المستر دي وصحيفة «الأيام»

> منصور جميع عوض:

> قبيل استقلال الجنوب والتاريخ محفوظ في توثيق الصحيفة، نشرت «الأيام» ما مفاده عدم شرعية بقاء المستعمر البريطاني في عدن، وفرض حمايته على الجنوب، وبرلمان الاتحاد المزيف، وتبعية الحكام المحليين.

(المستر دي) الضابط الذي مثل حكومة التاج في فترة ما قبل الاستقلال الوطني أزعجه ما نشرته صحيفة «الأيام»، ووجدها حجة وذريعة لاستجواب الثلاثة الموقعين على البيان.. لم يأمر بالسجن فورا ثم تجري التحربات، بل تبين النبأ.. سبحان الله!!.. وإنها لمفارقة بين حقنا الديمقراطية وديمقراطية المستعمر لدولة لاتغيب عنها الشمس.

وحتى لايستعجل القارئ ذلك المنظار المجسم قلت (المجسم) ولم أقل النظارة السوداء، لأن العيب في العين إذا هي عمياء أو مصابة بالحول أو العمش.. أما سواد عدسة النظارة فينصح بها طبيب العيون لتقوية البصر، وتلبس كذلك للزينة أو لتغيير ملامح الوجه بمسحة من تصنع الجمال.

جلس المستر دي المقيم في جعار مع الاثنين المذكورين ضمن الثلاثة، وهما الأمير علوي بن أحمد عفيفي (مهاجر في الخليج) والشيخ محمد علي منصب الولي (بو شملة) بجعار، وكان- رحمه الله- حينها مدير بلدية وشخصية اجتماعية واعية ومثقفة.

العفيفي والمنصب نكرا، مما جعل المستر دي يضع الحمل على كاهل الثالث لكونه مدرسا في المتوسطة.. والصياغة تشير إليه بإصبع الاتهام، ومن غيره كتب للصحيفة. أشعرني حارس الصاحب وكان حينها (عبدالله أبو شنب) وحدد المقابلة في مكتب مساعد الضابط السياسي في ركن مبنى السكرتارية- الطابق الثاني- المبنى الحالي والقديم في جعار، قبلة المبنى (شمالا).

طلبت من الصاحب أن يكون بيننا مترجم، ومن حسن حظي أن المترجم كان كاتبه فيصل يحيى النعمي (زميل دراسة في المرحلة المتوسطة ومن شباب جعار).

لم أطلع على ما جاء في الصحيفة لأنها تصل إلى الإنجليز قبل المسائيل المحليين.. قرأها السيد فيصل وبعد القراءة وجه لي المستر دي: هل بعثت بهذا البيان إلى صحيفة «الأيام» نيابة أو بالتنسيق مع صاحبيك؟ المطلوب No أو Yes. ودارت استجوابات. طلب الصاحب في نهاية المطاف أن أكذب الصحيفة، ما لم قد يضطر إلى سجني في البحرين (سجن جعار المركزي).

بعض الناس عندما تتذكر الماضي يظنك تحن عليه.. وإذا كان القديم في نظر الجديد قائما.. والجمل ما يشوف سنامه.. أو سنام أخيه (في بعض الأمثلة) يتهمك باتهامات باطلة.. ويسخر بمقولة: البسم (القط) يحب خناقه!!.. مع أن الأسوأ يذكرك بالسيئ، فترى بعض الشر أهون من بعض، وأن دفع المضرة أفضل من جلب المنفعة، والمستفيد حاليا ينكر محاسن الماضي حتى ولو كانت طيبة له.

رفضت التكذيب، لم أسجن ولم أهدد ولم تهدد (الناشرة) ولا الناشرين!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى