«الأيام» تتابع رحلة البحث عن الصيادين المفقودين حتى العثور عليهم.. الصيادون يروون اللحظات الأولى لفقدان السيطرة على القارب إثر الرياح الشديدة

> «الأيام» خديجة بن بريك/هشام عطيري/ أحمد سعيد كرامة

>
أحد الصيادين المفقودين وإلى جواره وكيل محافظة لحج
أحد الصيادين المفقودين وإلى جواره وكيل محافظة لحج
حضر أمس إلى مبنى «الأيام» رئيس جمعية خليج صيرة وعدد من الصيادين المنتسبين للجمعية وكذا جمعية فقم الذين قاموا بالبحث عن الصيادين المفقودين في البحر منذ أربعة أيام من خلال التواصل والاتصال بالجهات الرسمية والجعيات التعاونية السمكية القريبة من موقع الحدث.

وأفاد رأفت عمر علي (29عاما) عضو جمعية خليج صيرة: «ضاع أصدقائي في البحر لمدة أربعة أيام منذ يوم السبت الماضي، اتجهنا إلى كل الجهات المسئولة والمعنية بذلك، ولكن لم نجد منهم أي ردة فعل إيجابية، فتارة يقولون لنا إنهم سيرسلون طائرة وتارة عددا من القوارب، ولكن لم نر شيئا منهم، نحن نعلم أن أقصى منطقة يصلون إليها هي مسافة 30 ميلا، وقد علمنا منهم أنه حصل خلل وعطل في المحرك، لذلك ظلوا في البحر لمدة أربعة أيام، ولم تجد بلاغاتنا للجهات المسئولة من خفر السواحل».

وأضاف:«وقد قرر أعضاء جمعية (فقم) البحث عن الصيادين المفقودين، وعددهم اثنان وطفل، وبعد أن ضاقت بنا السبل ووجدنا أنه لاتجاوب من قبل الجهات المسئولة توجهنا إلى رئيس جمعيتنا علي سلام الذي كرس كل جهده من إمكانيات ومال للعثور على الصيادين المفقودين، ويوم أمس جهزنا القوارب وتوجهنا إلى البحر ووجدناهم بالقرب من جيبوتي وكانوا في حالة إعياء شديد».

وتحدث خالد علي حزام عضو جمعية خليج صيرة قائلا:«قمت أنا وخمسة من أصدقائي بالبحث عن الصيادين المفقودين، حيث انطلقنا من باب المندب، وبعد البحث وجدناهم بعد صعوبة بالغة، فالرياح لم تساعدنا للوصول إليهم إلا بعد محاولات عدة، والحمد لله أننا وصلنا إليهم في الوقت المناسب، لأنه لم نجد لديهم لا ماء ولا غذاء».

وقال محمد هادي أمين عام جمعية خليج صيرة: «لم يقم أحد من الجهات المسئولة بأي دور يذكر، فالدور الذي قام به رئيس جمعية خليج صيرة وأعضاؤها وكذا أعضاء جمعية (فقم) تكلل بالعثور على المفقودين، حيث كلف رئيس جمعية خليج صيرة أعضاء الجمعية وأعضاء جمعية (فقم) باستئجار قوارب والبحث عن المفقودين، وحينما وجدوا الصيادين تفاجأنا من عدد من المسئولين ينسبون هذا الدور لهم، على الرغم أنهم لم يقوموا بأي شيء، ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الأخ علي سلام رئيس الجمعية، الذي تكفل ببترول القوارب والطعام للذين قاموا بالبحث عن المفقودين، وكافة التكاليف وكذا جمعية الخيسة وفقم وباب المندب والحيمة».

وأفاد الأخ يونس جمال هادي عضو جمعية (فقم) قائلا:«ما آلمني بشدة أن القيادة في المؤتمر في منطقة البريقة كانوا يقولون لنا أوقفوا القوارب والبحث، فنحن سنحضر طائرة للبحث عنهم، ومرة يقولون سنحضر زوارق، وهكذا مثل من يخدر المريض حتى لايشعر بالألم، وحينما نسألهم بعد ذلك ماذا فعلتم؟ لا يردون علينا، ومن المؤسف أنه أثناء البحث ركب معنا منتسبون من خفر السواحل، وحينما وصلنا إلى نصف البحر طلبوا منا إعادتهم، فقالوا لنا إن البحر فيه رياح، لانستطيع الدخول. لبينا طلبهم، أما نحن فقد واصلنا البحث بعد إنزالهم حتى وجدنا المفقودين».

وقال علي سلام رئيس جمعية خليج صيرة:«تلقيت عددا من الاتصالات مساء السبت الماضي من قبل عدد من الصيادين أفادوا بأن هناك صيادين مفقودون، وعددهم اثنان ومعهم طفل، بعدها اتخذت الإجراءات اللازمة، ولكن صادفتنا العراقيل مثل الرياح الشديدة في البحر، وفي اليوم الثاني قام عدد من الصيادين بالبحث من صيرة إلى باب المندب مع تعاون جمعية (الخيسة) وجمعية (فقم) وجمعية (العارة) وجمعية (المندب) وجمعية (الخوخة)، فقد شاركت كل هذه الجمعيات في البحث عن المفقودين».

وأضاف:«أحد المفقودين كان لديه تلفون (سيار) حاولت الاتصال به، والحمد لله أنه كان في مكان فيه إرسال، وقد حدد لي موقعهم، وأبلغت الباحثين وتحركت ستة قوارب من باب المندب، والحمد لله أنهم وجدوهم قبل فوات الأوان».

العقيد ركن أحمد محمد نعيم قال لـ«الأيام» إنه بناء على توجيهات قيادة خفر السواحل قام مركز خفر السواحل في خور العميرة بإجراء البحث والتحري وبتعاون بعض الألوية المرابطة في المنطقة والأهالي وبعد ثلاثة أيام من البحث تم العثور عليهم في إحدى الجزر الجيبوتية بعد أن قذفتهم الرياح نتيجة لتعطل محرك القارب».

وأضاف:«الحمد الله الصيادون الثلاثة في صحة جيدة».

وأدلى أحد الصيادين الثلاثة المفقودين ويدعى بسيوني علي عوض بتصريح لـ«الأيام» حول الحادثة فقال:«كنا أنا والصيادين عزت محمد عوض وعلي عزت علي، نعمل في اصطياد سمك التونة في خليج عدن، وأثناء تحركنا بالقارب لاحظت أن المحرك غير طبيعي، فقمت بإخراج جهاز لقياس المسافة فوجدت أن المسافة بيني وبين أقرب منطقة 14 ميلا بحريا، وعندما واصلنا التحرك توقف المحرك ولم يعمل».

وأضاف:«توجد لدينا تلفونات، لكن دون جدوى خارج التغطية، أول يوم شاهدنا العديد من المراكب تتحرك من خليج عدن وباب المندب، كما هبت الرياح العاتية القوية لأول مرة أشاهدها في حياتي، وعند توقف المحرك أصبحت الرياح هي التي تدفعنا، أول يوم كنا في خور عميرة، وثاني يوم رأس العارة، حتى وصلنا إلى جزيرة بيخ حدود جيبوتي».

مواطنون والنائب البركاني أثناء استقبال أصغر الصيادين الثلاثة في فقم أمس
مواطنون والنائب البركاني أثناء استقبال أصغر الصيادين الثلاثة في فقم أمس
وأشار إلى أن الموقع الذي كانوا فيه خطر، وهو يقع على الحدود الصومالية، والقارب غير صالح للإبحار ومتعطل.

وأشاد بدور الإخوة الصيادين وبالذات الأخ علي سلام رئيس جمعية خليج صيرة، وشكرهم على مجهودهم، وكذا دور قيادة خفر السواحل والسلطة المحلية في عدن ولحج على متابعتهم الحثيثة منذ أول يوم فقدوا فيه.

الكابتن حسين صالح (خال الصياد بسيوني) رئيس لجنة البحث قال:«كان اتصالنا مباشرة مع مصلحة خفر السواحل بعدن وخليج عدن، وعلى طول الشريط الساحلي حتى الخوخة، ونشكر الجميع على تعاونهم، ولاننسى كذلك صحيفة «الأيام» التي كانت متابعة للقضية منذ أول يوم».

وقد كان في استقبال الصيادين المفقودين في مركز خفر السواحل بخور العميرة الأخ ياسر اليماني وكيل محافظة لحج ومدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة.

وأدلى وكيل محافظة لحج بتصريح لـ«الأيام» قال فيه:«نشكر قيادة خفر السواحل وكافة جمعيات الصيادين وبعض الألوية على تعاونهم في العثور على إخواننا الصيادين سالمين بعد محنتهم التي استمرت أربعة أيام».

وأكد وقوف السلطتين المحليتين في عدن ولحج معهم لتعويضهم عما فقدوا أثناء مأساتهم.

و روى لـ «الأيام» الصياد عزت محمد عوض أحمد قائلا:«كنا في البحر لمدة أربعة أيام، وكان ما لدينا من غذاء وماء لايكفي ليوم واحد، وقد تعرضت للجوع والعطش لكون الجزر التي اقتربنا منها نائية، والأمواج حينها هائجة في تلك الجزر، وقد تعرض القارب لأعطاب جراء الأمواج وارتطامه بالصخور حتى تم إنقاذنا من قبل صيادي باب المندب وصيادين من فقم بمساعدة خفر السواحل وصيادين من عمران والخيسة وصيرة».

وأضاف:«إننا نتقدم بالشكر الجزيل للأخ النائب عبدالخالق البركاني على الجهود التي بذلها في غيابنا عرض البحر مع كافة جهات الاختصاص والجمعيات السمكية.

كما نشكر الأخ المحافظ د.عدنان الجفري على التواصل معنا واتصاله هاتفيا معنا للاطمئنان على حالنا، ونناشده بتعويضنا عما تعرض له قاربنا من تلف والماكنة التي تشغل القارب».

كما صرح لـ«الأيام» الأخ النائب عبدالخالق البركاني الذي كان في استقبال الصيادين قائلا:«إنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساعدنا أو ساهم معنا للعثور على أبنائنا من الصيادين، وعلى وجه الخصوص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور وكذا وزير الدفاع ووزير الداخلية وكذا وزير الثروة السمكية، الذين كان التواصل معهم شبه يومي وفي كل الأوقات وكذا القنصل العام اليمني في جمهورية جيبوتي الأستاذ ثابت والجمعيات السمكية، الذين أسهموا بتوفير الوقود لقوارب البحث وكذا رجال الأعمال في مجال الأسماك، وعلى رأسهم الشيخ حيدرة حسين حيدرة والأخ أحمد هادي شنجي والعاقل فضل هادي شنجي وكل من وقف وساهم معنا في العثور عليهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى