مادلين دانهام همزة الوصل بين اوباما واميركا البيضاء

> واشنطن «الأيام» باتريك بيرت :

> لعبت مادلين دانهام جدة باراك اوباما التي توفيت أمس الإثنين عن عمر يناهز 68 عاما دورا رئيسيا في حياة المرشح الديموقراطي الذي تركته قبل ساعات من انتخابات تاريخية ترجح الاستطلاعات فوز حفيدها بها ليصبح اول اميركي اسود يصل الى البيت الابيض في تاريخ الولايات المتحدة.

وربت جدة باراك اوباما حفيدها على قيم الاميركيين البيض المحافظة.

ولدت مادلين لي باين في 26 تشرين الاول/اكتوبر 1922 في كنساس في قلب الريف الاميركي المحافظ.

ولم تتمكن الجدة التي كانت تصارع مرض السرطان من المشاركة في الحملة الانتخابية لحفيدها ولكن اوباما كثيرا ما وجه التحية علنا الى هذه السيدة التي بدات حياتها كسرتيرة قبل ان تصبح نائبة رئيس بنك هاواي في العام 1970.

وقال اوباما امام مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر في اب/اغسطس الماضي "انها هي التي علمتني معنى العمل الشاق".

واضاف "انها هي التي كانت تحرم نفسها من سيارة جديدة او ثوب جديد لكي توفر لي حياة افضل، لقد اعطتني كل ما كان لديها ورغم انها لم تعد تستطيع السفر الا انني واثق انها تشاهد التلفزيون هذا المساء وان هذا اليوم هو يومها ايضا" في اشارة الى انها ستعتبر نجاحه في الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي نجاحا لها.

وقامت مادلين دانهام وزوجها ستانلي بتربية باراك اوباما في شقتهما في هاواي حيث استقرا بعد الحرب العالملية الثانية مع ابنتهما آن.

ويقول ديفيد ماندل مؤلف كتاب عن سيرة حياة اوباما ان مادلين دانهام لم تكن راضية عن زواج ابنتها آن في العام 1960 بكيني جاء ليجري دراسات في الولايات المتحدة خصوصا ان هذه الزيجة تمت في وقت كان فيه الزواج المختلط ما زال محظورا في العديد من الولايات الاميركية.

وبعد قليل غادر الاب، باراك اوباما الكبير، منزل العائلة فيما لم يكن ابنه قد اتم بعد السنة الثانية من عمره.

وسافرت آن للاقامة في جاكارتا حيث كبر باراك الصغير الى ان اصبح عمره 10 سنوات.

وعند بلوغه هذا العمر عاد الى هاواي حيث تولى جده وجدته تربيته ودفع مصاريف مدرسة ثانوية خاصة كان يذهب اليها ابناء الصفوة من الاميركيين البيض.

وفي سيرته التي كتبها في العام 1995 بعنوان "احلام ابي"، قال اوباما انه عرف اثناء سن المراهقة معنى الافراط في تناول الكحوليات والمخدرات رغم ان جدته التي اقام لديها الى ان ذهب الى جامعة لوس انجلوس عام 1979 كانت تحارب هذا السلوك.

وفي فترة المراهقة ايضا اكتشف ان العنصرية متجذرة داخل عائلته نفسها. ويروي في مذكراته ان جده اسر له يوما ان جدته ترفض الذهاب الى العمل بالباص لانها تخشى من ان يضايقها شحاذ اسود.

وكتب اوباما ان هذا الاعتراف من جانب جده كان بمثابة "لطمة في صدره".

غير ان اوباما لم يتردد في اللجوء الى جدته مطلع العام الجاري عندما تعرض لهجوم بسبب علاقته مع قس كنيسته جيريمياه رايت الذي يدلي بتصريحات نارية ضد الاميركيين البيض.

وقال اوباما في خطاب "لا استطيع ان اتنكر له كما لا استطيع ان اتنكر لجدتي البيضاء وهي سيدة اعترفت ذات مرة انها تخشى مقابلة السود في الشارع واطلقت اكثر من مرة عبارات عنصرية اغضبتني".

وفقد باراك اوباما والده في العام 1982 ووالدته في العام 1995. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى