الموت الأبيض على صفحة الأحزان القاتلة

> مازن سالم صالح:

> الإهداء إلى روحي عبدالجليل وسوسن ..تلازمية الفشل في الأخلاق والحياة والتوجه والرشد، أثرها سلبي للغاية على الحياة العامة والسكينة والأمن والأمان والسلام الاجتماعي، وحتى على حركة التنمية والاقتصاد وسمعة البلد.

وهذه التلازمية حتما تفرخ حوايا سوداء من شراك الشر المغرر به والمأفون بإفك ما أنزال الله به من سلطان.. وامتدت بخسة ودناءة لتغتال الوهج والبراءة والعنفوان الذي طال المساجد والمنابر والعنابر والهناجر، ولم يخلق القبح المتفشي بجهالة وعمالة وبطالة مقتنعة بسوداوية المصير والحياد عن السبيل السوي بإصرار على البغي والعدوان الآثم.

فيوم أن سُجي جثمان سوسن البنا، بعد أن فارقت الحياة، إنما قد نبتت في الحال مليون زهرة سوسن، تنشد الحياة، وتروم الأمل الخفاق المتجدد، وبابتسامة لن تغيب، وإن فارقها النبض. ويوم أن أمال عبدالجليل رأسه تجاهها بحنان ورفق وحميمية حية، وبمشاهد النقاء والطهارة والبراءة والحب في مشهد الموت الأبيض على صفحة الأحزان القاتلة، إنما كان يروي بدمه الطاهر الغالي أزاهير سوسن، ليمدها بالسناء المتوقد حتى لاتتوقف الحياة وحديقتهما الغناء، ولهما مثلهما في الجنة- إن شاء الله- عند تلك اللحظة.. فلا الرحيل سيبعدهما عن بعض، ولا البقاء سيزيح خطوات دربهما العامر الذي أسساه بكيان شامخ قوي.

ولكنه كتاب مؤجل، ولكل شيء أجل، وقد قدره الله في حينه، لكن العناق الأبدي لروحيهما المرفرفة في ملكوت الله، لكم جسدت لنا كينونة الحياة بعاطفة الحب النبيلة والخالدة بمشاعر الدفء والعرفان المتبادل، حتى في أقسى اللحظات وأكثرها مرارة، لكن المرارة لربما رزئنا بها نحن، أما هما فلم يعرفا إلا الابتسامة، والابتسامة وحدها، وبعيون مشرقة، ويوم أن دنت لحظة اكتفت بالنظر المزدوج لروحين دفاقة، خلفت لنا الآهات الحرى الحراقة واللوعات الآسية المكلومة التي ابتلينا بها من فجاعة الشر الماحق الذي لايثق بالله ولايحب الحياة وهو من الدين براء.. فلا سراء يحمدون عليها، وإنما ضراء قد ابتلوا فيها بخيار معلن وعدائية غاشمة، وفتنة يروج لها، لعن الله من أيقظها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى