محمد مشعجل.. صوت المهرة الطروب

> «الأيام» صالح مبارك الغرابي:

> إلى وقت قريب ظلت الأغنية اليمنية معروفة بألوانها الأربعة: الحضرمي واللحجي واليافعي والصنعاني، ولكن مع مرور الوقت ظهرت على السطح ألوان أخرى جميلة ورائعة لن نقول جديدة أو وليدة اللحظة فهي موجودة منذ النشأة الأولى للألوان الأربعة المذكورة كل ما في الأمر أنها ظلت بعيدة وغير معروفة لمن هم أصحاب حب جارف لسماع كل ماهو جميل ورائع، وأسباب اختفاء هذه الألوان كثيرة مثل: البعد الجغرافي وعدم إمكانية إيصالها للجميع أو عدم وجود أصوات جميلة قادرة على السفر بها في أماكن بعيدة أو أنه لم توجد مواهب في كل ما يخص الظهور والذيوع والشهرة لهذه الألوان .. مخطئ من يعتقد أن الأغنية اليمنية هي في الألوان الأربعة الأساسية ولهؤلاء نقول هناك في تعز ظهرت مدرسة عبدالله عبدالوهاب (الفضول) وأيوب طارش ومن هذه المدرسة نمت الأغنية في الحالمة تعز وأطلق عليها في ما بعد الأغنية أو اللون التعزي.

أيضاً في عدن ظهر لون غنائي جميل قام بإظهاره فنانون كبار مثل: خليل محمد خليل، أحمد قاسم، محمد سعد، بامدهف، باسويد، لطفي أمان وقائمة طويلة من مبدعي عدن الحبيبة، كذلك من الألوان التي لاقت مبدعين أخلصوا وبذلوا كل ما في وسعهم لكي تظهر أغانيهم للناس وتصير معروفة، هم مبدعو محافظة المهرة الغنية بوجود تراث قيم ونفيس لا ينقصه شيء إلا من يقوم بوضع اللمسات الأخيرة عليه، ففي الفترة الأخيرة ظهرت كوكبة لامعة من المبدعين الحقيقيين حملوا على عاتقهم رسالة مفادها أن للمهرة لونا غنائيا جميلا ومحببا إلى النفس كيف لا والأغنية المهرية في الوقت الحاضر تحاصرنا حصارا جميلا لم نرغب في الخروج منه، فهو مبعث فخر للأغنية عامة لما أحدثه من صدى واسع طار خارج أسوار الوطن اليمني وهذا كله بفضل الصوت الطروب للفنان الجميل محمد مشعجل، فهذا الفنان أرغم الجميع على احترامه وتقديره لا لشيء إلا لأنه يمتلك صوتا ساحرا بالإضافة لكونه صاحب موهبة فذة في تركيب الألحان الجميلة للنصوص الرائعة التي تأتي بها قرائح الشعراء تمام بن كده وعبدالقادر الراشدي وحاج دعكون وصالح خليفة هادي وشعراء آخرين وهؤلاء جميعاً شكلوا فريقا متكاملا جعل المتلقي من حولهم يترقب كل جديد يأتون به فإلى اللحظة كل ما أنتجوه جميل ويواكب حركة العصر وإيقاعاته، بل أنه يحمل في مدلولاته أن الأغنية المهرية قادمة بقوة متى ما ظل هؤلاء الشباب مجتمعين يداً واحدة على مواصلة السير نحو فضاءات أكثر رحابة.

فخلال سنين معدودة ملأت الأغنية المهرية كل أرض الوطن وهاهي اليوم نراها تخرج إلى دول الجوار ولا محالة من وصولها إلى كل الأقطار العربية لمَ لا وكل ما فيها يحمل الأصالة والعراقة و الصوت العذب الذي يدغدغ المشاعر ويجعل السامع في حالة فرح متواصلة فصوت مثل صوت الفنان مشعجل لايمكن له أن يمر على السامع مرور الكرام دون إنصات ولحظات المثابرة على استقصاء كل الخفايا الجميلة لهذا الصوت الجميل أصلاً. بقي أن نقول إن الأغنية المهرية أظهرتها لنا أصوات لا يمكن الاستهانة بها فهناك الفنان المخضرم عسكري حجيران والفنان عبدالله حبريش وسعد بن كده وفنانون آخرون ما انفكوا يواصلون رحلة الإبداع والتفرد. فعليهم جميعاً مواصلة هذا الطريق وتعريف الناس بتراث المهرة وإظهاره في أجمل وأحلى صورة فالمهمة مشتركة وليست مهمة الفنان محمد مشعجل لوحده مع أنه صاحب الفضل الكبير في التعريف بالأغنية المهرية وانتشارها في بقاع كثيرة.

ختاماً نتمنى أن تستمر الأغنية المهرية بنفس النجاح وأن تحافظ على مكانتها في نفوس المستمعين عامة وبالتوفيق للفنان مشعجل، وكل مبدعي أرض المهرة الأخيار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى