوبيل الذهبي)

> الشيخ طارق محمد عبدالله المحامي:

> من البديهي أن «الأيام» هي الصحيفة الوطنية التي حظيت بأوسع انتشار بين القراء في اليمن ليس هذا فحسب، بل إنها الأكثر انتشاراً بين أكبر عدد من القراء في الخارج عبر الانترنت، وأن الصحيفة قد لاقت التعزيز والتأييد من قبل أهل الفكر والمثقفين من خلال مساهمتم في طرح المقالات التي تقرأ والمطلوبة من قبل رجل الشارع.

ما الذي يجعل صحيفة «الأيام» شائعة بين عامة الشعب ومعروفة ومألوفة بين طبقاته ؟!

- أولا لأنها تطرح الأخبار بشكل صحيح دون حذف أو إسقاط أي شيء من الوقائع الحقيقية أو إضافة أي شيء فيها، ومن خلال إعطاء المجال لجميع القراء دون استثناء لمناقشة وتفنيد أي أخبار - من وجهة نظرهم - لم تطرح بشكل صحيح أو سليم الأمر الذي يمنح الشعور بالثقة بين القراء بأن ما يقرؤونه يمكن الاعتماد على صحته أو يمكن تصحيحه أو تعريف ما كان غلطاً أو محلاً لشك أو إبهام .. وعليه فقد نالت «الأيام» هذه الثقة من الشعب ومع ذلك فقد يكون للصحيفة ملاحظاتها أو تعليقاتها أو وجهات نظرها التي ترد في المقالة الافتتاحية .

بالإضافة إلى هذا فهي تنشر الرسائل، الخطابات، الملاحظات النقدية والمقالات المقدمة من القراء، كما هي دون عبث بمضمونها ومن خلال قيامها بذلك يتضح بكل جلاء أنها متمسكة بمبادئ حرية التعبير وتحترمها وذلك من خلال التعامل مع المسائل التي لها تأثير في حياة الرجل العادي وإن كان ذلك مزعجاً لبعض الأحزاب أو السلطات، لذا فقد أثبتت «الأيام» أنها الصحيفة التي نالت ثقة وتأييد الشعب .

إن النقد يعتبر عنصراً مهماً لحرية التعبير والديمقراطية ولايمكن لأي بلد التقدم والادعاء بأنه بلد يتمتع بالديمقراطية إذا كان لايقبل النقد إطلاقاً من الفرد، الشعب أو الأحزاب السياسية، وقبول النقد لاينبغي أن يكون محصوراً على السماح بالنقد، بل كذلك احترام الناقد إن كانت لديه وجهة نظر معاكسة وغير عدائية، وبالمقابل لاينبغي أن يكون لدى أفراد الشعب، الجماعات، الأحزاب والحكومات القدرة على التحمل والتسامح فحسب، بل عليهم أن يصغوا للنقد ويتعلموا منه، ليس هذا فحسب، ففي حالة أن النقد كان ظالماً ومجحفاً وغير منصف - يحدث هذا في بعض الأحيان - عندئذ يكون للشخص الذي وجده كذلك الحرية والفرصة المتاحة والحق الكامل في التعبير والرد على ذلك النقد.. وبعبارة أخرى تتيح «الأيام» الفرصة للطرفين، أي الناقد ومن كان النقد مجحفاً به، فالصحيفة تتميز بالأسلوب الحيادي وملتزمة ومتمسكة بأعلى أشكال ومعايير الصحافة، فهي تساعد وتساهم في تثقيف المجتمع المتحضر والمتسامح، ومن خلال قيامها بذلك فقد حظيت «الأيام» بالاعتراف والإقرار العام بأنها صحيفة وطنية صادقة بطاقمها سواء الناشر الوطني أو العاملين فيها .

إن «الأيام» صحيفة مستقلة وكلمة (مستقلة) في هذا السياق تعني بأنها تعتمد على مصادر مستقلة فيما يتعلق بآرائها ولا ترغب إطلاقا أن تكون خاضعة لأي التزام تجاه الغير، وغير معتمدة على أي مصدر أو مورد من الموارد أو الأموال التي تخص الآخرين لتسيير دفة شؤون الصحيفة، ولا تتبع أي فريق أو حزب سياسي، ولا يدعمها أيا كان ولا تتلقى دعماً من الأموال العامة، وبهذا تكون قد حظيت باحترام الصحفيين في جميع أقطار العالم العربي.

وقد قيل من قبل البعض بما فيها السلطات بأن «الأيام» هي صحيفة حزبية أي تابعة لحزب من أحزاب المعارضة، وهذا غير صحيح وإن كانت هناك مصداقية في صحف الأحزاب التعددية الديمقراطية والمعارضة، فهي تظل أولاً وأخيراً صحفاً تابعة لتلك الأحزاب .

وطبقاً للمدلول المتقدم ذكره للصحيفة المستقلة يتعذر القول بأن «الأيام» هي صحيفة المعارضة، وطرح وجهات نظر المعارضة لا يعني أن الصحيفة معارضة، وطرح آراء الحزب الحاكم أو الحكومة لا يعني أنها تتبع السلطة طالما أن العناصر والعوامل ذات الصلة بالصحيفة مستقلة ومصونة، أي أنها لاتدعم من الأموال العامة أو أموال الحزب الحاكم أو أي حزب كان.

«الأيام» هي مبعث الفخر والاعتزاز بمناسبة ذكرى العيد الخمسين (اليوبيل الذهبي) للشعب، الوطن والصحافة كونها صحيفة مستقلة بما تحمله الكلمة من معنى، ولها مكانتها في بلدان العالم الثالث وفي العالم، ولها مكانتها بين الصحف العربية باعتبارها الأفضل وهي مفخرة للوطن .

أسأل المولى عز وجل برحمته أن يتغمد روح العميد محمد علي باشراحيل، الذي أنشأ هذا الصرح الشامخ وأعطى هذه الهبة الثمينة للشعب وكذا العطاء المستمر لقوة وشجاعة معتقدات الناشرين هشام وتمام ومحرريها وعمالها للاستمرار دوماً في تقديم هذه الخدمة للوطن من خلال هذا المنبر والمنار، وكذا الحفاظ على استمرارية شعلة هذه الصحيفة النبيلة .. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى