أمريكا تغامر بعلاقتها مع باكستان بالتمادي في شن هجمات عبر الحدود

> واشنطن «الأيام» راندال ميكلسن :

> يقول محللون ان الهجمات الأمريكية على المتشددين في باكستان تثير غضب إسلام آباد في وقت يتعين فيه على البلدين تكثيف التعاون لمحاربة المتشددين في المنطقة على طول الحدود الأفغانية.

واستدعت الحكومة الباكستانية السفيرة الأمريكية آن بترسون يوم الأربعاء للاحتجاج على هجمات صاروخية تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في المنطقة الحدودية. وجاء الاحتجاج بعد يومين من قيام طائرة بدون طيار يشتبه أنها أمريكية بإطلاق صواريخ قتلت ما يصل الى 20 متشددا في تلك المنطقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام آباد "تم التأكيد على إن مثل هذه الهجمات تمثل انتهاكا لسيادة باكستان ويجب ان تتوقف على الفور."

ولم تعبأ الولايات المتحدة باحتجاجات باكستانية سابقة من بينها احتجاج على غارة شنتها قوات برية أمريكية الشهر الماضي.

وتقول إن الهجمات ضرورية لحماية القوات الأمريكية في افغانستان وقتل متشددي القاعدة وطالبان الذين يهددونها.

لكن المحللين قالوا إن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش ربما أفرطت في التمادي بمواصلة الهجمات بعد أن حل الرئيس المنتخب آصف علي زرداري محل برويز مشرف الرئيس السابق وحليف الولايات المتحدة الذي استقال من منصبه في سبتمبر أيلول الماضي.

وقال حسن عباس وهو باحث في جامعة هارفارد ومسؤول قانوني سابق في باكستان "من الواضح أن استراتيجية بوش/مشرف... لم تفعل شيئا سوى مفاقمة الأزمة وأن طالبان اليوم في وضع أقوى من أي وقت مضى."

وتابع قائلا "يجري الآن قدر كبير من إعادة التفكير."

وقال توماس هولاهان وهو محلل لدى مركز الأمن والعلوم البحثي "إذا كان لدينا خطة لإبعاد باكستان بشكل دائم فلا يمكن أن تكون أفضل من هذا."

فالهجمات تؤجج مشاعر معادية لأمريكا بين الجمهور الباكستاني والتي بلغت مستويات كبيرة بالفعل مما يفرض بدوره ضغوطا على الحكومة الوليدة.

وقال عباس "واشنطن في حاجة لأن تدرك أن عهد مشرف انتهى وأن الحكومة الديمقراطية الجديدة تحتاج دعم الجمهور."

وانتقد حسين حقاني سفير باكستان لدى الولايات المتحدة من وصفهم بأنهم "صناع قرار يفتقرون للصبر" في واشنطن وقال إن الهجمات التي تشن من جانب واحد ستأتي بنتائج مضادة.

وقال حقاني لتلفزيون (بي.بي.إس) يوم الثلاثاء الماضي " الحكومة الجديدة لا تحتاج للشرعية من خلال الحرب على الإرهاب. فشرعيتها تأتي من التصويت الذي حصلت عليه من الشعب الباكستاني,ومن ثم فإن الحكومة الجديدة لديها سياسة مختلفة ونظرة مختلفة للحرب على الإرهاب."

وباكستان مهمة من الناحية الاستراتيجية للولايات المتحدة وتوفر ممرات رئيسية للإمداد والتموين لدعم القوات الغربية في أفغانستان.

ولا تملك الحكومة ثقلا كبيرا حتى تفرض مطالبها بأن تكبح الولايات المتحدة هجماتها. فواشنطن تقدم لها مليارات الدولارات في صورة مساعدات اقتصادية كما أضرت الأزمة المالية العالمية بباكستان بشدة.

غير أن المحللين يقولون إن قدرا أكبر من الاتصال بين البلدين يمكن ان يساعد في التخفيف من انعدام الثقة.

وقال افتاب خان شرباو وزير الداخلية الباكستاني الأسبق في المعهد الأمريكي للسلام هذا الشهر إنه إذا نسق الجانبان الهجمات عبر الحدود "فإنني اعتقد أن الحكومة ستتفهم وأنها لن تكون في وضع من أخذ على حين غرة."

ووعد البيت الأبيض بهذا في السابق قائلا إنه يعمل على زيادة التعاون. وأكد الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لاسلام اباد في سبتمبر أيلول الماضي إنه سيحترم سيادة باكستان.

ولكن أعقب ذلك التأكيد حدوث الهجوم البري مما دفع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إلى أن يشكو من "انفصال مؤسسي" أمريكي.

وقالت كارين فون هيليل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن واشنطن في حاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين بسبب الهجمات والاعتذار عنها.

وأوضح كلا المرشحين لخلافة الرئيس جورج بوش استعدادهما لإصدار أوامر بشن هجمات تستهدف زعماء المتشددين في باكستان. وقال المرشح الديمقراطي باراك أوباما إنه قد يتعين على الولايات المتحدة أن تتحرك منفردة بينما شدد جون مكين المرشح الجمهوري على التعاون مع الحكومة الباكستانية.

كما دعا أوباما إلى تقوية العلاقات مع باكستان,وقال جون برينان مستشار أوباما الذي تقلد العديد من المناصب الكبيرة في المخابرات "لا بديل عن العمل مع باكستان." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى