> عكا «الأيام» جوزيف نصر :
وقال بيريس للزعماء السياسيين والدينيين للعرب واليهود في المدينة التي تقع على الساحل الشمالي "حاولوا ان تعيشوا معا بالرغم من خلافاتكم. توجد ديانتان لكن هناك قانون واحد للجميع."
وبدأت الاضطرابات في عكا يوم الاربعاء الماضي عندما هاجم شبان شخصا عربيا وهو يقود سيارته نحو حي يهودي معكرا صفو بداية عيد يوم كيبور اقدس الاعياد في التقويم اليهودي الذي يصوم فيه كثير من اليهود ويمتنعون عن قيادة السيارات.
وعندما اذاعت مكبرات الصوت في المساجد ان الشبان اليهود يضربون عربيا انطلقت اعمال الشغب من حشود عربية والحقت اضرارا بسيارات ومتاجر. واشعل اليهود النار في منزلين عربيين والحقوا اضرارا بتسعة منازل اخرى.
وقال بيريس وهو يحيي نحو 700 من الشرطة بذلوا جهودهم من اجل استعادة الهدوء بينما كتم باقي اسرائيل انفاسه في ترقب "لحسن الحظ لم يصب احد ولم يقتل احد."
وبعد ستين عاما من اقامة اسرائيل فيما كان في ذلك الوقت فلسطين يمثل العرب 20 في المئة من السكان,ويقول الكثير منهم انهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.
ويشكل العرب 28 في المئة من سكان عكا ويعيش كثيرون منهم في احياء منفصلة لكنهم يتعاملون يوميا مع جيرانهم اليهود. وتطالب الآن بعض العائلات العربية في عكا بتغيير اماكن اقامتها.
وبالرغم من تواجد الشرطة فان السوق داخل المدينة القديمة ذات الاسوار حيث يختلط العرب واليهود عادة كان خاليا.
وقال التاجر احمد زكور "ابيع عادة 30 سلة من الاسماك كل يوم. ومنذ بدء اعمال الشغب ابيع واحدة فقط بشق الانفس."
وظهر المواطن العربي الذي قاد سيارته الى الحي اليهودي في يوم كيبور توفيق جمال أمس الأول امام لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان قائلا انه " كان يريد فقط العودة الى منزله."
واضاف "كان خطأ مني واريد ان اعتذر."
لكن افيفا جيلاد عضو المجلس البلدي اليهودي اصر على ان عكا "بلدة يهودية ونريد من العرب ان يحترموا اقدس اعيادنا."
وانحى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي حذر مؤخرا من تصاعد العنف من جانب المتشددين اليهود باللائمة على المتطرفين من الجانبين في حدوث الاضطرابات.
ووافق الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون من حيث المبدأ على تسوية سلمية في الشرق الاوسط تقوم بموجبها دولة مجاورة لإسرائيل من اجل اربعة ملايين من العرب يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة,لكن الآمال تتضاءل في التوصل الى اتفاق قريب.
وبدلا من ذلك تجدد الحديث عن دولة واحدة "مزدوجة الجنسية" لكل من اليهود والعرب.
ويخشى الزعماء اليهود ان يؤدي دمج العرب فيها الى انهاء وجود الدولة اليهودية.
ويقول منتقدو اسرائيل ان الاحتلال والاستيطان في الاراضي العربية المحتلة عام 1967 لم يترك للفلسطينيين اي امكانية لإقامة دولة حقيقية ويسمم العلاقات مع العرب داخل اسرائيل.
وقال عضو مجلس بلدية عكا سالم نجامي "استطعنا تهدئة الجمهور العربي ونتوقع من زعماء اليهود ان يفعلوا نفس الشيء. لكن هذا لم يحدث."
واضاف "قام قطاع طرق بالشغب. وبطبيعة الحال هناك تعايش في عكا. وانا اقيم في بناية يملك العرب اربعة من شققها ويملك اليهود الاربعة الأخرى."
واقام كشافة يهود خيمة سلام بجوار بوابة المدينة القديمة وقام طلاب عرب بتزيينها بشعارات تدعو الى التعايش.
وقال ايتاي يهودا (26 عاما) من مجموعة شومر هاتزير للكشافة "جئنا الى هنا لنثبت انه لا يوجد في عكا متطرفون فقط وان اليهود والعرب يمكن ان يعيشوا معا."
لكن تثور مخاوف على الجانبين من ان يحاول المتطرفون استغلال العنف للحصول على مكاسب سياسية.
وقدمت الحركة الاسلامية التي داهمت الشرطة الاسرائيلية مكاتبها حديثا بسبب مزاعم عن وجود صلات بينها وبين الجماعات الفلسطينية المسلحة دعما ماليا للسكان العرب في عكا.
وفي شارع رئيسي في الحي اليهودي كانت تتدلى من الشرفات ملصقات لصور زعماء حزب "
اسرائيل بيتنا" الذي يعتبر الاقلية العربية المكونة من 1.5 مليونا تهديدا لطبيعة الدولة اليهودية.
وقال جيلاد "عنما يتقاتل المتطرفون يعاني الابرياء." رويترز