أهالي منطقة السعدي بيافع يجابهون الصعاب بالعزيمة والتحدي من أجل البقاء

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
المدرسة التي يعمر الأهالي طابقها الثاني
المدرسة التي يعمر الأهالي طابقها الثاني
تقع منطقة جبل السعدي في الاتجاه الشمالي الغربي من مديرية رصد بيافع محافظة أبين، وتعد ثالث أعلى منطقة جبلية في المديرية بعد منطقتي جبل لمطور وجبل حمراء شعب.

ويحدها غربا منطقتا نعوم وسمسان الواقعتان في إطار مديرية يهر، ومن الجنوب وادي كدهية و منطقة جبل الموصف، ومن الشرق منطقة بينان، ومن الشمال منطقة هُرمان وقرية ناصر (الرباط) وجميع هذه المناطق تقع أسفل جبل منطقة السعدي .

ويصل تعداد سكانها مايزيد على ألفي نسمة تقريبا ومنطقة جبل السعدي كغيرها من مناطق يافع غنية بالرقصات الشعبية وفنون العمارة التي تعبر عن تاريخها. «الأيام» زارت المنطقة واستمعت إلى هموم وآمال أبنائها التي تتلخص في الطريق والمياه والتعليم .

يشربون مياه الأمطار

إن الحياة اليومية في منطقة جبل السعدي تبدو أكثر معاناة ومأساوية، فطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة حكمت على الأهالي الحرمان من مياه الآبار وإقامة السدود والحواجز العملاقة، ويعتمدون اعتماداً كلياً في شربهم وأغراضهم المنزلية على مياه الأمطار التي يتم تجميعها في موسم سقوطها وخزنها في برك قديمة وخزانات حديثة يطلقون عليها (مواجل).

ويقول الأهالي بأن منطقتهم حظيت قبل سنوات بترميم كرفان أثري قديم بتمويل من الصندوق، وأضافوا أن الكرفان لايفي بحاجاتهم، حيث يُعطى لكل أسرة في اليوم الواحد دبتان فقط سعة (20 لترا) يستخدمونهما للأغراض المنزلية والاغتسال لأن مياهه لاتصلح للشرب بسبب مخلفات الأغنام، ويفضلون الشرب وطهي الطعام من خزانات خاصة بكل أسرة، وهي خزانات صغيرة تبنى بالقرب من المساكن وتحصد مياه الأمطار من سطوح المنازل .

الكرفان الذي يحفظ مياه الامطار
الكرفان الذي يحفظ مياه الامطار
مشيرين جميعهم إلى حاجة الكرفان بعض اللمسات الضرورية كرصف العبر والمسقى بالأحجاروالأسمنت وتسوير المساحة التي تغذي الكرفان بالشباك لمنع الأغنام والكلاب من توسيخ المكان .

وما يدعو للكتابة هنا أن أهالي منطقة جبل السعدي يعانون هذا العام أزمة خانقة في مياه الشرب نظراً لقلة الأمطار المتساقطة، وهو ما يستدعي وضع المعالجات من قبل جهات الاختصاص .

الأهالي يشقون الطريق ويعجزون عن إكمالها

منذ منتصف الثمانينات وأهالي جبل السعدي يأملون ويجتهدون في شق طريق مختصرة تربطهم بعاصمة المديرية مروراً بمنطقة جبل الموصف، حيث بادر الأهالي في عام 1985م بإيجاد الآليات لشق تلك الطريق وبتعاون الجميع سلطة ومواطنين تمكنوا من شق طريق من الاتجاه الشمالي للجبل تربطهم بمناطق الرباط ، ثم شرع الأهالي بشراء جنزير للجرافة ×D وعبوات ديناميت على نفقتهم .

وكل هذا وذاك من أجل شق طريق تربطهم بالمديرية (رصد)، ولكن الأقدار حطمت وأجهضت آمالهم وأحلامهم ، وهكذا تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن كونهم فشلوا في شق الطريق المختصرة التي بتنفيذها ستربط منطقتهم بالمديرية، والتي لايزيد طولها على نصف كيلومتر .

والمواطنون اليوم يواجهون صعوبة كبيرة في إسعاف المرضى إلى مستشفى رصد ويتكبدون كل يوم تكاليف باهظة في أسعار المواد الغذائية من جراء سوء وطول الطريق التي تربط منطقتهم بمركز المديرية، ولشدة وعورتها وطولها يطلق عليها الأهالي «طريق الرجاء الصالح» نظراً لطول المسافة التي تقدر بـ20 كيلومترا .

فالأهالي في منطقة جبل السعدي يطالبون بوضع نهاية لمعاناتهم المزمنة المتمثلة بالطريق التي تربطهم بعاصمة المديرية من الاتجاه الجنوبي في ظل وجود الآليات التي يسـيطر عليها الإهمال واللامـبالاة .

بعض الآليات المهملة
بعض الآليات المهملة
الأهالي يعمرون مدرسة على نفقتهم

تعاني مدرسة جبل السعدي نقصاً كبيراً من الفصول والمعلمين المتخصصين بالإضافة إلى انعدام السور.

وتتكون المدرسة من خمسة فصول دراسية حديثة لاغير بينما عدد الصفوف تسعة من (9-1).

ونظراً لنقص الفصول يتم تدريس صفين دراسيين في نادي المنطقة والصفين الآخرين في ساحة المدرسة .

وللخروج من أزمة الفصول في مدرسة جبل السعدي بعد أن ضاقت السبل شرع الأهالي بإنشاء وإقامة مدرسة على نفقتهم ماتزال قيد التنفيذ، والهدف من ذلك هو إيجاد مدرسة متكاملة تستوعب وتتسع لجميع أبناء المنطقة ولو من (9-1).

أما طلاب الثانوية فالبعض يواصل في ثانوية الرباط والبعض الآخر يواصلون تعليمهم الثانوي في ظلمان ويقطعون يوميا مايقارب 4 كيلومترات نزولا وطلوعا.. وفوق هذا العناء يدفع آباؤهم 3000ريال شهريا لإدارة المدرسة التي تعاقدت مع معلمين متخصصين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى