العروس المنكوبة

> حسين الشاطري:

>
صبرا جميلا حضرموت فداكي

نفسي التي تهوى بديع رباك

صبرا فما ذاك المصاب بنائل

منك العزيمة أو بعز عُلاك

قد كنت أبد الدهر عنوان الإبا

لاتنحنين لحادث أضناك

لاتكسرين إذا المصائب أقبلت

أو تنحنين وتنثري شكواك

من فجر تاريخ ومولد أمة

كانت ممالك تحتمي بحماك

كانوا ملوكا فوق عرشك سادة

واستعصموا عند الوغى بسماك

واسترضعوا منك الإباء ودونه

موتا وإذلالا لمن عاداك

ووهبتِهم بأسا ومصدر عزة

وبهم تعالى المجد في مبناك

فتنفسوا فيك هواءً منعشا

حتى تخالط مجدهم بهواك

وسطوا ونالوا من كنوزك عنوة

وتنكروا عند الردى لعناك

أعطيتِهم من كل خير جله

ومازلتِ تعطيهم فما أحناكي

فالعذر أيتها العروس فإنني

ماجئت أنثر أحرفا تنعاك

بل جئت والشوق الحميم يزفني

لما دهاني عارض أبكاكِ

فياليت شعري ياعروسي أنه

ينسيكِ ما لاقيته وبلاك

فرددت أوراقي وضقت بهاجسي

أبكي ويبكي كل من يهواك

أبكي على قوم إليكِ تنكروا

وتبرأوا منك ومن بلواك

وتجاهلوا حتى تناسوا أنكِ

لاتحملي غلا لمن ينساك

بخلوا عليكِ وفي سواكِ نفوسهم

تعطي بكل جزالة إلاك

غابوا فكان الصمت عنوانا لهم

ياليتهم نطقوا لكان كفاك

وياليتهم لما رأوكِ جريحة

سألوا الطبيب ضمادة لدماك

تبا لهم جهلوا بأنك حرة

لاتقبلين الذل عند بكاكِ

قد عشتِ من زمن الملوك أبية

لا تنحنين لمن يروم فناك

واليوم قد أضناك سيل عارم

سيل به الفرد الإله رماك

كي تفهمين وتعلمين عروستي

ابنا أحبك أو سواه شناك

ولتعلمي أن الوفاء ودونه

سمٌّ زعاف دون رمل ثراك

فحذارِ أن تنسين أنك درة

وإياك أن تهني لهم إياك

ولتعلمي أني وغيري أمة

ما بدلوا عند المصاب سواك

ومناهم تبقين دوما عزهم

اذا ما الزمان رماهم بفناك

ولتعذريني ياملاذ أحبتي

ماكنت إلا شاعرا غناك

فتحركت شوقا إليك قريحتي

حتى تعطر حرفها بنداك

فأتيت والحزن الأليم يقودني

ثم ارتوى حرفي بعذب لماك

فلتقبلي دمع الحبيب ونوحه

ولتصمدي يامن جعلت فداك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى