فلسطينية تعد الدقائق للقاء ابنها بعد 32 عاما امضاها في سجون اسرائيل

> نابلس «الأيام» عماد سعادة :

>
وداد العتبة تحمل صورة ولدها سعيد
وداد العتبة تحمل صورة ولدها سعيد
منذ اعلان اسرائيل عن الافراج في وقت قريب عن ابنها، تقول وداد العتبة (78 عاما) انها تعد "الدقائق بانتظار ولدها سعيد "ولا يغمض لي جفن لسماع الخبر الذي انتظره منذ 32 عاما".

وتحتفظ الوالدة بملابسه وبمقتنياته الشخصية وتؤكد انها "ستطبخ فور وصوله ورق العنب، وهي الوجبة المفضلة لديه".

وتنشغل عائلة العتبة حاليا بتجهيز منزلها في حي الجبل الشمالي في نابلس لاستقبال سعيد المكنى "ابو الحكم"، وهو اقدم اسير فلسطيني.

ومن المتوقع اطلاق سراح العتبة اليوم السبت.

وعملت العائلة على تحضير العصائر والحلوى وتعليق صور سعيد في كل مكان وترتيب شهادات التقدير والوفاء والتضامن مع العائلة الى جانب مخطوطات وبراويز ارسلها سعيد من سجنه الى "امي الصابرة في عيدها الخالد".

وصادقت الحكومة الاسرائيلية مؤخرا وفي خطوة نادرة على اطلاق سراح العتبة المحكوم بالسجن مدى الحياة لقتله جنديا اسرائيليا.

وكانت اسرائيل تعارض الافراج عن سجناء "ملطخة اياديهم بالدماء".

لكن اسم سعيد العتبة (56 عاما) يندرج ضمن قائمة تضم 199 اسيرا ستفرج عنهم اسرائيل كبادرة حسن نية تجاه رئيس السلطة محمود عباس.

وتقول والدة سعيد لوكالة فرانس برس انها لم تقم بزيارة ابنها في السجن منذ اكثر من سنتين وسبعة اشهر بسبب اعتلال صحتها "لكنني مطمئنة الى الافراج عنه فهذه هي المرة الاولى التي تكون هناك مطالبة جادة" بذلك.

وتضيف "هذا هو المنزل الذي ولد فيه سعيد وهذا الحي الذي نشأ فيه وجميعنا مستعدون لاستقباله هنا".

واعتقل الجيش الاسرائيلي سعيد العتبة في تموز 1977 وكان انذاك في الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وحكم عليه عام 1978 بالسجن مدى الحياة.

لكنه التحق باتحاد الشباب الديمقراطي "فدا" الذي انشق عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بينما كان في السجن.

وتبدو شقيقته سناء العتبة (47 عاما) منهمكة في الرد على المكالمات الهاتفية للاستفسار او التهنئة من قبل الجيمع بمن فيهم مسؤولون في السلطة.

وتقول ان "بقاء سعيد في الاسر كل هذه الفترة جريمة بحقه وكان من المفروض ان يتم اطلاق سراحه بعد توقيع اتفاقيات ومعاهدات السلام" في اشارة الى اتفاقيات اوسلو الموقعة عام 1993.

وتضيف "على العالم ان يدرك ان اسرانا ليسوا ارهابيين فكل القوانين الدولية تجيز النضال ضد المحتل".

وتحض الام "الاسرى على الصبر والتحلي بالامل فالسجن للرجال وباب السجن لا يغلق على احد وها هو سعيد يخرج بعد 32 عاما".

وبين الاسرى الذين ستفرج عنهم اسرائيل ايضا محمد ابراهيم محمود ابو علي من بلدة يطا، في قضاء الخليل.

وتبدو مظاهر الفرح على بيت ابو علي واضحة بحيث تزينه الرايات والاعلام الفلسطينية وصوره كما يتوافد مهنئون تقدم لهم الحلويات والقهوة العربية.

وتقول زوجته سعاد (51 عاما) ان "فرحتنا لا يمكن وصفها بالكلمات لكنني خائفة ولا يمكن ان تكتمل فرحتي الا بعد ان اراه بيننا".

وتضيف "كثيرا ما كنت افتقده خلال السنوات ال28 التي امضاها في السجن خصوصا في المواقف الصعبة مثل زواج ابنائي ووفاة والده ووالدته".

وتؤكد الزوجة "رغم انني لم افقد الامل لحظة واحده طيلة هذه السنين الا انني خائفة بسبب الوعود الكثيره وخيبات الامل التي صاحبت عمليات الافراج السابقة التي انتهت دون اطلاق سراحه".

وتختم قائلة ان "ابو علي بطل فهو مصدر فخر لي ولاولادي وللجميع ويكفيني ان يناديني الناس بزوجة ابو علي".

وابو علي متزوج لديه ثلاثة اولاد فلسطين (31 عاما) وابراهيم (29 عاما) وليلى 28 عاما التي ولدت بعد اعتقاله بشهرين.

يشار الى ان ابو علي انتخب عام 2005 عضوا في المجلس التشريعي.

وقد اعتقلته اسرائيل العام 1980 بتهمة قتل جندي وقام الجيش بهدم منزله غداة اعتقاله ومن ثم حكم عليه بالسجن المؤبد.

كما حكم عليه بمؤبد اخر بتهمة قتل فلسطيني سجين للاشتباه بانه عميل لاسرائيل.

وقد اصيب بالعمى كليا عام 1993 وخضع لعدة عمليات جراحيه داخل السجن كانت اخرها عملية قسطرة للقلب عام 2006. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى