كيف لو لاذ الناس بالصمت؟

> مقبل محمد القميشي:

> عندما تفكر، ويفكر معك الآخرون، ومن خلال ذلك التفكير، تصل إلى أن هناك دولة ونظاما ودستورا وقوانين وسلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، تطمئن القلوب لسبب واحد فقط هو الشعور بالأمن، حيث يسود الأمن والعدالة بين الناس، فالناس يكونون في هذا الحال سواسية أمام النظام والقانون.

فما بالك لو كنت في بلاد مثل اليمن لاتتوفر فيها كل تلك الأمور إلا في وسائل الإعلام فحسب، أما الواقع فعكس ذلك تماما.

الأمر الذي يجعلك تجزم أن في اليمن نظامين، أحدهما للاستهلاك الإعلامي هدفه العالم الخارجي، وهو (الظاهر)، والآخر يصادر لذاك النظام (الظاهر) وله قوانينه الخاصة به والصادرة منه، ويمكن اعتباره يعمل به بالاستناد إلى تشريعاته الخاصة جدا جدا به حسب أعرافه القبلية المتعصبة المسلحة معا، وهو النظام (الخفي)، وبالتالي يكون للدولة نظامان، ولايطبق منهما إلا النظام المغلف بالنظام المعلن.

من هنا ندرك مصدر الفوضى وسياسة الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف، والغني يستقوي وينهب الفقير، وهذا ما هو عليه واقع الحال في الجنوب، حيث يمارس بالعلن وبالمكشوف.

ومن خلال ما تقدم ومعرفة الناس وإدراكهم به وبالفوضى العارمة التي حلت في الجنوب تحتَّم على المظلومين الخروج إلى الشارع للتعبير عن ما وقع عليهم من ظلم، وكان لابد من إيجاد المخارج والحلول ومعالجة الاختلالات وأنواع الجور كافة لإنصافهم.

وقد فعلنا وحاولنا وجربنا كل أنواع الوسائل الحضارية المتبعة في الدول الديمقراطية التي سبقتنا في ممارستها، ولكن لم تجدِ، مما قد يدفع الناس إلى اتخاد أساليب أخرى- دفعتها السلطة إليهم- لحماية أرواحهم وممتلكاتهم، خاصة في المدن التي تطبق فيها القوانين حسب المزاج وليس كما يجب أن تطبق.

وتناولنا لذلك يعود إلى تعرض الكثيرين للظلم أو سيتعرضون له مستقبلا، فلا يوجد مواطن في الجنوب إلا وله أقرباء في المدن تعرضوا لذلك الظلم.

وأمام كل ذلك.. لايدري ولايعلم الواحد منا هدف أو أهداف السلطة من عدم إعطاء الناس حقوقهم، وإنصاف كل من تعرضوا للظلم.. أهي تدفع بهم إلى تشكيل فرق قبلية في المحافظات لحماية إخوانهم وحماية حقوقهم في المدن، أم تهدف إلى إرغام وإخضاع الناس لتقبل سياسة الأمر الواقع، وتصمت عن كل ما وقع عليها من ظلم وما وقع على ممتلكاتها من استيلاء ونهب بقوة القبيلة المتخفية بالزي العسكري.

إن أكثر مشاكل السلطة هي المتهمة بها، وهي التي تعمل ضد نفسها، وعلى يقين- نحن- بأن (متنفذين) عسكريين وغيرهم من ذوي (الوجاهات) القبلية والعشائرية هم من يقفون وراء ذلك. يحدث كل ذلك في الوقت الذي لم يسكت الناس على ممارساتهم، والسؤال ماذا كان سيحدث أكثر مما حدث لو كان الناس لاذوا بالصمت وسكتوا عن الجور والظلم الذي لحق بهم بدعم عسكري مسلح؟!.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى