عدن.. مواقف مشرفة

> نعمان الحكيم:

> لم نكن بمنأى عن إخواننا المكنوبين في شبوة والمهرة وحضرموت، التي تضررت بشكل مخيف من الأمطار والسيول الجارفة.. ولم نكن إلا ممن يسارع بالعون والتضحية، وقد صدق الحدس وبان المعدن.. وظهرت همم الرجال التي هي في علو شمسان وعيبان، وواسعة باتساع الأرض وبحرها الدفاق، من باب المندب حتى شواطئ المهرة.. أقول لم نكن بعيدين عما يجري، وقد كان ما تصدرته «الأيام» صحيفة، الوطن وكل الشرفاء، وحملة الفكر والكلمة، كانوا في طليعة وسائل الإعلام المقروءة، ونعلم قيمة ومكانة (الطليعة) خاصة في الملمات والذود عن الأوطان.. كل ذلك كان له بالغ الأثر في الدعم والمدد وتقاطر المعونات من داخل الوطن وخارجه، في مشهد إنساني مؤثر وجميل!

نحن هنا، في عدن.. المدينة الباسلة وذات السبق في هكذا مواقف.. كنا قد ناشدنا بالتبرع، ومازلنا ننادي، وأعتقد أن «الأيام» هي أنسب مكان لتقديم التبرعات على أشكالها المختلفة، لكننا أيضاً نشيد بدور محافظ عدن الدكتور عدنان عمر الجفري، وقيادة المجلس المحلي للمحافظة والمكتب التنفيذي ومجالس المديريات، وكل الخيرين في عدن.. نشيد بدورهم السريع الذي تمثل بإسناد إخوانهم في حضرموت والمهرة.. لكننا نطالبهم بأن تكون (شبوة) في الخاطر والبال والواقع، ونثني على الدور الذي كان من نتائجه إرسال (30) قاطرة يقودها الوكيل المساعد، الرجل الطيب والخدوم الأستاذ أحمد الضلاعي، لكي تكون أول بادرة إنسانية بسيطة من أبناء عدن إلى إخوانهم في تلك المناطق المنكوبة، وهي تعبير عن الوفاء ولو بجزء بسيط ، ورداً للجميل لإخواننا الذين عملوا معنا ولهم بصمات في عدن ومدنها الأخرى، وهل ننسى أبناء هذه المحافظات الذين عمروا وطوروا عدن منذ عهود سالفة!.

إنه وفي غمرة التحسب والتخوف الذي كان يحتاج عدن من أن تتعرض هي لموجة من الأمطار والأعاصير، بحسب الأرصاد الجوية المتوقعة.. وبرغم ذلك لم يقف أبناء عدن، وهم ساكنوها وأهلها، موقف المتخوف الوجل، بل بادروا وقدموا ما لديهم عبر قيادة المحافظة، والأولوية لمن هم في الكارثة، وما قد يأتي بعد ذلك يكون له حساب .. وسبحان الله أن ظهر الناس بمعادنهم الطيبة النقية، وأظهروا أصالتهم في لحمتهم وتراحمهم التي كان من أثرها إرسال هذه القافلة التي تحمل مواد غذائية وألباناً ومستلزمات سكنية.. إلخ.

لكننا نريد الأكثر والأكثر.. بعد أن جنب الله سبحانه وتعالى عدن كارثة مماثلة..نريد إسناداً أكثر أهمية يكون من أبناء الشعب في المرافق والمصانع وفروع الوزارات وأماكن أخرى تتعلق بخدمة الناس.. ليكون فعلاً العطاء بقدر الحاجة أو يكون لمن يستحقونه فعلاً، وكفانا اقتداء بما قدمته القيادة بمحافظة عدن ليكون ذلك شاملاً لكل المحافظات التي هي أرض ملتصقة برقعة واحدة.. لا تنفصم عراها عن الإنسان أيا كان !

لذلك نكرر الشكر للموقف المسؤول لمحافظ عدن وقيادة السلطة المحلية وكل من أسهم وسيسهم بشيء يكون له منفعة لأهلنا في المهرة وحضرموت وشبوة.. فقلوبنا معهم في محنتهم التي نسأل الله تعالى أن يزيلها عنهم ليرفع عنهم ماهم فيه.. وهو أرحم الراحمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى