لا الفن (مرق حامض) ولا الإبداع (عصيدة)!

> «الأيام» عبده حمدان مساوى:

> استنادا للمقولة المشهورة «الفن ما يؤكل عيش» نسجت عنوان مقالي هذا، فالفن اليمني- وأخص المسرح والدراما التلفزيونية- أصبح له مفهوم آخر غير الفن والإبداع، مفهوم مادي بحت، وأصبح الممثل اليمني ينظر إلى المسرح والدراما التلفزيونية كمصدر للرزق (رغم أنه موسمي وليس دائما)، وصار همه الأول والأخير كيف يحصل على أكثر من عمل مسرحي أو تلفزيوني حتى يضمن أن تكون (اللقمة كبيرة)، ولايهمه إن كان العمل جيدا أم رديئا، والدور مناسبا أم لا، المهم عنده (يترزق زي أخوانه)!.

وبحسرة أقولها وللأسف الشديد يذهب رمضان ويأتي رمضان والدراما اليمنية (محلك سر)، كالمعتاد تظهر في هذا الشهر الكريم أعمال رتيبة قد كررت نفسها منذ سنوات، فقيرة الفكر والإبداع، وإن وجد عمل ذو قيمة فكرية وفنية تجده فقيرا ماديا، حيث تظهر رداءة الديكور والتصوير والمونتاج و.. و.. إلخ، وهذا كثيرا ما أشاهده في قناتنا الفضائية (يمانية)، وكأنه بات كيفا ومزاجا عند القائمين على مثل هذه الأعمال (الركيكة).

سؤال في خلدي منذ سنوات طويلة، وأعتقد أن هناك أيضا من يشاطرني هذا السؤال.. لماذا لانرتقي بالدراما اليمنية كباقي الدراما العربية من حيث الشكل والمضمون.. ماذا ينقصنا حتى نكون بمستواهم.. وما الذي يجعلنا ناشزين عن طابور الدراما العربية.. لماذا نفكر فقط بأن الفن عندنا عبارة عن (رزق) يملأ (البطون). كل الدراما العربية تقدمت بدءا بالدراما المصرية ثم الدراما الشامية والخليجية حتى الدراما السعودية أصبحت اليوم تنافس في هذا المضمار، ونحن هنا نفكر أن الدراما اليمنية عبارة عن (لقمة) وهذه اللقمة عليها مائة، وكما يقول المثل (لقمة هنية تكفي مية)، لكن هذه (اللقمة) مش (هنية) للجميع، فهناك من ذهب يأكل باليدين غير مبالٍ (بالاختناق)، لأن المثل معكوس عندنا (اللّي يأكل باليدين ما يختنق، لكن يكبر كرشه)، حتى أصبحت الدراما اليمنية (كروش بلا عقول)، وهذا بسبب فهمنا الخاطئ أن الفن (مرق حامض) والإبداع (عصيدة).

* كاتب مسرحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى