> «الأيام» علوي بن سميط/ عبدالله بن حازب/ سعيد شكابة/ صلاح العماري:

متضررون فقدوا منازلهم وتم إيواؤهم بمدرسة في السحيل يقفون صفا لغسل الأواني
وكما أشرنا في عدد أمس بأننا في «الأيام» سوف ننقل ما جاء في تقرير مشروع التنمية للمدن التاريخية اليمنية G.T.Z والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فرع شبام حضرموت الذي جاء فيه: «إن الاستحكامات التي بناها الأولون لحماية المدينة قد دمرت تماما في السيل الماضي، وأصبحت الآن معرضة للدمار في حال حدوث سيول جديدة.

وآخرون يبحثون عما فقدوه تحت أنقاض منازلهم المنهارة في السحيل

صبي حاملا حقيبته المدرسية يقف على أطلال منزل أسرته المنهار بشبام

المنازل المنهارة في سحيل شبام

شوارع وأزقة شبام التاريخية نخرتها الأمطار

جذوع أشجار النخيل تراكمت على طرقات وادي حضرموت شرقا بعد ان اقتلعها السيل

محافظ حضرموت يشرح للمسؤولين حجم الكارثة
كما قدم مواطن أيضا في الأيام الأولى مياه شرب للمتضررين من سيارته (بوزة)، كما قام المواطن بن مزروع بشق طريق شقية التي تربط سحيل شبام وشبام القديمة والطريق السريع وتحمل نفقة الأعمال مشكورا.. عموما فإن متضرري شبام بحاجة إلى المزيد من العون، وأن يتخذ التوزيع شيئا ولو قليلا من الشفافية.
من جهة ثانية أشار العديد من أعضاء محليات المديريات إلى ضرورة أن يكونوا على اطلاع بشأن أعمال الإغاثة وآلية توزيعها، حيث إنهم لم يشركوا في اللجان، بل أصبحوا في إحراجات أمام ناخبيهم، وألمح البعض منهم بأن الانفراد في التشكيل المزاجي لن يخدم العمل الإنساني الذي لايحتاج للمزايدة والانفراد الحزبي، وأن المواطنين باتوا يعرفون التصرفات والمحسوبيات.

أعمال شق الطريق في منطقة حكمة
وأضاف قائلا: «كما لاحظت أن الجمعيات الخيرية والأهالي كانوا سباقين في تقديم كل أنواع الإغاثة للمتضررين».
«الأيام» ترى أن مسألة الإغاثة في كل منطقة على الجهات واللجان أن تسلمها يدا بيد للمتضررين، لكون المواطن يسمع ويرى أعدادا وكميات متنوعة من المواد، ولكي يطمئن فإنه فقط يطلب الشفافية والوضوح والتعامل مع المتضررين بكل ود وإنسانية.

من الوديان بوادي حضرموت بدأت الحركة

جانب من انهيارات مباني المواطنين في السحيل
وأخيرا وليس آخرا المعونات المعلنة رسميا يرغب المواطن، خصوصا المتضرر، أن تظهر علنيا، وأن تعمل اللجان بمصداقية، لأنها لن تكسب حسنات الدنيا، بل سوف تجد ذلك أمامها يوم الميعاد.. ألا هل بلغنا.. اللهم اشهد.
في ظل غياب مشين للجهود الرسمية في الإغاثة انتشال جثتين من مجاري السيول والآلاف من الأهالي بدون مأوى
>لاتزال مدينة تريم إحدى أهم المدن المتضررة من كارثة السيول التي تعرضت لها أجزاء كبيرة من محافظتي حضرموت والمهرة منذ أيام تعاني من شلل تام في جميع مناحي الحياة، فالطرق المؤدية من والى مدينة تريم ماتزال مقطوعة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة منذ مساء الخميس الفائت.

مواطنون يقومون بانتشال بعض امتعتهم وسط انقاض منازلهم المنهارة بشبام
إلى ذلك لاتزال جهود الإغاثة المحلية متواصلة في ظل غياب مشين للجهود الرسمية، ووجود عوائق طبيعية ساعدت على ارتفاع منسوب المياه في مجاري السيول، من أبرزها الاستحداثات التي وقعت على أطراف هذه المجاري بالإضافة إلى الانتشار الكثيف لأشجار (السيسبان) التي شكلت عارضا أمام السيول في مجاريها.


عجوز يجلس حائرا أمام حطام منزله في منطقة البلاد
إلى ذلك لاتزال جهود الإغاثة المحلية متواصلة، وقد جرى انتشال جثتين أخريين وجدتا وسط مجرى السيول بالمدينة صباح أمس، ليرتفع بذلك عدد الجثث المنتشلة إلى 6 جثث في مدينة تريم وحدها، وتم نقل هذه الجثث إلى مستشفى سيئون العام لحفظها بسبب انقطاع التيار الكهربائي في مستشفى تريم، وعدم قدرته على توفير مولد كهربائي.

مواطن وابنه واقفان على انقاض منزلهما
جرف أكثر من (40) ألف متر من أنابيب المياه بالقطن و(53) مليون ريال خسائر أولية
أكد لـ «الأيام» الأخ م.عمر سعيد بامفتاح مدير فرع المؤسسة المحلية للمياه بمديرية القطن محافظة حضرموت أن حجم الخسائر الأولية في فرع المؤسسة جراء كارثة السيول التي اجتاحت مدن وقرى وادي حضرموت مؤخرا بلغت أكثر من (53) مليون ريال ككلفة أولية قابلة للزيادة، وذلك جراء جرف السيول أكثر من (40) ألف متر طولي من الأنابيب مختلفة الأحجام في مدن وقرى المديرية.

مواطنون يقومون بتحميل شاحنة بما تبقى من أغراضهم بشبام
وأضاف م.بامفتاح: «إن أكثر القرى والمدن تضررا هي: ديار الراك، حذية، العنين، مسيال نهيمة وأم سعد، كما تم أيضا إعادة بناء سقف محطة الضخ بحقل الحمضان، وإصلاح طرق الآبار ومحطة الضخ إضافة إلى إصلاح إكثر من (143) عدادا».

صورة لشوارع المكلا بعد الامطار
ماتزال مدينة المكلا وضواحيها تعاني انقطاع مياه الشرب لليوم السابع على التوالي منذ يوم الخميس الماضي، بسبب الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة حضرموت، وتسببت في إحداث أضرار في مواسير المياه الواصلة بين غيل باوزير والمكلا.
وبلغت الأزمة ذروتها خلال اليومين الماضيين بسبب الحاجة الماسة للمياه، حيث شوهدت أغلب الأسر في المكلا وهي تبحث عن الماء، وشوهد بعض المواطنين يجلبون المياه من المواقع التي تجمعت فيها مياه الأمطار والسيول، كما فعلت ذلك سيارات الماء (البوز) التي تشفط المياه من بقايا السيول والأمطار، وبلغت قيمة البوزة الواحدة أمس 6000 ريال فما فوق.

شوارع ومبان مدمرة بشبام
وعلى الرغم من الجهود في إعادة الخدمة للتيار الكهربائي إلا أنه يجري التناوب بين أحياء المدينة في تشغيل الكهرباء.. وشكا المواطنون من غياب مياه الشرب ومن الانطفاءات المتكررة في الكهرباء التي تتسبب في إحداث أعطاب بأجهزتهم المنزلية.
على الصعيد الأهلي تبذل بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية جهودا كبيرة لإغاثة المتضررين والمنكوبين من الأمطار والسيول.. وفي هذا الصدد علقت جامعة الأحقاف الأهلية بالمكلا الدراسة، وبالتنسيق مع الجمعية الإسلامية الثقافية الاجتماعية الخيرية فتحت الجامعة غرفة عمليات في مقر الجامعة بمنطقة فوة بالمكلا، الهدف منها متابعة وحصر الأضرار، وابتعاث فرق الأنقاذ ومساعدة المتضررين في كافة المناطق المنكوبة بالتنسيق مع جمعية الرأفة في تريم.

ودشنت الجمعية الإسلامية وجامعة الأحقاف مساء أمس موقعا إلكترونيا صممته خصيصا لحملة الإغاثة من الأمطار والسيول لعكس الأضرار والجهود المبذولة لإنقاذ المتضررين ومساعدتهم، وعنوان الموقع هو:
WWW.HDRMUT-FLOOD.ORG
ووصلت أمس إلى المكلا طائرة إماراتية خاصة على متنها وفد إماراتي لمعاينة أضرار السيول والأمطار، وبرفقتهم الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري، وقد زار الوفد غرفة العمليات في جامعة الأحقاف، واطلع على الجهود المبذولة في الغرفة، وقام فور ذلك بالنزول الميداني لتفقد الأضرار في مناطق حضرموت.