حفظ الله حضرموت من كل مكروه!

> د. هشام محسن السقاف:

> حتى الآن ماتزال المعلومات شحيحة من حضرموت، بينما حجم الكارثة، كما تبدى من الصور التي تبثها الفضائية اليمنية، يكاد يكون مهولا، ولانستطيع إلا أن نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أهلنا في الساحل والوادي في حضرموت وفي المهرة، وكل المناطق التي تضررت جراء السيول والأمطار الأخيرة، داعين في نفس الوقت الله العلي القدير أن يجنب بلادنا عموما والمناطق التي حددها الأرصاد الجوي بتعرضها لاحتمالات مماثلة (لا سمح الله) مثل عدن وتعز وغيرهما الكوارث، آملين أن تتضافر الجهود الرسمية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشباب في الأحياء والشوارع لتقديم العون والمساعدة وعمليات الإنقاذ والإيواء في المناطق المنكوبة، والاحتياط والحيطة والتنبه في المناطق المعرضة (إذا قدر الله)، منبهين الجهات المعنية أن لاتنتظر وقوع الفأس في الرأس، بل عليها المبادرة والعمل والاستعداد بكل ما أوتيت من قوة، وبما تحت يديها من إمكانات، خاصة أن مجاري الأمطار في مدينة مثل عدن ومساربها ومسايلها قد جرى عليها عبث العابثين، وبنيت فيها المباني تحت سمع وبصر المسئولين، بل يكاد هؤلاء أن يكونوا شركاء في الجرم، والمخزي أن بعضهم قد استمرأ وضع الفوضى والعشوائية والنهب، فيجيب عن سؤال السائلين: أين هي الأمطار؟، وكأنه يستبعد قدرة الله بمنطقه السخيف ذلك، ولايدرك أو لايريد أن يدرك أن أجدادنا الذين أنشأوا هذه القنوات والمسارب والسيل كانوا مقدرين كل الاحتمالات مهما تباعدت السنوات بين مطر ومطر.

ومثل هذا الأمر يقال عن انعدام التخطيط الحضري للمدن والقرى في محافظة لحج، فالحوطة (عاصمة المحافظة) في وضع يرثى له، وهي لاتقوى (بيوتا وأحياء) على مواجهة كارثة من هذا النوع (لا سمح الله).

وقد مضت السنون، والحديث عن الحوطة الجديدة ضرب من الأحلام، بينما أرض لحج الواسعة نهب للمضاربات والسمسرات والبسط والسطو، وأبناء لحج كالأيتام على موائد اللئام، ونسأل الله أن يحفظ الحوطة وأهلها من أي مكروه.

أما القرى والمدن الأخرى، فإن الأمر لايخلو من خطر، وقد بنى الكثيرون داخل الأودية التي اعتادت على السيول، ولو بعد حين، وهم في ذلك مكرهون، بعد أن تقطعت بأيديهم (الحيلة والفتيلة) في الحصول على قطعة أرض للبناء عليها دون جدوى، وعلى سبيل المثال مدينة الوهط التي يمتلك أبناؤها التوجيهات الرسمية من أعلى سلطة في الدولة إلى آخر موظف في أراضي وعقارات لحج، ومنذ العام 1990، دون أن تمكنهم هذه الجهات من مخططهم غرب الوهط.

علينا أن نحذر البينات ونواجه ما قد حدث بإشراك الهيئات الشعبية والأهلية في عمليات الغوث والمساعدة وتقديم العون، وأن لاتكون الطبيعة والجهات المعنية حربا على المنكوبين، محذرين ومتذكرين قول أحد منكوبي زلزال ذمار الشهير عام 1982 بأن: الزلزال كان أرحم عليهم من المسئولين المعنيين بتقديم الإعانة والغوث لهم.

حفظ الله حضرموت والمهرة وأهاليهما من كل سوء، وأعانهما الله على تجاوز هذه المحنة، وحفظ الله الوطن اليمني والشعب من كل مكروه وكارثة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى