رانيا مراهقة عراقية رغبت ان تكون طبيبة فصارت انتحارية رغما عنها

> بعقوبة «الأيام» بنيامين مورغن :

> حلمت رانيا ابراهيم البالغة من العمر 15 عاما ان تكون طبيبة. لكنها ارغمت على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كليوغراما وحاولت تفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط سوق بعقوبة شمال بغداد.

غير ان الخطة التي دبرها زوجها وبعض نشطاء القاعدة لم تنجح لان رجال الشرطة اعتقلوا رانيا فور الاشتباه بها في بعقوبة التي كانت معقلا للمتمردين.

وتدعي رانيا انها بريئة، وان زوجها وامرأة خدعاها لارتداء الحزام الناسف، وانها لم تكن تنوي استخدامه عندما اخذوها الى السوق حيث كان عناصر القاعدة سيفجرونه بواسطة جهاز للتحكم عن بعد.

وتعني العملية "الاستشهادية" في قاموس الاسلاميين "الجهاديين" بطاقة مجانية لدخول الجنة.

وتقول الفتاة "كنت احلم بان اصبح طبيبة عندما اكبر، لانني احب الطبيبات، لكنني اصبت بداء المفاصل، الامر الذي منعني من الاستمرار في الدراسة".

وتضيف لفرانس برس "زوجي ابلغني ان الشهادة شيء صحيح".

وتتابع صاحبة الوجه البريء "اخبرني زوجي ان الجنة بستان جميل فيه ورود ونهران، احدهما مياه والاخر عسل، وفيه حور العين".

وابتسمت رانيا التي ترتدي العباءة التقليدية واحمرت وجناتها عندما تذكرت كلمات زوجها القيادي في القاعدة والمتهم بقتل نحو اربعين شخصا معظمهم ذبحا، بحسب المحقق.

تزوجت رانيا عندما كانت في الرابعة عشرة بسبب اصرار والدتها التي كانت تعاني من مشاكل مادية.

اما الوالدة فتحدثت عن زوج ابنتها متهمة اياه بتخديرها والتسبب باعتقالها.

وتضيف رانيا "اردت ان اذهب الى منزل امي واترك الحزام معها، او اطلب منها ان تخبر الشرطة".

يشار الى ان اعتقال انتحاري يرتدي حزاما ناسفا من الامور النادرة.

والواقع ان رانيا هي اصغر انتحارية في العراق تعتقل مع حزامها الناسف.

ويشكل اعتقالها انجازا لقوات الامن العراقية التي عرضتها امام وسائل الاعلام آملة في كسب الحرب الدعائية ضد المتمردين الذين لا يزالون ناشطين في هذا الجزء من البلاد.

وبعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة التي تعتبر عراقا مصغرا نظرا للقوميات والطوائف المتعددة التي تعيش فيها.

وتقول الشرطة ان القاعدة تعرضت لضربات قوية في العراق، الامر الذي يدفعها الى استخدام المراهقين بعدما جفت منابع استقطاب الانتحاريين.

وتشهد محافظة ديالى اكبر عدد من العمليات الانتحارية التي تنفذها نساء او فتيات بحيث ناهز عددها العشرين في الاشهر المنصرمة.

وتشدد رانيا التي تركت المدرسة عندما كانت في الحادية عشرة على انها كانت ضحية الغفلة والكذب في 25 اب/اغسطس الماضي.

وتقول في هذا الصدد "اخذني زوجي الى منزل ابنة عمته، وهي امرأة التقيتها للمرة الاولى في حياتي، وطلبت مني ارتداء الحزام الناسف".

وتضيف "وضعت الحزام واستقللنا باصا متوجها الى السوق الرئيسية. وكانت اعطتني قبل الخروج عصير الخوخ، فشعرت بالغثيان وبدأت ارى خيالات مزدوجة".

وتتابع "عرفت انها كانت قنبلة لانني رايت اسلاكا، لكنهم اكدوا انها لن تنفجر.

وصلنا الى السوق وتركوني هناك، وقالوا انهم سيقومون بشراء بعض الحاجيات قبل ان يعودوا الى المكان".

عندما عثرت الشرطة على رانيا كانت تحاول العبور وسط السوق، بعد مقتل ثلاثة رجال شرطة في الوقت والمكان نفسه.

تقول الشرطة ان رانيا كانت تتحرك بصورة مثيرة للريبة، فطلبوا منها التوقف،لكنها رفضت الاذعان لهم، فتمكنوا بعد ذلك من امساك يديها ودفعها الى جدار.

واظهر شريط فيديو التقطته الشرطة في مكان الحادث ان حركات جسدها تشير الى انها تعرضت لعملية تخدير وانها غير طبيعية.

من جهته، يقول اللواء عبد الكريم خلف الذي تسلم منصب قيادة شرطة ديالى بالوكالة حديثا "كانت الخطة تتضمن قيام بعض عناصر القاعدة الذين نسقوا مع زوجها بقتل عدد من رجال الشرطة وسط السوق، فينتظرون تجمع الشرطة ثم يفجرون رانيا بواسطة جهاز التحكم عن بعد لقتل اكبر عدد من قوات الامن".

بدوره، يؤكد المحقق الذي اخضع رانيا للاستجواب ان لديها "افكارا متطرفة".

ويضيف "تمكنا من التنصت عليها بينما كانت تتحدث مع والدتها التي سألتها +لماذا تتعاونين مع المرتدين؟+".

وتؤكد مصادر امنية ان والد رانيا وشقيقها سبق ان نفذا عمليتين انتحاريتين في قرية ابو صيدا قرب بعقوبة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى