الجورجيون لديهم تساؤلات بشأن الرئيس بعد الخسائر الفادحة

> تبليسي «الأيام» مارجريتا انتيدج ونيكو ميكيديشفيلي:

> احتشد الجورجيون وراء بلدهم في الصراع مع روسيا، لكن أصوات الاستياء بدأت ترتفع ضد الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي لأنه قاد تبليسي إلى حرب ما كان يمكنها أن تفوز فيها على الإطلاق.

جاء ساكاشفيلي إلى السلطة في عام 2003 بوعد بإعادة توحيد البلاد من خلال السيطرة على إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين، وقيادة جورجيا نحو الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي. وتخلص الإقليمان الانفصاليان من حكم جورجيا في حربين في أوائل التسعينات وأعلنا الاستقلال.

ولم تعترف بهما أية دولة، وإن كانت روسيا قدمت لهما الدعم السياسي والمالي.

لكن يوجد إحساس متزايد في تبليسي بأن ساكاشفيلي، الذي أرسل قواته لاستعادة تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية بالقوة في الأسبوع الماضي، أقدم على مغامرة عندما راهن على أن يتدخل الحلفاء الغربيون لوقف الهجوم المضاد الروسي. وتعرض ساكاشفيلي لخسائر فادحة، وبسبب جهود بلاده للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي فإنه يبدو معزولا أكثر من أي وقت مضى.

والمعارضة السياسية التي وجهت انتقادات شديدة إلى ساكاشفيلي بسبب الحملة القاسية التي شنها على المحتجين بعد الانتخابات كانت عازفة عن توجيه انتقادات إلى القيادة أثناء الحرب. لكن البعض تخلى عن هذا الموقف الآن.

وقال ديفيد أوسوباشفيلي زعيم الحزب الجمهوري المعارض «التأييد للرئيس ساكاشفيلي الآن مسألة مبدأ بالنسبة لغالبية مواطني جورجيا، ونحن نواجه عدوانا عسكريا من روسيا». وأضاف «لكن عندما ينتهي هذا الكابوس وهذه المأساة فإن كثيرين من هؤلاء الأشخاص سيبدأون في توجيه أسئلة.. الناس يدركون أن ساكاشفيلي ارتكب خطأ لأنه لم يفكر في العواقب».

ونزل عشرات الألوف إلى شوارع تبليسي للتنديد «بالعدوان الروسي» ضد البلد الواقع في القوقاز الذي يبلغ تعداد سكانه 4.5 مليون نسمة، وكان جمهورية سوفيتية سابقا.

وهللت الجماهير لساكاشفيلي، لكن الرئيس كان يبدو منهكا، وبدت آثار ضغوط الأسبوع الماضي واضحة على وجهه.

ويقول محللون إن الرجل الذي أطاح بالزعيم الجورجي السابق إدوارد شيفارنادزه في «الثورة الوردية» عام 2003 بوعد بتحقيق الإصلاح والرفاهية يواجه خطر فقدان ثقة الناخبين الذين أتوا به إلى منصبه بعد حملة عسكرية كارثية.

وقال فاسيلي تشيداج، وهو لاجيء جورجي فر من قرية نيكوزي على الحدود الفعلية مع أوسيتيا الجنوبية مع القوات الجورجية، في مطلع الأسبوع «لقد كان القرار قراره». وقال لرويترز «كان من الأفضل عدم بدء هذه الحرب في المقام الأول والسعي إلى حل سياسي».

وأضاف «عدد كبير من الشبان قتلوا الآن فأين العقل في هذا؟».

وقال أركيل جيجيشيدج، وهو محلل بالمؤسسة الجورجية للدراسات الدولية والأمنية «إنه فخ تم الإعداد له جيدا، وتم استدراجنا إليه». لكن بعض الخبراء يقولون إنه مع انقسام المعارضة فإن ساكاشفيلي سيبقى القوة المهيمنة في الساحة السياسية في جورجيا إلى أن يظهر منافس محلي قوي في دولة أصبحت ضعيفة.

وقال جيجيشيدج إن المجتمع الجورجي متحد في الوقت الراهن ضد عدو مشترك هو روسيا.

وأضاف «لكن المستقبل السياسي (لساكاشفيلي) يتوقف على مدى ضغوط الغرب على روسيا» للتخلي عن المكاسب التي حققتها في ميدان المعركة.

وقال كيتيفان دوليدج، وهو مدرس عمره 50 عاما، «كان يتعين على ساكاشفيلي أن يمتنع عن استخدام القوة».

وأضاف «لن يكون من السهل إخراج الروس من هنا. كان يتعين عليه أن يفكر في ذلك». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى