أعطني صحيفة.. أعطك وطنا

> قاسم عفيف المحامي:

> على ظهر الواقع شجرة طيبة يانعة الثمار ، وكانت ومازالت في وجدان الناس وقلوبهم وعقولهم، وكلما تعاقب الزمان عليها أثبتت أنها على الدوام في عنفوان شبابها في محل جذب وحب وعشق متجدد ومتأصل وعميق الجذور.

وما كانت عند صدورها في 7 أغسطس 1958م إلا عنواناً بارزاً في قائمة السبق الحضاري لمدينتها الباسلة عدن مع أنها أينما كانت قد امتشقت عنان السماء في عنوان المدينة التي صارت نجمة الصباح في سماء الجزيرة والخليج في زمان (العجم) الأجانب أو المحتلين، كما يوصفهم البعض! وتلك في الواقع مفارقة يكون الوقوف عندها بالنظر إلى مستجدات الزمن أمراً يثير الحسرة والندم! ومن هنا فإن الإحساس أو الشعور المسؤول عند عميدها المؤسس طيب الله ثراه ما كان إلا طمعاً خيرياً متنامياً ينشد حياة المواكبة والمعاصرة تأسيساً وآمالاً وطموحات وتلك هي رسالتها التي لم تحد عنها قيد أنملة منذ صدورها وحتى اليوم، ومازال الزمان يحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى! كأمر ملح!

وكما يبدو في مسارها التاريخي أنها قد اكتسبت الرضى الرباني والوطني ورضاء الناس عنها بأن كان خلف العميد المؤسس خير خلف لخير سلف وهذا لا يحتاج إلى دليل أو برهان فقد تجاوز بها (الأخوان الأفاضل)حدود الزمان والمكان إلى العالم الرحب والواسع، إذ تجاوزا بها حدودها العدانية إلى الجنوب إلى اليمن إلى العالم الصغير والكبير فصارت (صحيفة) عالمية تحلق كل صباح في الآفاق وبين أيدي القراء!

لكن المهم والأهم أيضاً هو في جدليتها الزمانية وكينونتها الوطنية، كما لو أنها ملازمة أو ضرورة للأوطان والناس في زمن صدورها وفي وزمن غيابها القسري وفي زمن عودة الروح ودواعيه! وذلك كله مجسد في رسالتها التنويرية في معاني الحرية والكرامة والعزء للأوطان والناس!

إن الحديث عن مجمل المعاني والدلالات أمر يحتاج إلى صفحات وصفحات وهو ما يجعلنا نختزله في تقديم التهاني والتبريكات في عيدها اليوبيلي الذهبي الذي يمثل بحد ذاته حدثاً يجمع كل المعاني والدلالات! في صحيفة اسمها «الأيام»، لذلك فإنه من الحق بأن يكون يوم صدورها الأول 7 أغسطس هو يوم الصحافة العدنية ذات السبق والآفاق، صحافة «الأيام» - «الطريق»- «المصير» - «فتاة الجزيرة» وغيرها ذلك من الإصدارات الصحافية العدنية المبكرة المتميزة! وما عسى أن يكون ذلك إلا تكريماً وتوثيقاً تاريخياً في زمن عنوانه السطو والطمس لكل معلم أو سبق حضاري! فهل نحن فاعلون!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى