قصة قصيرة القطار السريع

> «الأيام» أديب قاسم:

> كانت أمه في مخاضها الأخير.. أخذت كل مأخذ من الحياة في مقاومتها لكل عوامل الداء الذي استشرى في جسدها.. حتى أننا نستطيع أن نقول إنها كانت فعلا قد ماتت قبل أن يطـأ الموت عتبة جسدها.

وحيدها الفتى الذي شقي طويلا على أبواب السلطة من قَدَم الكرسي حتى رأس الكرسي، يبحث لأمه عن أمل صغير للسفر، حيث تتوفر جميع إمكانات العلاج.. عجز!.

تدفق كثيرا إلى غرفة الوزير المختص بحفظ الحياة.. نبح في وجهه:

«إنها أمي!»

فنبح الوزير:

«لا أملك لها حياة!»

- غير أنك مع ذلك تملك أن ترحل إلى (متعك) في باريس ولندن وفي كل مكان.

- حسد!

- أعرف- على الأقل- أي (وزر) تحمل في عنقك إلى يوم القيامة.

ورجع إلى البيت مرات كثيرة، حيث كان في كل مرة يجد أمه تتهيأ للسفر، وقد اتخذت له كل عدته .. حتى دموع الوداع.

أخيرا قرر الفتى أن يحمل أمه في أعماق جسده.. كما أحبها حقا ودائما.. اندفع إلى غرفة الوزير بعنف بالغ القساوة مثلما تتدفق صخرة هدها السيل من قمة جبل.

وببساطة شديدة، حيث كان قد قرر أن يرحل بأمه انطلاقا من هذه المحطة (محطة وزير الرحلات) بأنامل مرتعشة وضع في فمه تذكرة بنصف ريال.. وقد أحدثت ضجة شديدة الدوي عندما انطلق القطار السريع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى