ابتلاء حضرموت.. وبشر الصابرين

> علي الذرحاني:

> قال تعالى:(ولنبلونَّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).. جاء في التفسير (لنبلونكم) أي: لنمتحننكم ولنختبرنكم، (بشيء) أي: بقليل مما ذكر.. وقلل ليؤذن أن كل بلاء أصاب الإنسان وإن جل ففوقه ما يقل إليه.. ويرينا أن رحمته معنا في كل حال، وأعلمنا بوقوع البلاء قبل وقوعها لنوطن نفوسنا عليها، (من الخوف) خوف العدو، (والجوع) القحط أو الإملاق أو الفاقة أو العوز، (ونقص من الأموال) أي: ذهاب بعضها كموت المواشي وأمثال ذلك، (والأنفس) كموت أو قتل الأصحاب والأقارب والأحباب والإخوان أو بالمرض والشيب أو بالكوارث، (والثمرات) فلا تظل الحدائق والمزارع كعادتها.. قال بعض السلف: فكانت بعض النخيل لا تثمر إلا واحدة، وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده، فمن صبر أثابه، ومن قنط حل به عقابه.. (وبشر الصابرين) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتى منه البشارة.. والصابرون: هم الذين صبروا على هذه البلايا واسترجعوا عندها لأن الاسترجاع تسليم وإذعان.. هذه غاية الصبر وأعلى منه الرضى.

ومن الصحيح القول: بأن الحذر لا ينجي من القدر إلا أن الأخذ بالأسباب والوسائل من الدين.. فماذا كان سيحصل لحكومتنا (الرشيدة) لو قامت بالنزول الميداني الدوري المستمر والمنتظم إلى كل قرية أو موقع أو منطقة أو ناحية من نواحي البلاد الشاسعة، وتلمس أوضاع أهلها وهمومهم ومعاناتهم، وحل مشاكلهم وقضاياهم، وتوفير احتياجاتهم اللازمة، ووضع الخطط والبرامج العملية الناجعة والناجحة لتدرك الكوارث التي قد تصيب هذه المناطق أو تلك، ودراسة ومعرفة ثرواتها وإمكاناتها وقدراتها، وتوزيع تلك الثروات توزيعا عادلا ابتداء بانتفاع أهلها المقربين قبل غيرهم من خيراتها.. ووضع الاحتياطات الآمنة التي تعمل على تلافي الحد الأدنى الذي تحدثه تلك الكوراث والنوازل قبل وقوعها.

مثلما تعمل الدول المتقدمة والمتحضرة في أوطانها وتحافظ على سلامة مواطنيها ورعاياها وفي أسرع وقت ممكن.

أما عندنا فاليوم عند الدولة بسنة فمازلت عمليات الإنقاذ سارية المفعول حتى هذه اللحظة (ولا عزاء للمنكوبين).. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ولك الله ياحضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى