مهرجان جماهيري حاشد في حبيل جبر ينتهي في الحبيلين بسقوط 5 جرحى بينهم جندي

> ردفان «الأيام» خاص

>
نجل الشهيد عبدالناصر حمادة
نجل الشهيد عبدالناصر حمادة
أحيى الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية صباح أمس الإثنين الذكرى الأولى لشهداء 13 أكتوبر للنضال السلمي الذين سقطوا في منصة الحبيلين العام الماضي والذكرى الـ 45 لثورة أكتوبر الخالدة بمهرجان احتفالي كبير شهدته مديرية حبيل جبر بردفان وأطلق عليه «مهرجان الوفاء الجنوبي للجنوب والشهداء».

وقد فرضت الأجهزة الأمنية والعسكرية إجراءات أمنية مشددة وحصارا عسكريا على مداخل ومنافذ ردفان كافة وأقامت العديد من الحواجز ونقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى حبيل جبر لإعاقة وصول المشاركين إلى ساحة المهرجان.

حسن أحمد باعوم
حسن أحمد باعوم
إضافة إلى نشر قوات كبيرة من الجيش والأمن المركزي في محيط ساحة منصة شهداء 13 أكتوبر للنضال السلمي بمدينة الحبيلين وفي الشوارع والأزقة والأحياء السكنية وأمام المرافق والمباني الحكومية.

ورغم هذه الإجراءات التي بدأت السلطة بفرضها منذ يوم أمس الأول فقد تمكنت الجماهير الغفيرة التي توافدت من المدن والمحافظات الجنوبية كافة من الوصول إلى ساحة المهرجان ومشاركة إخوانهم من أبناء ردفان في الاحتفاء بهاتين المناسبتين.

ورفع المشاركون في المهرجان، الذي دعت إليه الهيئة التنفيذية للنضال السلمي الجنوبي بمحافظة لحج، صور شهداء 13 أكتوبر وباقي شهداء النضال السلمي الجنوبي.

العميد ناصر علي النوبة
العميد ناصر علي النوبة
وقد ألقي في المهرجان العديد من الكلمات استهلها الشيخ عبدالحكيم درويش رئيس هيئة الفعاليات السياسية بالحوطة وتبن عن اللجنة التحضيرية للاحتفال قال فيها:

«اسمحوا لي أن أرحب بالوفود الآتية من جميع محافظات الجنوب للمشاركة في هذا المهرجان الاحتفائي بمرور عام على سقوط شهداء منصة الحبيلين والذكرى 45 لثورة أكتوبر المجيدة التي انطلقت من أعلى قمم ردفان الشماء مهد الثورة والثوار الذي نعتبره منعطفا تاريخيا من منعطفات الانتفاضة الشعبية السلمية».

محمد سالم عكوش
محمد سالم عكوش
مؤكدا على ضرورة «رص الصفوف وتوحيد الكلمة وإيجاد الأداة السياسية التي ستقود هذا الحراك إلى النصر».

كما ألقيت المهرجان كلمة عن أسر الشهداء والجرحى ألقاها نجل الشهيد عبدالناصر حمادة وألقى المناضل حسن أحمد باعوم كلمة استعرض خلالها الأدوار البطولية لأبناء ردفان انطلاقا من ثورة 14 أكتوبر 1963م ضد المستعمر البريطاني والتضحيات التي قدمها الشعب في الجنوب، وقال: «إنني اليوم أوجه هذا الخطاب وأكرر بأن الانتخابات لا تعنينا وأدعو الى رفضها ومقاطعتها جملة وتفصيلا».

ثريا مجمل
ثريا مجمل
مشيرا إلى أن «النضال السلمي قد جاء من رحم المعاناة وجور الظلم الذي مارسته السلطة ضد أبناء الجنوب منذ عام 90م وحتى يومنا هذا.. وهذا الحراك السلمي الذي انطلق وجد ليستمر وسوف يكتب له النصر المؤزر إن شاء الله».

كما ألقى العميد ناصر علي النوبة كلمة في المهرجان حيا في مستهلها أبناء الجنوب الذين توافدوا للمشاركة في هذه المناسبة وقال :«نعاهدكم بالمضي قدما في النضال حتى تحقيق الأهداف لشعب الجنوب الحر وإن في مثل هذا اليوم سقط شهداء الحرية والتحرير في ردفان الباسلة وكذا في الضالع وعدن وحضرموت والصبيحة إضافة إلى عشرات الجرحى وبدماء هذه الكوكبة من الشهداء والجرحى أعيد للجنوب وجهه الحقيقي الثائر الطامح للحرية والرافض لكل أشكال الضم والخضوع والاستبداد كما أحيي وبهذه المناسبة الشهداء الأوائل لثورة 14 أكتوبر الخالدة والمناضلين».

صورة من مواجهة الجماهير بالقنابل المسيلة للدموع
صورة من مواجهة الجماهير بالقنابل المسيلة للدموع
كما ألقى المناضل محمد سالم عكوش رئيس الفعاليات السياسية بالمهرة كلمة باسم مناضلي الثورة وألقت الناشطة السياسية ثريا مجمل كلمة المرأة.

وألقى الاخ علي منصر محمد سكرتير منظمة الاشتراكي بمحافظة عدن كلمة في المهرجان أكد فيها على ضرورة مواصلة النضال السلمي ورص الصفوف وتجاوز كل عثراث وأخطاء الماضي، داعيا إلى أخذ الدروس من تاريخ الثورة والنضال.

صورة من الحشد الجماهيري  في ذكرى ثورة 14 أكتوبر في حبيل جبر أمس
صورة من الحشد الجماهيري في ذكرى ثورة 14 أكتوبر في حبيل جبر أمس
كما ألقي في المهرجان العديد من القصائد الشعرية المعبرة عن عظمة الفعالية.

وقد شارك المهرجان عدد كبير من قيادات ونشطاء ورموز الحراك السلمي وملتقيات التصالح والتسامح بجميع المحافظات الجنوبية وعدد من الشخصيات البرلمانية والحقوقية والسياسية والقبلية.

وتوجه المشاركون في المهرجان عقب انتهائه إلى مدينة الحبيلين لزيارة مقبرة الشهداء، ولدى وصولهم إلى مدينة الحبيلين قامت قوات الأمن المركزي والجيش المرابطة على الخط العام لمدخل المدينة بمواجهة المشاركين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بإصابات مختلفة حيث أصيب كل من: أحمد محمود سعيد (15 عاما) إصابة في عنقه نقل على إثرها لمستشفى ابن خلدون بلحج، وخالد عبدالقادر من أبناء عدن بشظية في رجله.

وصلاح علي سعيد إصابة مباشرة بقنبلة غاز مسيلة للدموع في وجهه، وعلي محسن حنش وصلاح مثنى بن مثنى بجروح بسيطة بشظايا قنابل الغاز، كما أصيب عدد كبير من المواطنين والنساء والأطفال بحالات اختناق شديدة جراء تعرضهم لدخان القنابل التي أطلقتها قوات الأمن المركزي بكثافة وعشوائية على المواطنين والمنازل.

وقد تمكن المشاركون في المهرحان من اختراق الحواجز الأمنية والوصول إلى مقبرة شهداء 13 أكتوبر وحملوا أكاليل الزهور وقاموا بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

وقامت الأجهزة الأمنية العسكرية بتنفيذ حملة اعتقالات طالت نحو 30 شخصا من المشاركين في المهرجان. وقد تمكنت «الأيام» من الحصول على أسماء المعتقلين الذين زج بهم في سجن أمن مديرية ردفان وهم: قاسم صالح ناصر، باسل حسين حيدرة، محمد علي شائف، نصر مانع ناصر، بسام علي مهدي، صالح هيثم ثابت، طه حسين عبدالله، راشد قاسم شعفل، محمد فضل محمد، فضل أحمد محمد، عصام أحمد محمد، صمام عبدالله حسين، شائف عبدالكريم مانع، عبدالعزيز صلاح صالح، وليد عبدالحميد محمد، نعمان راجح مقبل، سيف هيثم علي، علي حسين سلام، علي راجح شعفل، عمار هاشم جريدي، عبدربه محمد عبدالله، ياسر عبدالرحمن علي، زكي قاسم عبدالله، مشتاق فضل شائف، عبود صالح عثمان، فضل محمد عبدالرحمن، مازن محسن حسين، وليد ناجي حسين، محسن علي صالح، ماجد محمد مقبل.

كما تعرض الجندي صالح قاسم سليم لإصابة بسيطة في الرأس.

وصدر عن المهرجان بيان سياسي جاء فيه:«نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسر شهداء النضال السلمي الجنوبي وكل شهداء وجرحى ثورة 14 أكتوبر ونترحم على أرواحهم الطاهرة ونحني رؤوسنا وهاماتنا إجلالا وإكبارا وتقديرا لتضحياتهم، مؤكدين بأننا على دربهم سائرون حتى تنتصر الأهداف والمبادئ التي ضحوا من أجلها.

يحيي المشاركون في هذا المهرجان بحرارة وإعجاب وتقدير حركة النضال السلمي المتواصل بكافة محافظات الجنوب، نطالب بتطبيق القصاص الشرعي على كل مرتكبي جرائم القتل في ردفان والضالع والصبيحة وحضرموت وعدن وجميع شهداء النضال السلمي الجنوبي، نؤكد الوقوف مع الجرحى وضرورة البحث عن مواصلة علاجهم في الداخل والخارج.

نؤكد على استمرار أداء الرسالة الأخلاقية والإنسانية الأخوية الصادقة للتصالح التسامح لما تحمله من وئام وتقارب ومودة لما من شأنه وضع حد لرهانات النظام في شق الصف الجنوبي بعد أن فشل هذا النظام في إطفاء شعلة النضال السلمي المتصاعد بالوسائل القمعية لأن النظام يدرك بأن قوة الجنوبيين بوحدتهم.

نطالب برفع القوات العسكرية والأمنية المحاصرة لردفان والضالع والصبيحة وغيرها من مناطق الجنوب، إدانة كافة الإجراءات غير القانونية التي طبقت بحق قيادات ورموز ونشطاء النضال السلمي الجنوبي ومنها الاعتقالات والمحاكمات الصورية ومداهمة المنازل والمطاردات متمسكين بحقنا القانوني في مقاضاة كل من يقف وراء تلك الأعمال ومطالبين في الوقت ذاته بالكف عن الملاحقات والمطاردات بحق قيادات ونشطاء النضال السلمي الجنوبي.

ندين بشدة الأحكام السياسية الجائرة التي أصدرها النظام بحق إخوتنا من أبناء كرش مطالبين بالإفراج الفوري غير المشروط عنهم، يؤكد المهرجان بأن ما تمارسه السلطات من أعمال قتل وجرح واعتقال وإخفاء ومطاردات وملاحقات وحصار عسكري وأمني والضرب والتنكيل بحق أبناء الجنوب هي من الجرائم الموجهة ضد الإنسانية التي لاتسقط بالتقادم مؤكدين عزمنا على مقاضاة النظام وكل الضالعين خلف تلك الأعمال الإجرامية أمام القضاء الدولي بعد استكمال الملف الخاص بتلك الجرائم المرتكبة بحق شعبنا في الجنوب.

ندعو إلى استكمال تشكيل هيئة النضال السلمي المستوعبة لكل ألوان الطيف الجنوبي بدون استثناء تمهيدا لإيجاد حل جنوبي يعول عليه في الحاضر والمستقبل، نوكد لإخواننا الجنوبيين أينما كانوا بأن صدورنا مفتوحة وأيدينا موجودة مؤكدين بهذا الصدد بأن القضية الجنوبية هي قضية كل أبناء الجنوب الغيورين عليها وهي مصيرنا وقدرنا ومستقبل أبنائنا، التأكيد على مواصلة النضال السلمي وتصعيده كخيار أمثل للانتصار لأهدافنا ومبادئنا السامية، مايسمى مشروع الانتخابات القادمة مرفوضة ولا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد معتبرين بأن مشروعنا الأهم هو الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى