قصة قصيرة.. اللوحة البيضاء

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> التحف السماء، وتدثر الصقيع، في تلك الليلة الشاتية، التي اخترقت لحمه حتى العظم، اصطكت عظام مرفقيه بترائب صدره، بينما يندك فكاه في إيقاع متوالٍ، وهو ينتظر (اللوحة البيضاء) دون جدوى، جلس يحدث نفسه، ما الذي يجبرني على تحمل كل هذه العذابات، بينما أفندينا يلتهمها سهلة، وينزف في النعيم.

استعرض حال رفاقه، وكيف أصبحوا من أصحاب الملايين، يمتلكون الضياع، ويقاسمون ذوي الدراهم محصلاتهم، هذا صديق عمري وصل بجاهه إلى الأعالي، وصار لا يلتفت إليَّ، وأنا قابع اتكفف الكدم، وارتوي الوعود، بينما بقية زملائي قد اختصروا المسافات، وانتهوا من حيث بدأ الآخرون، لم يتركوا مرفقا، ولم ينتظروا ترحيبا، صولاتهم ترعب الخانعين، وجولاتهم ترهب الوافدين، لايترقبون وعدا، ولايساومون في الحقوق! عيونهم متيقظة، وجيوبهم متأهبة، لايتراخون عند كل مهمة، ولاينثنون عند كل عزيمة، غير أنهم يفرون أمام العواصف الجائحة، ليحفظوا الحقوق من الضياع!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى