مدير عام مديرية مدينة المكلا لـ «الأيام»:سيقام مخيم متكامل لاحتواء المتضررين وإعادة الدراسة في مدارس المديرية.. نجتهد لإعادة الخدمات للمواطنين وهناك تحسن في الماء والكهرباء والطرقات

> «الأيام» صلاح العماري:

> استفاقت مدينة المكلا منذ صباح أمس الأول على جو صحو، وتغلغلت أشعة الشمس إلى المنازل بعد 8 أيام طمست خلالها السحب أشعة الشمس، وجاء أمر الله تعالى بهطول الأمطار وتدفق السيول الجارفة على أودية حضرموت كافة، والتي تسببت في إحداث أضرار بالممتلكات العامة والخاصة والمزارع والخدمات الرئيسية.

«الأيام» التقت مدير عام مديرية مدينة المكلا رئيس المجلس المحلي فيها الأخ سالم صالح بن عبدالحق في غرفة العمليات في المكلا، وتركنا له الحديث عن الجهود المبذولة لإعادة الخدمات، بعد أن وضعنا على طاولته احتياجات ومطالب المواطنين..فقال:

«منذ إشعارنا باحتمال وقوع أمطار مصاحبة لرياح شديدة على مديرية مدينة المكلا سارعنا يوم الأربعاء قبل الماضي بإبلاغ مكتب التربية بالمديرية بتسريح طلاب الفترة المسائية، حرصا منا على سلامة أبنائنا، وباشرنا بفتح غرفة عمليات يوم الخميس 23 أكتوبر في مقر المجلس المحلي بالمديرية، وأبلغنا أعضاء المجلس المحلي بالمديرية وعقال الحارات لإشعار وتنبيه المواطنين بتوخي الحيطة والحذر فيما يتعلق بالمواقع الواقعة على مجرى السيول، وتواصلنا من غرفة العمليات مع المؤسسات الخدمية والأمنية لاستنفار طاقاتها، كما تواصلنا مع محافظ حضرموت ونائب المحافظ والوكلاء وقيادة المحافظة».

وأضاف: «وجرى عقد اجتماع استثنائي صباح الجمعة 24 أكتوبر برئاسة المحافظ والجهات الأمنية، حيث وجه المحافظ بمضاعفة الجهود والسعي لتقديم كل المساعدات الممكنة للمواطنين، وقد تفاجأنا بالنزول الميداني لفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح إلى محافظة حضرموت، حيث كان يتواصل مع الأخ المحافظ بشكل مستمر، وجاءت زيارته للاطمئنان عن كثب على أحوال المواطنين وإدارة جهود الإغاثة بشكل شخصي من الميدان، وساهمت زيارته في الدفع بعملنا ومضاعفة الجهود الإغاثية، لهذا نجدها فرصة أن نتقدم باسم جميع أبناء المديرية والمحافظة بالشكر والعرفان لفخامة الرئيس لما أبداه من اهتمام تجاه هذه الكارثة».

وأكد أنه «تم عقد اجتماع استثنائي بالمجلس المحلي في المكلا، وتم تشكيل اللجان، وخصصنا المهام لأعضاء المجلس كل من موقعه الجغرافي، وبالتعاون مع عقال الحارات، وتم فتح 9 مدارس لإيواء المتضررين من السيول والأمطار، وقارب عدد الذين آويناهم في المدارس 250 شخصا، كما توجد بعض المنازل المتصدعة والمتضررة تم إيواء سكانها عند أقاربهم وجيرانهم، ويتم يوميا إمدادهم بثلاث وجبات غذائية جاهزة مع إيصال مياه الشرب والبطانيات والأدوية الضرورية، وقمنا بصرف مواد غذائية لجميع أعضاء المجلس المحلي وعقال الحارات ليقوموا بتوزيعها للأسر المتضررة بموجب الكشوفات التي رفعت من قبلهم، وكذلك للأسر التي أتلفت موادهم الغذائية، وعددهم حوالي 3000 أسرة، وتم توزيع هذه المواد بنظر كل عضو مجلس محلي».

وأشار إلى أنه «تم لقاء ممثلي منظمة الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي ومؤسسة محمد بن راشد الخيرية والوفد السعودي والصحافة السعودية، ونزلنا معهم ميدانيا إلى مراكز الإيواء، حيث قاموا بأنفسهم بتوزيع مواد الإغاثة والتمور، واستمعوا من المتضررين إلى احتياجاتهم وحجم الأضرار التي لحقت بهم.

كما تم تشكيل لجنة للمساهمة في جهود الإغاثة، مكونة من الإخوة في غرفة تجارة وصناعة حضرموت وعدد من رجال الأعمال والقطاع الخاص، وقد اصطحبناهم ميدانيا إلى المواقع المتضررة بمعية رجل الأعمال الشيخ عبدالله بقشان، وكلنا أمل في دعم ومساهمة رجال الخير لجهود الدولة في إعادة بناء ما دمرته الأمطار والسيول، سواء في البنية التحتية أم الممتلكات العامة والخاصة.

ونؤكد للمواطنين أن اللجان العاملة في غرفة العمليات بالمجلس المحلي بالمديرية تعكف على حصر الحالات المتضررة، واستقبال كافة بلاغات المواطنين، وتصنيف الحالات وإحالتها للجان الفنية المتخصصة، وبإمكانهم الاتصال بنا في أي وقت على هاتف العمليات رقم (303039 - 302975)، كما بدأنا بإعداد استمارة للنزول الميداني للمهندسين المختصين ضمن قوام لجنة من المجلس المحلي والأمن، مهمتها النزول لأخذ البيانات من المتضررين وزيارتهم في مراكز الإيواء والمعاينة لتحديد الضرورة والحصر الدقيق ورفع تقرير مفصل بذلك للجهات المعنية في المحافظة».

وقال: «نعلن عبر «الأيام» أنه سيتم إقامة مخيم كبير متكامل لنقل المتضررين من المدارس إليه، علما بأنه سيتم توفير كافة الخدمات والمواد الغذائية والمياه والصرف الصحي لهذا المخيم، وسيتم ابتداءً من يوم السبت (اليوم) تصفية الموقع الخاص بالمخيم ونصب الخيام واستكمال التجهيزات حتى يعود أبناؤنا وبناتنا لمواصلة العملية التعليمية في مدارسهم في أسرع وقت ممكن، وبالنسبة للمدارس التي لاتوجد فيها أسر متضررة خاطبنا الإخوة في مكتب التربية بالمديرية بتفقد هذه المدارس من قبل مهندسين وفنيين للتأكد من صلاحيتها حفاظا على سلامة التلاميذ».

وأكد على عودة التيار لكثير من الأحياء، والعمل جارٍ بوتيرة عالية لإيصال الخدمة لبقية الأحياء، أما بالنسبة للمياه فإن حجم الأضرر كبيرة جدا، حيث دمرت آبار المياه التي تغذي مدينة المكلا والأنابيب الرئيسية الممتدة في مجاري السيول، ويجري العمل على قدم وساق في جميع المواقع المتضررة، والحمدلله عادت المياه بشكل تدريجي لأحياء المدينة، وسيتواصل الضخ بشكل أكبر خلال الأيام القادمة، علما بأنه خلال لقاءاتنا بالجهات الإقليمية والدولية المتخصصة أكدوا لنا أنه من الصعوبة إعادة المياه والكهرباء قبل أقل من شهر، لهذا نشكر الجهود الجبارة للإخوة في مؤسستي الكهرباء والمياه والأشغال والأمن والمقاولين والمواطنين، وكل من أسهم في إزالة مخلفات السيول والأمطار، حيث يبذل الإخوة في الأشغال العامة والمقاولون جهودا لإعادة تأهيل الشوارع العامة، ونجحوا في إعادة الخدمة للخطوط الرئيسية والفرعية وإزالة المخلفات».

وفي معرض رده على سؤال مندوب «الأيام» عن شكاوى المواطنين بوجود بعض الأخطاء الفنية في الجسور في ديس المكلا وغيرها من المناطق وعدم وجود مصارف للمياه، قال مدير عام المكلا: «إن لجنة قد تم تشكيلها برئاسة وكيل المحافظة للشؤون الفنية وعدد من الجهات المختصة والمهندسين لهذا الشأن، ورفع تقرير متكامل حول البنية التحتية والطرقات والجسور».

وأكد الأخ سالم بن عبدالحق أن «المعونات والمساعدات الخارجية سيتم توزيعها على لجان من المديريات، تتألف من المديرية والهيئة الإدارية وممثل المجلس المحلي للمديرية بالمحافظة ومدير عام المديرية وممثل الهلال الأحمر وثلاث من الشخصيات الاجتماعية وثلاثة من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ واثنين من منظمات المجتمع المدني، ونعتذر للمواطنين عن أي تقصير، ونؤكد أن الكارثة كانت كبيرة، والجهود تبذل لمعالجة وإيصال كافة الخدمات الضرورية، ونشكر مساهمة القوات المسلحة والأمن في تسخير آلياتهم لإيصال المياه لحارات المدينة، كما نشكر جهود الجمعية الإسلامية التي كانت عونا لنا، وكذلك الجمعية الشعبية ومؤسسة الصالح وجمعية الإصلاح الخيرية وجميع المؤسسات والجمعيات التي أسهمت معنا.

ونؤكد للمواطنين أن كل ما قدم لهم عن طريق أعضاء المجلس المحلي وعقال الحارات هو ثمرة من ثمرات جهود المجلس المحلي في المكلا، ونهيب بجميع أبناء المديرية وأعضاء المجالس المحلية والجمعيات أن يضعوا نصب أعينهم المصلحة العامة لخدمة أهلهم المتضررين من الكارثة، بعيدا عن أية انتماءات سياسية، لأنه في مثل هذه المحن يذوب الانتماء الحزبي، ويبقى الانتماء الوطني، وصوت الضمير. ونوضح لبعض الأصوات التي تتساءل عن المعونات والمساعدات المالية والعينية أن كل ذلك سيتم توزيعه بعد حصر الأضرار ورفع التقارير، وسيتم الإعلان عن ذلك في حينه وبطرق رسمية مبنية على حقائق، وليس على ادعاءات وأقاويل وسيتم الصرف تحت نظر ممثلين عن المانحين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى