الأستاذ صالح حسن محمد في رحاب الله

> عبدالرحمن خبارة:

> توفي يوم الخميس الماضي 30/10/2008 الصديق صالح حسن محمد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، صاحب الثقافة الرفيعة.. خاصة في مجال الفلسفة والعلوم، واتسم طوال عمره بالتواضع، وكان شريفا نظيف اليد محبوب المعشر.

ورغم انطوائه إلا أنه كان صديقا للصيادين ومحبا لهم، وعاش طوال سني عمره مع شلة من الأصدقاء، وكإنسان حضاري لاتمل من جلساته لظرفه وطيبة معدنه. كان يرفض التعيين في منصب كبير في الدولة أو الحكومة رغم قدراته الرفيعة.. واعتقادا منه أن المنصب الكبير يفتح آفاقا واسعة للفساد والإفساد، لهذا قبل على مضض تعيينه عميدا لكلية الكوادر إبان حكم الاشتراكي (كلية الآداب حاليا).

وبدأ حياته مدرسا في مدرسة (بازرعة الابتدائية) ثم انتقل إلى أكثر من مدرسة حكومية. كان عطوفا على الفقراء من التلاميذ والطلاب، يصرف جزءا غير قليل من راتبه الزهيد لهم، ويجد المتعة في ذلك. وأذكر أن أحد اللصوص سطا على منزله، فسرق دبة (أسطوانة) الغاز، فطلب منه بعض الأصدقاء إبلاغ الشرطة فرفض بحجة أن السارق كان محتاجا، ولم يقدم على سرقته إلا بسبب فقره الشديد وإملاقه!.

ورغم قلة كتاباته إلا أنها من العمق والدراية والشمولية.. ولشدة تواضعه كان يكره المدح والتبجيل، وكثير من تلك الكتابات لم ترَ النور، ويمكن لأصدقائه في حالة احتفاظ أهله بما كان يكتبه وضعها في كتاب لفائدتها الكبرى، خاصة فيما يتعلق بقضايا الفلسفة والعلوم والسياسة.

كان صالح يملك أفكارا مرتبة، فكانت تحليلاته السياسية من الواقعية والنضج، بعيدا عن التطرف، بل كان عدوا لدودا للتطرف، ويجد فيه مصدرا للخراب والكوارث، بل والجهل بعينه، كما كان يطلق عليه.

جاء موته بعد مرض عضال، ولم يجد العناية من السلطة، إذ إنه كان يكره الاستجداء، فبقي بعد إصابته بالشلل منكفئا داخل منزله، وللأسف تخلى بعض الأصدقاء حتى عن زيارته ومواساته.

رحم الله الأستاذ الجليل صالح حسن محمد، وغفر له وأدخله فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه السلوى والصبر في مصابهم الكبير!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى