الحلقتان الرابعة والخامسة والعشرون.. الدورتان السادسة والسابعة والعشرون أتلانتا 1996 سيدني 2000

> قطر «الأيام الرياضي» عن الجزيرة الرياضية:

>
أتلانتا 1996.. حط الاولمبياد للمرة الرابعة في الولايات المتحدة الأميركية في نسخته السادسة والعشرين, فبعد سان لويس 1904 ولوس انجليس 1932 و1984, جاء دور اتلانتا 1996 من التاسع عشر من تموز/يوليو وحتى الرابع من أغسطس وسط مجادلة قوية سبقت الاختيار على اعتبار أحقية أثينا الشرعية والتكريمية في استضافة هذه النسخة لكونها تزامنت مع الذكرى المئوية لانطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة.

كما شهدت الألعاب اعتداءً إرهابيا خلال حفل موسيقي في السابع والعشرين من يوليو. افتتح الألعاب الرئيس الأميركي بيل كلينتون, ورددت لاعبة كرة السلة تيريزا ادواردز القسم الأولمبي, وأضاء الملاكم الشهير محمد علي الشعلة الأولمبية. فيما عرفت التعويذة باسم (ايزي) وكانت عبارة عن ابتكار شخصي.

منحت اتلانتا حق الاستضافة في المؤتمر السادس والتسعين من اللجنة الأولمبية الدولية الذي انعقد في الثامن عشر من سبتمبر في العاصمة اليابانية طوكيو, وقد تقدمت في خامس مراحل الاقتراع على أثينا بستة عشر صوتا, فيما خرجت مدن تورونتو, ملبورن, مانشستر, بلغراد من مراحل سابقة. وقد شهدت اللجنة مجادلات قوية بين أعضائها حول أحقية اثينا في الاستضافة, لكون الاولمبياد الأول 1896 انطلق من اليونان, لكن القرار النهائي جاء لمصلحة اتلانتا التي اعتبرت مجهزة بشكل أفضل من ناحية البنى التحتية.

شهدت دورة اتلانتا مشاركة 197 دولة في رقم قياسي جديد نتج عن ظهور جمهوريات جديدة على الخارطة السياسية العالمية, 24 منها شاركت للمرة الأولى, بينها إحدى عشرة دولة منبثقة عن التفكك السوفياتي, والدول الجديدة هي, أرمينيا, أذربيجان, روسيا البيضاء, بوروندي, الرأس الاخضر, جورجيا, كوموريس, دومينيكان, غينيا بيساو, كازاخستان, قيرغيزستان, مقدونيا, مولدافيا, أوزبكستان, ناورو, فلسطين, سانت كيتس ونيفيس, ساوتومي وبرنسيب,سلوفاكيا, طاجيكستان, تشيكيا, تركمانستان وأوكرانيا.

مثل هذه الدول 10،318 رياضيا ورياضية, بينهم 3512 من الإناث, نافسوا في ست وعشرين رياضة، جديدها كان السوفت بول, اشتملت هذه الرياضات على 271 مسابقة, أما الألعاب فهي, ألعاب ماء (سباحة, غطس, كرة ماء), القوس والنشاب, ألعاب قوى, بادمنتون, بايسبول, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات, فروسية, سلاح, كرة قدم, جمباز, كرة يد, هوكي, جودو, خماسي حديث, تجذيف, إبحار, رماية, سوفت بول, كرة طاولة, كرة مضرب, كرة طائرة, رفع أثقال ومصارعة. وقد تصدرت الولايات المتحدة للمرة الاولى منذ دورة 1984 متقدمة على روسيا بفارق مريح جدا عاد للوضع السياسي والتفكك الذي شهده الاتحاد السوفياتي العام 1991.

المسابقات الرياضية

أم الألعاب كالعادة تأخذ النصيب الأوفر من الاهتمام والأضواء, وقد كانت كذلك في اتلانتا حيث لمع العديد، في مقدمتهم عداء السرعة الشهير الأميركي مايكل جونسون الذي حقق دوبليه تاريخية في الـ200م والـ400م.

وبموازاة جونسون حققت الفرنسية الشهيرة ماري جوزيه بيريك دوبليه مماثل حين فازت بسباقي الـ200م والـ400م, علما أنها بطلة الـ400م في أولمبياد برشلونة, وقد نالت ذهبية هذا السباق متفوقة على الأسترالية الغنية عن التعريف كاثي فريمان مسجلة 48,25 وكان رقما أولمبيا آنذاك. ثم رفعت الغزالة الفرنسية رصيدها إلى ثلاث ذهبيات أولمبية حين فازت بلقب الـ200م علما أنها كانت متأخرة لحظة الخروج من المنعطف خلف ثلاث عداءات لكنها عادت وانتزعت المقدمة بإصرار ملفت، متقدمة النجمة الجامايكية مارلين أوتي صاحبة التاريخ الحافل بالانتصارات.

محمد علي في طريقه لإضاءة الشعلة

من جهته لمع ابن الـ35 عاما الأميركي الأسطوري كارل لويس حين أحرز رابع لقب متتاليا له في مسابقة الوثب الطويل وتاسع ذهبية أولمبية في مسيرته وهو بات بانجازه ثالث من حقق اللقب في نفس المسابقة أربع مرات متتالية, ورابع من عانق الذهب الأولمبي تسع مرات. وقد سجل في اتلانتا 8,50م متقدما بفارق كبير عن الثاني الجامايكي جايمس بكفورد الذي سجل 8,29م .

كما تألق الكندي دونوفان بايلي بفوزه بلقب الـ100م مع رقم عالمي جديد حينها 9,84ث وجاء الثاني فرانكي فريديريكس, وكذلك الروسية سفتلانا ماستركوفا بفوزها بلقبي المسافات المتوسطة الـ800م والـ1500م, وبرز العرب عبر الجزائري نور الدين مرسلي بفوزه سباق الـ1500م مسجلا 3,35,78د متقدماً الإسباني فيرمن كاتشو الذي سجل 3,36,40د. وطغى اسم لاعبة السباعية السورية غادة شعاع فوق الجميع حين انتزعت ذهبية المسابقة مسجلة 6780ن أمام ناتاليا سازانوفيتش من روسيا البيضاء 6563ن. وقد تصدرت الولايات المتحدة في النهائي قائمة الذهب بـ13 ذهبية مقابل 3 لكل من روسيا, ألمانيا, وفرنسا.

وفرض السباح الروسي ألكسندر بوبوف نفسه كأحد ابرز نجوم البطولة بفوزه بأربع ميداليات بينها ميداليتي السبرنت الـ50 والـ100م حرة. وقد تقدم بوبوف في الـ100م الأميركي غاري هال جي أر مسجلا 48,74ث, وبات في حينها أول سباح احتفظ بلقب هذا السباق منذ جون ويسمولر عام 1928. ثم تمكن بوبوف بعد ثلاثة أيام من هزم جي أر مرة أخرى في مسافة الـ50م مسجلا 22,13ث ورفع رصيده حينها إلى أربع ذهبيات, كما نال في اتلانتا فضيتين في سباقات البدل. ولدى السيدات كانت الأميركية أيمي فان ديكن الأكثر حصدا للميداليات بفوزها بسباقات 50 و100 و4×100م حرة و4×100م متنوع. وهي باتت في حينها أول رياضية أولمبية أميركية نالت أربع ذهبيات في نفس الاولمبياد. وتصدرت بلادها في النهاية قائمة الذهب بـ13 ميدالية.

وتميزت مسابقة كرة القدم بإدراج المسابقة للسيدات لأول مرة, وشاركت فيها ثماني منتخبات هي الصين واليابان عن آسيا والبرازيل عن أميركا الجنوبية والدنمارك, ألمانيا, السويد والنروج عن أوروبا, والمضيفة الولايات المتحدة الأميركية, وقد فازت الأخيرة باللقب بعد هزمها الصين 2-1 في النهائي في حين نالت النروج البرونزية على حساب البرازيل 2-0. أما رجالاً فشارك ستة عشر منتخباً بينها المنتخب السعودي, الذي خرج من الدور الأول, فيما نالت نيجيريا الذهبية بفوزها على الأرجنتين 3-2, ونالت البرازيل البرونزية بفوزها على البرتغال 5-0، فيما أحرزت الدنمارك ذهبية السيدات أمام كوريا الجنوبية والمجر.

سيدني 2000

نظمت سيدني الأسترالية النسخة السابعة والعشرين من الألعاب الاولمبية الصيفية من الخامس عشر من سبتمبر حتى الأول من أكتوبر من العام 2000, وتلك كانت المرة الثانية التي تستضيف فيها أستراليا الأولمبياد بعد دورة ملبورن 1956. تألف فريق العمل الرسمي لهذه الدورة من 2500 شخص, إلى جانب 50 ألف متطوع, واعتبرت ألعاب سيدني ناجحة بكل المقاييس. نجمة الدورة الأولى آنذاك كانت الأميركية ماريون جونز التي باتت في ما بعد, تحديدا الـ2007, الخيبة الكبرى بعد إقرارها بتناول المنشطات.

افتتحت البطولة في الخامس عشر من سبتمبر وسط حضور وصل إلى 110 آلاف متفرّج داخل الملعب وأكثر من مليار خارجه عبر التلفزيون, شاهدوا حفل افتتاح ضخم ومميز استوحي من التاريخ الاسترالي وثقافة البلاد, بدأ بدخول 120 حصانا قاموا بتشكيل رمز إلى ما تتميز به أستراليا من محيط وصحراء وحيوانات, ثم قدمت لوحات ترمز إلى الحضارة الابوريجانية, أي الشعوب الأولى التي سكنت أوقيانيا, بالإضافة لفقرات غنائية وعروضات راقصة ولوحات مختلفة, ثم دخلت الدول المشاركة, وأبرز ما فيها دخول الوفدين الكوري الجنوبي والشمالي بوفد موحد, ثم ألقي القسم وأضيئت الشعلة وافتتح الحاكم العام الأسترالي الدورة.

شارك في الدورة 199 دولة من أصل 200 معترف فيها من اللجنة الأولمبية الدولية ولم تغب إلا أفغانستان كون نظام حركة طالبان الحاكمة كان منع ممارسة الرياضة في البلاد. أربع من هذه الدول سجلت أول مشاركة لها هي أريتريا وميكرونيزي وبالو وتيمور الشرقية, التي كانت حديثة الاستقلال بعد صراع مع اندونيسيا, وقد تمت دعوتها من اللجنة الأولمبية الدولية في اللحظات الأخيرة قبل انطلاق الألعاب وتمثلت في حينها بأربعة رياضيين في المسابقات الفردية. ونظرا لأن تيمور الشرقية لم تكن تملك لجنة أولمبية وطنية نافس رياضيوها تحت راية علم اللجنة الأولمبية الدولية.

مثل تلك الدول 10،651 رياضيا ورياضية بينهم 4069 من الإناث, نافسوا في 300 مسابقة رياضية توزعت على ثماني وعشرين رياضة جديدها كان التايكواندو والترياتلون, كما دخل البرنامج النسائي رياضات كانت مقتصرة فقط على الرجال مثل الوثب بالزانة ورمي المطرقة لدى الرجال, وكرة الماء ورفع الأثقال والخماسي الحديث وبعض المسابقات في الرماية. أما الرياضات المدرجة إلى جانب ما ذكر فكانت ألعاب قوى, الشراع, بادمنتون, بايسبول, كرة سلة, ملاكمة, كانوي كاياك, دراجات هوائية, سلاح, كرة قدم, جمباز, رفع أثقال, كرة يد, هوكي على العشب, جودو, مصارعة, خماسي حديث, ألعاب ماء (سباحة, سباحة إيقاعية, غطس, كرة ماء), سوفت بول, فروسية, كرة مضرب, كرة طاولة, رماية, القوس والنشاب, تجذيف, كرة طاولة.

وتصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات برصيد 37 ميدالية ذهبية أمام روسيا 32. علما أن رصيد الولايات المتحدة كان أكثر لكنها جردت تباعا من بعض الألقاب بعد فضائح منشطات طالت رياضييها واكتشفت في السنوات اللاحقة.

المسابقات الرياضية

تميزت المسابقات الرياضية بالكثير من الأحداث والأرقام, لكن بعضها كان شديد التميز مثل ما حققته الألمانية بريجيت فيشر التي نالت ذهبيتين في الكاياك لتصبح أول امرأة تعانق الذهب الاولمبي في دورتين تفصل بينهما سنوات عشرون, إذ كانت أحرزت ألقابا في دورة موسكو 1980 تحت راية ألمانيا الشرقية. وبرز اسم لاعبة الجودو اليابانية ريوكو تامورا التي كانت أخفقت مرتين في نهائي الوزن الخفيف في دورتي 1992 و1996, علما أنها دخلت الثانية بسجل يتضمن 84 فوزا متتاليا دون أية هزيمة مع لقبين عالميين لكنها سقطت أمام فتاة صغيرة من كوريا الجنوبية, لكن إصرار تامورا كان أقوى حين نالت الذهب في أولمبياد سيدني الذي دخلته دون خسارة أيضا. وكان لاعب التجذيف البريطاني ستيف ريدغرايف نجما فوق العادة حين بات أول مجذف أحرز خمس ذهبيات في خمس دورات أولمبية متتالية بدءا من لوس أنجليس 1984.

وقفات بارزة

كاثي فريمان

عداءة أسترالية, أحرزت فضية الـ400م في أتلانتا 1996 وباتت حينها أوَّل أبوريجينية, نسبة لأبوريجين أي السكان الأصليين لأستراليا, تفوز بميدالية أولمبية. عادت في أولمبياد 2000، وتألقت حين تمكنت من الفوز بالذهبية في نفس المسافة وسط فرحة أسترالية عارمة نظرا لشعبيتها الكبيرة, علما أنها كانت أضاءت الشعلة في الافتتاح, وبذلك باتت أوّل من يشعل الشعلة ويحقق ذهبية في نفس الألعاب.

إيان ثورب

نجم سباحة أسترالي بدأ بحصد الألقاب حين كان في سن السابعة عشرة, اعتبر في سيدني من أبرز النجوم, نال لقب الـ400م حرة مع رقم عالمي جديد, وذهبية البدل 4×100م حرة حيث منح الفوز لبلاده متفوقا على النجم الأميركي غاري هال, ثم أضاف بعد يومين فضية الـ200م حرة حين حل خلف الهولندي الشهير بيتر فاندن هوعنباند, أتبعها بذهبية الـ4×200م حرة مع رقم عالمي جديد, كما حصل على فضية 4×100م متنوع بالرغم من انه شارك في التصفيات فقط ولم يخض السباق النهائي.

وعاد ثورب وعزز رصيده بأربع ميداليات أولمبية جديدة في أثينا 2004, ذهبية الـ200م حرة مع رقم أولمبي, وأخرى في الـ400م حرّة, وفضية 4×200م حرة, وبرونزية الـ100م حرة. وكانت هذه الدورة مكتظة بالنجوم مع الأسطورة الأميركي مايكل فيلبس والهولندي هوعنباند.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى