حضرموت في وجدان الجميع.. ولكن!!

> سعيد عبدالرب الحوثري:

> اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك يا إلهي رفقا بحضرموت، فلقد عانت كثيرا لهول ما جرى من قضائك وقدرك.. يا إلهي يكفيها معاناة بعض عبادك، فأنت رب العباد وحكمك قاضٍ على جميع هؤلاء العباد، ومنهم هذا البعض العاقين لترابها والجاحدين لها.. فما جرى يا إلهي من تحطيم لتلك البنية التحتية، وتدمير المساكن، وأعداد الضحايا والمفقودين ليس سببه رحمتك، وإنما هناك سبب مهم هم هذا البعض الذين جعلوا منها مغنما لعشوائيتهم التي تتمثل في تنفيذ تلك المشاريع الاستراتيحية بذلك الشكل الاستهتاري، حيث هدرت المليارات عبثا.. فعلى سبيل ذلك الطريق المستطيل واسع الخطوط والإنارة الجميلة والتشجير البديع الممتد من مطار الريان حتى مدينة المكلا، الذي يضاهي تلك الشوارع في العالم ربما هو الوحيد الذي ظل متماسكا إلا أنه في ذلك المنظر الحزين والمؤلم لأنه ملك للوطن وليس ملكا لذلك المهندس أو المقاول أو المنفذ فلان أو علان.. ماذا نقول يا إلهي سوى حسبنا أنت ونعم الوكيل!.

نؤمن إيمانا حقيقيا بأن حضرموت تعيش في وجدان الجميع في الداخل والخارج، وسوف تتوالى عليها من كل حدب وحوب جميع المعونات إلا أن الأخيار داخل الوطن وخارجه يتمنون من محافظهم القدير الأستاذ الحنبشي وهو يتحمل هذه الأعباء الجسيمة أن يشكل من حوله فريقا من المؤتمنين والناكرين لذاتهم، وليس من هذا البعض الذين قد سئمنا حتى رؤية وجودهم عبر التلفاز والذين هم من كان يتغنى بهذه المشاريع الهشة لأنهم قد حققوا من وراء هذا التنفيذ الأموال الحرام.

فإلى متى ستبقى مقدراتنا نهبا لاستهتار الفسدة وسارقي النوم من أجفاننا.. إننا نناشد فخامة رئيس الجمهورية بأن يبادر من خلال موقعه كرئيس للوطن بإعادة حساباته لكي يقف وقفة حاسمة، وهو مطلب شعبي جراء ذلك العبث الذي انفضحت خفاياه بعد هذه الكارثة المؤلمة في عموم حضرموت: المدينة والأرياف والسهول والجبال، ونحن على ثقة بأنه جدير بهذا لأن أغلب مشاريعنا لا يراعى فيها أبسط النواميس لمثل هذه المحن والكوارث، وإنما كلوسة زائد لا مبالاة أو رقابة، وكأن المنفذين من كوكب آخر.. فالمواطنون يستصرخونكم أيها المنفذون والآن بالذات وأنتم سوف تخوضون معركة اللهث وراء المقاولات والإنشاء أن تعيدوا النظر في حساباتكم ليس على مستوى المدن الرئيسية في المحافظة، وإنما لجميع المديريات التي أغلب مشاريعها كلوسة.

وأن لا يبقى المواطن ضحية مصالحكم والمال العام هدرا لتصاميمكم التي أثبتت فشلها.. فاتركوا مكاتبكم قبل أي تصميم على الورق، وانزلوا إلى أرض الواقع، وخاصة المديريات الريفية لمشاهدة المرارة التي يتكبدها المواطن، باعتبار هذا واجبا عليكم دينيا ووطنيا بعيدا عن فلسفة نشوة القات.. فالوطن أكبر من المصالح، واتركوا ذلك المثل الشعبي الذي يقول :«من حصل العافية ضرب بها صدره».

ترجموا برنامج فخامة الرئيس على أرض الواقع، وافسحوا المجال لمنافذ السيول والأمطار في الأودية والسهول ومنحدرات الجبال، واتركوا جبالنا شامخة نظيفة كشموخ الوطن بدلا من تشويهها بالعشوائية أيها العشوائيون.. وإلا فأعطوا الأمانة لمن هو حقا جدير بها.. فوطن لا نحميه ولا نصون مقدراته لا نستحقه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى