الحزب الحاكم بمصر يبدأ مؤتمره السنوي وسط انتقادات معارضين

> القاهرة «الأيام» محمد عبد اللاه :

>
الرئيس حسني مبارك
الرئيس حسني مبارك
بدأ الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر أمس السبت مؤتمره السنوي الخامس وسط انتقادات متصاعدة من جانب معارضين يقولون إن الحزب يهتم بمصالح حلفاء أثرياء له على حساب الأغلبية الفقيرة من المصريين ويسكت عن الفساد.

لكن الرئيس حسني مبارك الذي يرأس الحزب قال في خطاب في المؤتمر إن الحزب والحكومة يوفران الحماية للفقراء.

وقال الأمين العام للحزب صفوت الشريف في كلمة في افتتاح المؤتمر الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام "نقول لهؤلاء الذين بدأوا مبكرا موسم الهجوم على الحزب الوطني لقد مل الناس قصة كل عام. تلك الانتقادات المرسلة لأداء الحزب وقياداته التي لا أساس لها من الحقيقة ولا سند لها في الواقع."

وأضاف "على رأس أولويات هذا المؤتمر سياسات العدالة الاجتماعية بمفهومها الواسع الذي يمتد إلى التعليم والصحة والإسكان وقضايا الطاقة والمياه والخدمات."

لكن صحيفة الوفد لسان حال حزب الوفد المعارض وهو حزب ليبرالي قالت اليوم إن مصر تعيش "أزهى عصور الفساد" في ظل حكم الحزب الوطني.

وقالت "إن مناخا من التشاؤم يسيطر على الشارع المصري بسبب السوابق العديدة للحزب في السنوات السابقة والتي شهدت تراجعا كبيرا في الحريات العامة عقب كل مؤتمر وفقدان البعض لأي أمل في التغيير
وانتشار الفساد حتى أصبحت الأعوام الثلاثون الماضية أزهى عصور الفساد."

وأعاد الرئيس الراحل أنور السادات العمل بنظام تعدد الأحزاب قبل أكثر من 30 عاما. وأسس السادات الحزب الوطني عام 1978 على أنقاض حزب مصر العربي الاشتراكي الذي حكم مصر برئاسته لمدة عام واحد.

وفي السنوات الماضية شهدت مصر أحداثا محرجة للحزب الوطني منها الحكم بالحبس أو السجن على عدد من قياداته أدينوا في قضايا فساد.

وتقول الحكومة إنها لا تتستر على الفساد وتقدم من يثبت أنه ارتكب مخالفات للمحاكمة.

وقال الكاتب مدحت الزاهد في صحيفة البديل اليومية اليسارية إن هناك ضرورة لمواجهة حازمة "مع الفئة الطبقية التي تشكلت في حضن السلطة ونالت امتيازات لا تستحقها... لقد أعطى من لا يملك من لا يستحق ووجب الآن استرداد الحقوق."

وقال مبارك (80 عاما) في خطابه "ماضون بكل العزم والتصميم في توسيع قاعدة العدالة الاجتماعية وإعلاء أولويتها."

وأضاف "نوفر الحماية للفقراء ومحدودي الدخل."

ودعا الرئيس المصري حزبه إلى بلورة "أفضل السبل لتعزيز مشاركة المرأة في حياتنا السياسية وزيادة تمثيلها في مجالسنا النيابية."

وقال إن المقاعد التي ستخصص لنساء في المجالس النيابية قبل انتخابات مجلس الشعب عام 2010 ستضاف إلى المقاعد الحالية.

وقال مبارك "نمضي دون تردد في بناء محطاتنا النووية."

وكان مبارك قال في المؤتمر العام للحزب الوطني العام الماضي إن مصر ستبني عددا من المحطات النووية.

وقال معارضون في وقت لاحق إن الحكومة تبدو غير جادة في بناء المحطات.

لكن أكبر تحد يواجه حكم الحزب الوطني لمصر هو جماعة الإخوان المسلمين التي شغلت 88 مقعدا في مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005.

وتقول الجماعة إن الحكومة حالت دون فوزها في أي انتخابات اجريت بعد عام 2005.

وفيما يبدو أنه تبرير للحملة على جماعة الإخوان قال الشريف في كلمته إن الحزب الوطني يحافظ على الدولة المدنية في البلاد.

وينص الدستور على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لكن القوانين المدنية هي الغالبة في التشريعات التي يصدرها البرلمان.

ويحضر المؤتمر حوالي 2700 عضو في الحزب من مختلف المحافظات. وسوف يلقي مبارك خطابا في المؤتمر في وقت لاحق اليوم.

ومن المقرر أن يتحدث أمام المؤتمر غدا جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب وأمين السياسات عن سياسات الحزب التي يتولى مسؤولية وضعها.

وشهد الحزب الوطني نشاطا متزايدا بعد انضمام جمال إليه عام 2000.

وخلال مناقشة في المؤتمر اليوم عن "العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر" قال عضو مجلس الشورى صلاح الديب لجمال مبارك "رأيت فيك قوة (الرئيس الراحل) جمال عبدالناصر وطموح (الرئيس الراحل) أنور السادات وحكمة حسني مبارك."

ويقول معارضون ومحللون إن دور جمال مبارك عبر الحزب هو وسيلة إعداده لخلافة والده لكن مبارك وجمال يقولان إنهما لا يفكران في توريث الحكم.

وقال أحد حضور المناقشة إن جمال مبارك حاول جاهدا وقف الديب عن مدحه بأن طلب منه الاكتفاء بإبداء ملاحظاته حول موضوع المناقشة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى